الشعب العراقي على مر العصور شعب واحد، يختلف كثيراً عن مُحيطه الإقليمي على الأقل من حيث علاقة مكوناته مع بعضها، ، ففي العراق آخر مايُعرقل العلاقات الإنسانية والإجتماعية والإقتصادية الطائفه او القومية، على خِلاف بعض البُلدان المجاورة حيثُ المذهب يقف حائلاً امام الكثير من العلاقات بين أبناء البلد الواحد.
ورغم سعى الحاكم لزرع التفرقة بين هذه المكونات، مرة من خلال إستصغار طرف والإستهزاء بآخر،أو تمييز طائفة أو قومية على آخرى، لإستعداء طرف على آخر، وسِواها من هذه الاساليب التي تُثير تلك النزعات داخل المُجتمع.
لكن وحدة الشعب كانت أكبر من كُل الأساليب المُعادية لشعب واع يمتلك منظومة أخلاقية راقية مُستمدة من روح الإسلام، وأستطاع ان يُحول التعدد فيه إلى عنصر إثراء فكري وأخلاقي.
ومع بداية سقوط صنم بغداد في عام 2003 وتداول معلومات عن مخاوف حدوث حرب طائفية، كان مُعظم العراقيين يستبعدون ذلك للأسباب المذكورة انفا.
لكن المُحتل وهواجس المُكونات الرئيسة وكذا الأجندات الخارجية، وحصول أخطاء كارثية في التعامل مع مُخالفات ذاك النظام، ووجود أزلام النظام وإحتضانهم في مُحافظات مُعينة كان الصوت الأعلى فيها يضعها في خانة النظام، الذي لم يكن مع أي جهة ولاضد أي جهة انما كان مع أستمرار حكمه باي ثمن، خلقَ حالة من التوتر على أساس طائفي،
لكن الصورة الاوضح أن مُكونات الشعب العراقي لم تتغير ولم تدخل بصراع مذهبي، ومن تورط بذلك هي مجاميع قليلة العدد لها ضجيج عال، جندها المحتل والجوار بواسطة البعثيين مرة وبواسطة الطائفيين والمتوجسين خيفة من القادم، ليغرر بالقليل من أبناء الطائفتين، ناهيك عن جهل من حمل أجنده خارجية من بعض الساسة، وساهمت الأزمات السياسية التي أصطنعها هؤلاء في تنمية التوتر في الشارع العراقي،
وبعد أن جرب الشعب العراقي التمترس خلف القومية أو المذهب وذاق مرارة القتل على الهوية التي عمل المؤدلجين وأصحاب الأجندة المشبوهة على ممارسته في السنوات المنصرمة، وجرب نتائج التلاعب بمشاعره من قبل ممتهني السياسة وتجارها، وجرب السير خلف دعوات ألتصعيد التي يُمارسها الساسة، وجرب سياسة الأزمات المفتعلة لأغراض انتخابية.
وعلى الشعب أن يعود إلى الحل الأنجع والأصح والأسهل الا وهو التوحد في الشارع ودعم دعوات التهدئة وإ شاعة روح التسامح بين المكونات، وعزل الساسة المازومين الذي لايعنيهم سوى مواقعهم، ومناصبهم مهما كان ثمنها، وترك الألتفاف حول المتشددين واصحاب الخطب الرنانة، فأن التشدد لايمكن أن يحفظ وجود أو يعيد حقوق، وملاحظة أن الوجود والحقوق ووحدة الشعب والوطن لايمكن أن تتحقق إلا من خلال حرص المكونات على حقوق بعضها، والإبتعاد عن النظر خلف الحدود وتوقع أن الخلاص قد ياتي من هناك، فلكل بلد مصالحة ويسير وفق الأجندة التي تحفظ وتحقق هذه المصالح، وإسناد ودعم دعاة الوحدة والعاملين على ترسيخ القيم الأصيلة التي ميزت العراق عن غيره من البلدان، وهذا لايمكن أن يتحقق بلاتضحيات وتنازلات متبادلة، من الجميع، وإلا لن يخسر أو يُلام أحد عندما يُشطب اسم العراق من خارطة العالم كدولة لها تاريخها الذي تفتقرة أغلب الدول الاسلامية والعربية، سوى المخلصين من ابناء هذا البلد.