من المقرر أن يقوم الرئيس الايراني أحمدي نجاد بزيارة إلى العراق، حسبما أعلن ذلك دنائي فر السفير الايراني ببغداد، وتأتي هذه الزيارة لتوكيد دعم طهران لحكومة المالكي وإمتنانها لمواقفه بدعم نظام بشار الأسد، الذي يشكل القاعدة الاستراتيجية لنظام الملالي، وتأتي الزيارة في إطار تعهد نجاد سابقا بأن إيران سوف تملأ الفراغ الأمني الذي يحدثه الانسحاب الامريكي من العراق، وقد سبق الزيارة تمهيدا لها زيارات كل من وزير الدفاع الايراني، وقائد القوة البحرية الايرانية، وقائد سلاح الجو، لغرض تمهيد الأرضية اللازمة لزيارة نجاد، إضافة لزيارات متتالية يقوم بها المشرف على الملف العراقي المدعو قاسم سليماني وهو الآمر الناهي لحكومة المالكي في العراق اليوم.
إن الشعب العراقي يشعر بالغثيان والامتعاض من هذه الزيارات، التي تعد تكريساً للإحتلال الإيراني للعراق والتدخل في الشؤون العراقية وبالأخص منها الأمنية. وتهدف الزيارة كذلك الى الاسهام في التخلص من العزلة الدولية التي فرضتها عليه عقوبات الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، خاصة وأنه يواجه كراهية شديدة داخل إيران من قبل الشعب، كما أنها تأتي في نطاق خطة دعم وكلاء ايران القابضين على الحكم في العراق تمهيدا لتكريس حكمهم ولاية اخرى من خلال الانتخابات القادمة بدعم مادي ومعنوي من نظام الملالي مثلما فعلوا في الانتخابات السابقة.
إن العراقيين يقولون بصراحة لنجاد إنك غير مرحب بك على أرض العراق، ويتطلع العراقيون الى اليوم الذي تتم فيه محاسبة احمدي نجاد ورموز النظام الايراني ممن آذوا العراق وارتكبوا الجرائم بحق الشعب العراقي.
كما أن الزيارة تهدف من جانب آخر لفتح الطريق لايصال الامدادات إلى دكتاتور الشام الدموي بشار الأسد وانقاذه من الاسقاط على ايدي الشعب السوري الأبي والجيش الحر، أوحسب تعبيره انقاذ عمقه الاستراتيجي في سوريا. كما يحاول هذا السارق الفاسد المجرم على نهب ثروات العراق من الدولارات من أجل التخلص من الأزمات المستعصية التي يواجهها النظام داخل إيران والعقوبات الدولية التي تكسر ظهره.
لقد ثبت بالملموس وباعتراف أطراف معنية داخل نظام حكم نوري المالكي، أن إيران تسرق من نفط العراق ما قيمته عشرون مليار دولار سنوياً، وسط صمت رهيب لوكلاء طهران في المنطقة الخضراء.
أحمدي نجاد كان ومايزال يكن العداء والبغضاء للشعب العراقي، مثلما يفعل مرشدهم الأعلى وباقي أركان حكم الملالي، لأنهم يكرهون العرب والعروبة، ويستخدمون الإسلام مظهرا وستارا لنواياهم التخريبية في العالم العربي والاسلامي ومنه العراق، وهم الذين يدعمون الميليشيات المسلحة التي تفتك بالأبرياء سواء في العراق، أم شبيحة الأسد، أم عصابات نصر الله الطائفية في لبنان.
إن أحمدي نجاد هذا هو صاحب سجل إجرامي حافل، فمن المعروف أن أحمدي نجاد كان قائدًا لفرقة اغتيال الدكتور عبد الرحمان قاسملو زعيم الأكراد الإيرانيين والذي قتل في العاصمة النمساوية فينا، وأحمدي نجاد هو الذي أخذ السلاح لعملية الاغتيال المذكورة من السفارة الإيرانية في النمسا وأعطاه للقاتل.
كما أن أحمدي نجاد قام ويقوم أداء دور فعال ونشط في كل من العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين في خلق حالة الانفلات الأمني والأزمة في العراق وأفغانستان والدعم الواسع للميليشيات في العراق ولفيلق 9 بدر بالإضافة إلى إرسال كميات كبيرة من الأسلحة إلى سوريا والدعم الواسع لبشار الأسد ولحزب الله اللبناني.
أحمدي نجاد هو زعيم عصابات البلطجة القمعية التابعة لخميني في جامعة «العلم والصناعة» بطهران (1979) وهو عضو وحدة إسناد الحرس في السنة الأولى من الحرب الإيرانية العراقية (1980)، وهو كان يقوم بالتعذيب والتحقيق والأستجواب للسجناء السياسيين في سجن «إيفين» الرهيب بطهران (1981 – 1982)، وهناك سجناء سياسيون إيرانيون ناجون من سجون النظام كانوا شاهدين على أعماله ومهامه في سجن إيفين الرهيب بطهران ونشروا ذكرياتهم وما جرى بهم في وسائل الإعلام الأوربية وأطلعوا الجهات الدولية المختصة بحقوق الإنسان عليها، كما أنه المسؤول عن هيئة إدارة الحرب في مقرات قوات الحرس في محافظات إيران الغربية (1983 – 1985)، كما أنه كان عضو الوحدات الخاصة لحرب العصابات في مقر «رمضان» (المكلف بالتسلل إلى الأراضي العراقية وتنفيذ العمليات في عمق العراق) (1986 – 1987)، كما كان نجاد في السنة الاولى بعد تولي الملالي السلطة في ايران من الطلاب أنصار خميني في كلية «العلم والصناعة» بطهران وكان يشارك في لقاءات خميني مع الطلاب الموالين له ممثلاً عن أنصار خميني في الكلية المذكورة. وفي تلك اللقاءات وبعد كلمات خميني خططوا لهجمات الشقاوات والبلطجة على مكاتب الأحزاب والقوى السياسية والنساء والفتيات في الشوارع وكذلك على السفارات الأجنبية ومنها السفارة الأمريكية في طهران حيث احتجزوا أعضاءها كرهائن لمدة 444 يومًا بالإضافة إلى الهجوم على الجامعات وإغلاقها. وهو من مؤسسي الجماعة المسماة بـ «أنصار حزب الله».
ومن تاريخه الأسود أنه بعد المجازر الواسعة البشعة التي ارتكبها النظام الإيراني بحق السجناء السياسيين خلال الفترة بين عامي 1981 و1983 تم نقل أحمدي نجاد إلى الوحدات الحربية التابعة لفيلق الحرس في المناطق الحدودية وبعد توليه مناصب في الوحدات الإسناد والهندسة تطوع في عام 1986 للعضوية في لواء الحرس الخاص وانضم إلى دورات التدريب الخاصة لحرب العصابات في مقر «رمضان» (الخاص لتخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية في العراق) ثم شارك في عمليات إرهابية في كركوك. كما كان أحمدي نجاد عضوًا في المجموعة الإرهابية المكلفة باغتيال سلمان رشدي. وكان في عام 1989 عضوًا في فريق اغتيال «عبد الرحمن قاسملو» زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني آنذاك. وبعد انضمامه إلى مقر «رمضان» عمل فيه كمسؤول عن الهندسة القتالية للفرقة السادسة الخاصة التابعة لفيلق الحرس ومسؤول عن مقر إدارة شؤون الحرب في المحافظات الإيرانية الغربية في فيلق الحرس.
ان الشعب العراقي يرفض زيارة هذا الارهابي، الذي تلطخت يداه بدماء العراقيين، ويرفض العراقيون رفضا قاطعا استقبال المجرم أحمدي نجاد، ويعتبرون زيارته تحديا لمشاعر العراقيين وهم لا يرحبون بهذا الشخص الذي قتل الكثير من ابناء الشعب العراقي.