19 ديسمبر، 2024 11:50 م

الحياة صراع وصراع , وهذا الصراع يمنحها المتعة و الاستمرارية, بدأت من البداية ويعيش مع الانسان منذ ولادته لتبقى معه الى المنية و عندها تقف, تتعدد اشكال الصراع وتختلف من شخص الى آخر ومن زمن الى زمن بين من يمارسها بايجابية بالتشجيع و الاندفاع و منح التفاؤل, وبين من يعمل بها في انجس الصور واتفهها من الحقد والكراهية والبغض, وان العامل المشترك في كلتا الحالتين انها, أي الصراع تمارس مع الشخص الحي حيث ينتهي في حدود وجوده في الحياة .
من ناحية اخرى , فانها تمارس على درجات متفاوتة أي ان كل انسان يعيش في صراع , ولكن يكون مع الناجحين اقوى واعمق و اكثر تأثيراً لأن الناجح ينطلق نحو العُلا من بين الانقاض التي تحاول ان تتعلق باقدامه ويعرقل طريق التفوق و التميز, فهو يتجاوزها بحبه لتحقيق اهدافه و عشقه لما يعمل من اجله لذا فإن السهام الموجه اليه يكون كثيراً بأعدادها وسمومها , وربما يكون من الاقرباء منه وعندها تكون المصيبة والتأسف و بقدر عدد السهام وشدة الصراع يمكن قياس النجاح وان من يقف على قدميه توجه اليه اما الراقد الراضي بأسوء احواله فقوة الصراع عنده معدوم ولا سهام يعرفه .
الوقوف على الاقدام معناه الصراع مع البيئة والاصحاب (المحيط) كالاطفل الذي يحاول ان يقف على قدميه فهو يسقط ارضا و يقوم و يتكرر المشهد , و لكنه قرر ان يقوم و لا يرضى بحاله ان يستسلم , لذا فمحاولاته تتكرر و يتمسك بما هو موجود من حوله و يكون وقوفه هشاً في البداية و لكنه يتقوى يوماً بعد آخر, وهذا الشعور الداخلي لديه يدفعه بالوقوف و المشي رغم الصعاب , الوقف على الاقدام يفتح الآفاق الرحبة والواسعة و يمنح الامل اكثر و ينمي الشعور بأن الحياة تطالب المزيد من الخدمة والعطاء .
انا اقف على قدميّ نتيجة لمحاولاتي المتكررة والمستمرة مع الايمان المطلق بأن الصراع تشتد كلما ارتفعنا وحققنا واقتربنا من اهدافنا , بل هو قياس وميزان لصمودنا ولشجاعتنا ومشروعية قضيتنا وخدمتنا للانسانية ولوطننا الحبيب, واننا نعلم بأن الشجرة المثمرة ترمي عليها الاشجار ويحاول ان يتسلق عليها ويقطع من اغصانها .
انني احاول واستمر في المحاولات و رغم ان صوتي مازال غير مسموع ولكنه مرتفع بصداه في داخل اعماقي وتنادي ان موعدنا الصبح والصبح قريب , فلابد من اذان صاغية وعقول نيرة تحاول ان تفهم ويعي ما نحن فيه ونعمله ونحققه بشكل يومي وفق خطة شاملة هدفها الخدمة وشعارها الاخلاص والعمل والصمود ومبادئها الانسانية والحب والضمير الحي والسرور والسعادة .
المشاريع التي افكر فيها كبيرة وما انتجته غيض من فيض , واحلامي بعيدة لا تعرف الحدود والمستحيل وتبلغ عنان السماء وتملأ الارض نوراً وحباً وسروراً اذا شاءت الاقدار من ربنا الرحيم الغفار الذي خلق كل شيئ وقدره .
فانا الانسان بجسدي وانساني و عالمي في داخلي وقد بنيت عالماً خالياً من كل ما يعكر الحياة فيها السعادة والحنان والعطف ولا قتل ولا دمار وخراب و تهجير ولا ولا … فيها .
احلامي لاتنتهي واعمالي واقع ملموس, وهذا ليس غروراً بل ثقةً بالنفس ولأنني اقف على اقدامي فالصراع آت لامحال ولكننا له بالمرصاد ولا يزيدنا الا الاصرار والثبات.

أحدث المقالات

أحدث المقالات