23 ديسمبر، 2024 12:11 ص

لأول مرة في الفكر السياسي .. الأمراض النفسية للوطنيين الشرفاء

لأول مرة في الفكر السياسي .. الأمراض النفسية للوطنيين الشرفاء

خلال فترة كتابتي للمقالة السياسية قدمت عدة طروحات جديدة على الفكر السياسي العراقي كان من أبرزها كان طروحة ( فشل العراقيين في النشاط الجماعي ) إبتداءا من إدارة مقهى أو مطعم بواسطة عدة أشخاص شركاء ، أو إدارة مسجد للعبادة ، او نقابة ، أو جمعية ، أو حزب ، وصولا لإدارة الدولة .. فقد أخفق العراقيون في جميع هذه النشاطات ، وأصبحت قاعدة عامة : أي تجمع عراقي سرغان ما ينتج عنه الخلافات والصراعات والإنشقاقات مما أدى على سبيل المثال : فشل كافة التجارب الحزبية منذ تأسيس الدولة المعاصرة عام 1921 ولغاية الآن ، فالعراقي ليس لديه شعور بالمسؤولية نحو الجماعة ، وتكوينه النفسي فردي فوضوي ، وبسبب التشوهات النفسية والعقلية تجد العراقي هدفه توكيد الذات والبروز الشخصي والزعامة ، والشك في نوايا الآخرين ، ومن هنا تحدث المشاكل وتنهار المشاريع الجماعية !

وهذا الفشل في النشاط الجماعي الى جانب ضعف المشاعر الوطنية والشعور بالمسؤولية نتج عنه إخفاق العراقيين في إدارة شؤون بلدهم مما يتوجب وضع العراق (تحت للوصاية الأميركية ) و هذا التشخيص نشر في أواخر عام 2002 أي قبل إسقاط نظام صدام هنا في موقع كتابات .. والدافع لهذه الطروحة هو ما ثبت تاريخيا منذ 100 عام على نشوء الدولة عدم قدرة العراقيين على إدارة شؤونهم بأنفسهم بما فيهم الوطنيون الشرفاء .

ومؤخرا ركزت على فكرة جديدة لأول مرة يتم طرحها في مجال الكتابات السياسية على الصعيد العراقي ، وهي حتى الساسة الوطنيين الشرفاء أيضا لا يصلحون لإدارة البلد نظرا للاضطرابات النفسية والعقلية التي يعانون منها ، فالمواطن الشريف في الدول المتخلفة كالعراق هو الآحر يعاني من العيوب بحكم تأثير الوراثة وما تحمله من تخلف شامل ، والبيئة الصعبة المتخلفة هي الأخرى على الصعيد العائلي والمدرسة العشيرة والجامعة والمؤسسة الدينية وعموم المجتمع ، وامام هذا القهر ستصيب الفرد العراقي – حتى الشريف – حتميات الرضوض والجراح التي تهشم بعض كيان الذات وتترك أثارها النفسية والعقلية في مجتمع يغيب عنه الإهتمام بالصحة النفسية ولايعترف بأعراضها ، ومن أبرز العيوب الموجودة لدى الساسة الشرفاء الوطنيين هي :

– تحكم المزاجية وضعف الثبات الفكري والعاطفي .
– الفشل في النشاط الجماعي .
-عبادة الأفكار والشعارات على حساب مصلحة الوطن .

أكرر هذه العيوب يعاني منها الساسة الوطنيين الشرفاء ، وبالتالي إنعكاسها المدمر على ممارسة السلطة وإدارة البلد ، فلا يكفي ان يكون السياسي نزيها وشريفا ووطنيا وهو غير مؤهل نفسيا وعقليا لشؤون السلطة وعموم عالم السياسة .

وامام هذه الكارثة ربما حتى الوصاية الأميركية لاتنجح مع تخلف وإنقسام العراقيين .. وعلينا مناقشة أسوأ الإحتمالات وهو ان هذا البلد ميؤوس منه ولاتنفع معه كافة الحلول ، وهذه الفكرة الصادمة والمؤلمة الواقع يفرض علينا مناقشتها وجعلها إحتمالا قائما في ظل وجود شعوب مدمرة لنفسها ولن تنفعها كافة الحلول مثل : الشعوب العربية – ماعدا الخليج – والأفريقية واللاتينية والكثير من الآسيوية !