17 نوفمبر، 2024 9:41 م
Search
Close this search box.

لابد من حل

ان ما تشهده هذه الايام من ازدياد ملحوظ للعمليات الارهابية، سواء كانت بهجوم مسلح أو سيارات مفخخة تستهدف اسواق شعبية أو محال التجارية، فان الهدف منها قد لا يغيب عن كثير من المتتبعين للوضع الداخلي، وهو سحب الانظار عن المعركة الحقيقية في الموصل وتقليل من اهمية زخم الانتصارات المتوالية في المواجهة ضد داعش، ولقرب مرحلة الحسم وطردهم من اخر شبر في العراق، جاءت ردودهم  بفتح جبهات داخلية اخرى، كما كان سابقا بعمليات ارهابية هنا وهناك تحاول فيها اثارة مايمكن اثارته من سخط شعبي او تنازع سياسي، نقول ان قرب حسم المعركة في موصل وازدياد العمليات الارهابية،  لابد من يصاحبه مشروع وطني يحوي الجميع سعته بسعة العراق، متبنياته ومنطلقه وطني يهدف الى اشاعة السلم الاهلي وجبر الضرر و انصاف المظلومين والاقتصاص من الارهابيين، فنحن امام مفترق طرق اما استمرار الصراع والاقتتال الى مالا نهاية، او السير خلف الضوء في النفق والذي نهتدي به الى نور.
هنا نشير الى الومضة التي اضاءها التحالف الوطني بطرحه لمشروع  التسوية الوطنية، والتي بودي ذكر بعض بنودها المسربة فهي لم تعلن لغاية الان على الساحة العراقية بشكل رسمي وقد تمثل بداية الحل ولنقل جزء منه باقل تقدير، وانصح بقراءة المسودة قبل الاعتراض والتشكيك بمحتواها وسنجيب على اهم الاسئلة التي تطرح في الساحة العراقية  من نصوص التسوية نفسها وهي ماذا نعني بالتسوية ومع من تكون ومن هو الضامن لها وانقل هنا النصوص ..
ثانيا ماذا نعني بالتسوية الوطنية :
“التسوية التي نستهدفها تعني: تسوية سياسية ومجتمعية وطنية تاريخية ترمي لعراق متعايش خالٍ من العنف والتبعية، وتنجز السلم الأهلي وتوفر البيئة المناسبة لبناء الدولة، وتشارك فيها كافة فئات المجتمع العراقي العرقية والدينية والمجتمعية بما فيها المرأة والشباب ومنظمات المجتمع المدني وتضع جميع الأطراف العراقية أمام التزامات متبادلة وضمانات ضمن سقوف زمنية محددة تلتزم بها الأطراف”.
رابعاً/ التسوية مع مَن؟:
“تسعى قوى التحالف الوطني للتفاهم مع كل القوى الفاعلة في المجتمع العراقي على تنوعه سواء أكانوا داخل أطر الدولة ام العملية السياسية أم خارجها بما فيها الوجودات السياسية والدينية والمجتمعية والمعارضة والجماعات المسلحة ضمن سقف الدستور (استثناء حزب البعث وداعش وكل كيان إرهابي وتكفيري وعنصري)، باتجاه اتفاق تاريخي يُعقد مع ممثلي هذه الأطراف التي تمتلك المقبولية والملتزمة بمبادىء المبادرة، ويكون حسم تمثيلها بمشورة ممثلي التحالف الوطني”.
سابعا :خطة التسوية (٥) : تطرح بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق الصيغة النهائية للتسوية الوطنية وتكون ملزمة لجميع الأطراف العراقية ويتم إقرارها في مجلس النواب والحكومة بعد مباركة المرجعيات الدينية ودعم وضمان المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية وفي مقدمتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وستعمل بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق على تحشيد الدعم اللازم من الدول الاقليمية المجاورة لإنجاح خطة التسوية الوطنية المتفق عليها.
وهنا ننقل تصريح السيد حامد الخفاف الاخير والذي بين فيه موقف مرجعية السيد السيستاني تجاه هذه المبادرة حيث قال “بعد الجدل الذي دار حول التصريح الذي أدليت به مؤخرا ومافهمه البعض منه خطأ من أن سماحة السيد السيستاني دام ظله لايرى المصلحة فيما يسمى بمشروع التسوية المطروح أخيرا يهمني التأكيد على ان سماحته لم يبد اي موقف تجاه هذا المشروع وقد ابلغ ممثل الامين العام للأمم المتحدة وسائر الجهات المعنية فيما سبق بأنه لايرى من المصلحة زج المرجعية الدينية في النجف الأشرف في امر هذا المشروع بل يرى ان على القوى السياسية ان تتحمل كامل المسؤولية عنه أمام الشعب بتفاصيل بنوده وتوقيت طرحه وتوفير فرص نجاحه وغير ذلك” ان مرجعية النجف الاشرف لاتريد فرضا للحلول فمباركتها للتسوية تفضي هالة الشرعية لها، ولايمانها بان العراق متنوع باعراقه واديانه ومذاهبه، جعلت الموضوع  متروك للساسة العراقيين فهم من انتخبهم الشعب والحل يجب ان ينبع منهم، يرون فيه مصلحة وطنية وعن قناعة تامه بان الوقت حان لنبذ الخلافات والتقاتل والتناحر وفتح صفحة جديدة يكون فيما مبدأ “لاغالب ولامغلوب”.ان المعترضين والمشككين بهذه الورقة، نلتمس منهم طرح بديل ناجح ناجع يلملم الشتات ويحفظ الدماء ان كان يهمهم العراق وشعبه كذلك بالامكان طرح الحل التي يعتقنونه الانسب والافضل فالابواب مشرعة لذلك، أو الدخول بحوار وطني هادف لبلورة رؤية جديدة مع ماطرح سابقا، اذا ماعلمنا ان ابواب التحالف الوطني مفتوحة للتشاور والتحاور (كما صرح به التحالف الوطني)، لانضاج الافكار وتلاقحها للخروج برؤية جديدة، أما الوقوف على التل ووضع العصي بالعجلة وعدم قبول اي طرح أو حل، يأتي السؤال لمصلحة من تبقى هذه الدماء تسيل؟؟ اترك هنا الاجابة للقارئ الكريم.
اخيرا نقول أن ما يدور حاليا في المنطقة هو خطوة باتجاه تسوية اقليمية عالمية لعودة التوازن الى المنطقة العربية اولا والتي هي مفتاح لاعادة التوازن العالمي ونقصد به ما بين روسيا الاتحادية من جهة والولايات المتحدة الامريكية من جهة اخرى بحربهم المطردة على الطاقة والتي كانت لنا وقفة معها، وقد ابتدأت بلبنان وسوريا واليمن، وعاجلا أم اجلا ستطال العراق فان لم يكن الحل بأيادي عراقية فقد تأتي فرضا من خلف الحدود، ونتمنى حينها ان نسمع لؤلاءك (الساسة الوطنيين) رأي أو قول أم سيكتفون بهز الرؤوس للاشارة على الموافقة ويكون كلامهم صمتا

أحدث المقالات