غبت ولكن بقيت ذكراك عالقة في ضمير العارفين بحقك, ليس لأنك زعيماً فقط, أو قائداً أو رئيساً, إنما لأنك إنسان بما تعني كلمة الإنسانية, ولأنك عالماً بما أراد الله إن يعلمك, ولأنك أباً وأخاً لكل من فقد الحنان, ولأنك وجدت لتكن علامة بارزة في ضياء الأفق, حيث أنك الحكيم في كل شيء, والباقر في كل العلوم, والرائد في كل مقدمة.
عشت حياً, ورحلت حياً, وبقيت حياً في ذاكرة الشرفاء, فلم يكن الأول من شهر رجب يوم استذكارك فقط, أنما كل يوم يقارع في الظلم تكون أنت مداده, وكل ساعة يأبى أن يركع فيها للظالمين, تكون أنت الصيحة التي ترفض الذلة, كنت ركناً أساساً في مرجعية شاع صيتها في المعمورة, وتقدمت لتكون من الأولين في قيادة التحرك الإسلامي, ليس في العراق فحسب, وإنما في العالم الإسلامي ككل, وتقلدت القيادة, فأصبحت المقدم بلا تفضيل, والأول بلا منازع.
جالست العلماء, وعاصرت العظماء, ورافقت الفضلاء, فكان الإمام الحكيم معلمك الأول, فكيف لا تكون عالماً محتفى بك, وأصبح روح الله الخميني نبراساً لمشروعك, فكيف لا تكون على خطى الأمجاد ترسم منهجك, وعضدك أبا جعفر الصدر يميناً له , فكيف لا تكون الساعد القوي للأمة, فحملت مشعل العلم والمعرفة لتخط منهاجاً سياسياً, عنوانه الحرية والعدالة والاستقلال, ترويه بشذى دماء الإبرار, إخوتك الأطهار, وصحبتك الأخيار, فقارعت المتكبرين بسلاح الإيمان, حتى منح الله ما تريد من سعادة الدارين.
حيث صدحت حنجرتك, “نحن مع مراجعنا ونقبل أياديهم”, فكنت حقاً طوع أرادة نائب الإمام الحجة عج, حتى اختارك الله لجواره شهيداً محتسباً, قد أديت الأمانة, واستكملت المسيرة, وسلمت الراية لخير وصي وائمن وزير, فكان عزيز العراق عنوان لبقية السيف والشهادة, ومحامياً للمذهب, ومدافعا عن حقوق أبناءه, حتى رفع لواء المشروع الإسلامي, أمل العراق وابنه البار, خليفتك الهمام السيد عمار الحكيم.