22 ديسمبر، 2024 11:07 م

لاأمن ولاأمان مع بقاء الميليشيات المسلحة

لاأمن ولاأمان مع بقاء الميليشيات المسلحة

أن يتم تطويق مقر لميليشيا کتائب حزب الله في شارع فلسطين في بغداد يوم الاربعاء المنصرم، من جانب قوة أمنية کبيرة و المطالبة بتسليم 5 عجلات مسروقة، بعد حدوث إشتباك بين قوة من هذه الميليشيا و القوات الامنية العراقية، فإن ذلك يعکس حقيقة الدور السلبي لهذه الميليشيات ومن إنها أشبه بعصابات خارجة على القانون أو قطاعي طرق على الرغم من المحاولات المستميتة التي تبذلها أوساطا ذات صلة حميمة بالنظام الايراني من أجل تجميل وجوه و دور هذه الميليشيات.
هذه الحادثة التي تعیبر في الحقيقة غيض من فيض الممارسات السلبية و المشبوهة لهذه الميليشيات التي بالاضافة لعمليات النهب و السرقة، فإنها تقوم أيضا بعمليات الخطف و المطالبة بالفدية الى جانب قيامها بأخذ الاتاوات من مراکز بيع الخمور و حتى دور لممارسة الدعارة ناهيك عن قيامها بنشاطات أخرى ذات طابع مافيوي بحت، وإن هذه الحادثة التي حاول المتحدث باسم تحالف الفتح، أحمد الأسدي، يوم الخميس الماضي التغطية عليها و تغيير و تزييف الحقائق إنقاذا للسمعة السيئة أصلا للميليشيات، أکدت مرة أخرى على خطورة هذه الميليشيات ومن إنها تمثل تهديدا جديا للأمن و الاستقرار في العراق، وإن حلها مطلب وطني ملح لإنه لايمکن أبدا أن تضمن عصابات مسلحة أمن و أمان المجتمع.
الحوادث السلبية التي قامت و تقوم بها هذه الميليشيات و التي وضحت و توضح ماهيتها و معدنها اللاوطني خصوصا وإن معظمها مع قادتها يدينون بالولاء لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المعروف بدوره المشبوه في العراق و سعيه من أجل إستمرار نفوذه إستخدام هذه الميليشيات و جماعات و أحزاب أخرى، ولأنه يعلم جيدا بأن حل هذه الميليشيات يعني بتر أهم ذراع له في العراق ولذلك فمن الواضح تسارعه الى الدفاع عن هذه الميليشيات عن طريق أوساط تابعة له أيضا، ولکن ومهما قيل أو سيقال بشأن الميليشيات المسلحة، فإنها ستبقى شرا کبير على الامن و الامان في العراق.
الدعوة لحل هذه الميليشيات و التي هي مطلب مشروع يمثل موقف الشعب العراقي و رفضه أن تکون عصابات مسلحة تعيث في الارض فسادا بمثابة صمام أمن کما يصفه البعض من التابعين للنظام الايراني وإن هذا النظام لايمکن أن يکف عن عدوانيته و تدخله السافر في العراق و دولا أخرى، طالما بقيت هکذا ميليشيات تابعة له، ولاريب من إن زعيمة المقاومة الايرانية، مريم رجوي، التي سبق لها وأن حذرت من دور هذه الميليشيات ومن إنها بمثابة أذرع للنظام الايراني مطالبة بحلها لأن ذلك يضمن أمن و إستقرار هذه البلدان و يکف عنها التدخلات الايرانية المباشرة، صار واضحا من إن کلامها لم يأت إعتباطا وإن هذا المطلب سيبقى قائما حتى تنفيذه.