23 ديسمبر، 2024 2:13 ص

لابد من امير بر او فاجر …والراي القاصر

لابد من امير بر او فاجر …والراي القاصر

هنالك قراءة للخطاب وفق رؤيتين اما لاستكشاف الجديد او لتطويعه وفق ما يريد، ووفق الرؤية الثانية يعاني منها الخطاب الاسلامي فهنالك الكثيرين ممن توغلوا في التراث الاسلامي مع التلاعب بمفردات اللغة العربية المرنة لايجاد افكار وايديولوجيات يروج لها باعتبارها من صميم الاسلام بينما هي في حقيقة الكلام اوهام او حرام .

ومن هذه الاراء القاصرة هي الرؤيا والتاويل لحديث امير المؤمنين عليه السلام كما جاء في نهج البلاغة (ص82) حيث قال: (( لا بد للناس من أمير برٍ أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن ، ويجمع به الفيء، ويقاتل به العدو، وتأمن به السبل، ويؤخذ به للضعيف من القوي ))

هذا الحديث الذي فسره منكرو الامامة بانه دليل على عدم وجودها والبعض الاخر من اتباع الطواغيت اصحاب الهوية الاسلامية يروجون له عند سقوط الطاغية بانه يؤكد على افضليته من الوضع المستجد بعد سقوطه كما ذكر صاحب كتاب طروس من التراث الاسلامي تاليف رشيد الخيون ليموه ويخدع القارئ بان حكم الطاغية افضل من حكم اليوم في العراق وكلمة طروس تعني محو الكتابة او المخطوطة واعادة كتابتها ، والذي اعاد الكتابة في هذا الكتاب هو مؤلفه وتاثير هواه على الاعادة واضح

ولربما سائل يسال ما الغاية من هذا الحديث ؟ حسب فهمي القاصر في الحديث غايتان ، الاولى الخاصة في البر والفاجر لا يعني اعطاء الشرعية للفاجر ولكن لكل مجتمع او مؤسسة او أي تجمع لابد لان يكون هنالك راس الهرم فيه تعود الامور اليه ، وهذا تاكيد على ان الامامة ضرورة الهية ودنيوية لابد من حاكم ، وفي الشطر الثاني من الحديث فان الحاكم مهما كان فاجر فانه لاجل كرسيه يدفع الاعداء عن مملكته ويقوم بجمع الضرائب ويمنع الجرائم فيها ويكون المجتمع خاضع لقانون واحد بكل علاته لانه معلوم للمجتمع واما ان يكون البلد عرضة للتدخلات الخارجية وعدم الشعور بالامان ولا قانون صريح يلزم به المجتمع فان هكذا بلد كأن الحاكم غير موجود

ولكن متى يكون اللجوء الى الفاجر حتى يحكم ؟ اللجوء اليه عندما يكون المجتمع بلا قائد والفتن تعصف به والطائفية تتغلغل فيه فلابد من حاكم يمنع هذه الاشد من القتل حتى وان كان فاجر ولربما يقصد به انه فاجر لنفسه مثل الكافر العادل افضل من المسلم الجائروقد تكون لديه ادارة حتى ولو بعض الشيء الا انها افضل من الفتنة مؤكدا

واما ان هذا استشهاد بشرعية من تسلم الامامة بدلا عن المنصوص عليهم فان هذا غير صحيح لان الحديث لا يتحدث عن استحقاقات بل عن كيان دولة كيف يجب ان تكون ولان الحاكم ضرورة فان رسول الله صلى الله عليه واله اشار للمسلمين على من يكون الحاكم من بعده حتى لا تكون فوضى .

واما الامامة فانها تصح ويستحقها من له القدرة على تشريع أي حكم لاي حادثة تعترضه ولديه الشجاعة الكافية لقيادة جيوش وليس جيش والاهم انه لا يلجأ الى احد لحل ما يعترضه من اشكال بل الاخر يلجا اليه عند المعضلات ، فالعقل والفطرة يقولان ان هكذا شخص يستحق الولاية على المسلمين .