26 ديسمبر، 2024 5:50 م

لأمن كوردستان … رجال وراء الكواليس

لأمن كوردستان … رجال وراء الكواليس

الأمن هو الحياة و مطلب بشري منذ الأزل , كافح الانسان من أجل تأمينه بكل ما أوتي من قوة و دافع عنها بشراسة لامثيلة لها , و اختلف أساليبه في بناء بيئة أمنة بين اللجوء الى الكهوف و بناء القلاع و الحصون و العيش في جماعة و صنع أسلحة يدوية قديمة مثل السيوف و الخناجر و استخدام الحيوانات في الدفاع و الهجوم و بين اسلحة متطورة عابرة للقارات حتى الوصول الى القنابل النووية و الدروع الصاروخية و استخدام آخر تطورات التقنيات و التكنولوجيا فأن جُلَّ تفكيره تكمن في تأمين حياته و ممتلكاته .
إن إحدى الوسائل التي أستعان الانسان به بهدف العيش بعيداً عن مصادر الخوف و التهديدات المتعددة المتنوعة هي بناء مؤسسات معنية بحفظ الأمن وفق مناهج و هيكليات و أستراتيجيات تأخذ بنظر الاعتبار الموقع الجغرافي و الوضع السياسي و الاقتصادي و التوزيع السكاني و نسبة الجريمة و نوعية التهديدات الموجه … الخ و تعمل في أطار قانوني يبين كيفية عملها و أختصاصاتها و حقوق و واجبات العاملين فيها و تستخدم في سبيل تسهيل عمله الاجهزة الالكترونية و تكنولوجيا المراقبة و التنصت .. و لكن يبقى رجل الأمن هو العنصر الأهم فلا يمكن تصور وجود جهاز أمني بدونه و بمستوى الاهتمام بتدريب رجل الامن و تطويره يمكن تقييم نجاح الجهاز من فشله و أن نتائج عمله هو المقياس لأن رجل الأمن هو الشمعة التي تضيئ طريق شعبه و السلّم الذي تعلو بها الامم و الدول و هو الامل الذي يرسم درب وطنه نحو العلا و الالم الذي يذوق مرارة العمل ليل نهار خلف الكواليس و الظلمات لينعم ابناء شعبه بالامان و انه الساهر المراقب لما يحكه الاعداء من مؤامرات و دسائس للنيل من بلاده يسهر لينام غيره و لايعرف الكلل و الملل , و التعب محذوف من قاموسه , و من عينيه يشيع نور الحياة و التجدد , برؤيته تطمئن القلوب و النفوس الطيبة و تهتز عروش الطغيان و الاجرام و تتصدع جدران الباطل الهاوى و يعلو صوت الحق الذي لايُعلى عليه , و من ارادته القوية يؤسس الدول و بشجاعته تضرب الامثال , فانهم السور الذي ينهزم أمامه قوى الشر و الظلام الذين لايريدون للانسانية خير و عطاء للشعوب التقدم , ان أمن اقليم كوردستان مفخرة لكل من يشعر بانتمائه اليه اينما كان فأن ما يشهده الاقليم من أمان بين هذه الكتل النارية الملتهبة حولها في دول الجوار محل أعتزاز و دليل على قوة و صلابة اجهزتها الامنية المطعمة بتعاون كل المواطنين الذين هم رجال الامن من طراز الاول , يوماً بعد آخر و يسجل رجالات الاجهزة الامنية في الاقليم
صفحات جديدة من النجاح و افشال مخططات الاعداء المارقين و الحاقدين على مايشهده هذه التجربة الديمقراطية من تقدم بصورة يسمع صداها في الانحاء المعمورة , و ان المستور من المعلن غيض من فيض بفضل رجال اوفياء لوطنهم و مخلصين لشعبهم فانهم منطلقون من رحم الاقليم , و ولدوا ليناضلو و يضحوا ليكونو قناديل يشقون ظلمات الليل الدامس , صدورهم دروع بوجه الخارجين عن القانون و خلقوا ليحملوا هذه المسؤولية العظيمة و انهم أهل لها و الواقع الآمن خير برهان لانه ثمرة عرق جبينهم و دمائهم الطاهرة و عملهم المستمر , لاينحفون امام الصعاب بل يزدادون إيماناً و حماسة فانهم كقطع أثرية كلما كانت قديمة ازدادت ثمناً , رحماء على مواطنيهم و اشداء على الاعداء , يسجل تاريخاً مشرفاً لأولاده يعتزون من بعده لما قدمه من خدمة جليلة لهم و لبلاده , عاش بعيداً عنهم و ضحى بحقه في الابوة و القيام بتربيتهم لأسعاد ابناء بلده . فانهم بحق يستحقون كل الاحترام و التقدير و انهم الفئة النقية الصافية و يحسد عليهم و باختصار انهم رجال يواصلون ليل نهار خلف الكواليس , فان كل منهم يحفظ بين جنبيه الكثير مما لايمكن افشاءه لأنه الصندوق الاسود , يرى الصورة من كل الجوانب و على أيديهم تحقق الاحلام و بجهودهم نصل الى الاهداف , في المحن يزدادون صلابة و صقلاً , كل منهم مدرسة بل جامعة في حب الوطن و الاخلاص و التضحية بعيداً عن الانانية و الحقد , سعادته في دحر الاعداء و تطبيق القوانين و تقديم الخدمة لبلاده , هكذا كانوا و سيبقون لانهم قرروا و عقدوا على انفسهم اما الموت او العيش بامان .

أحدث المقالات

أحدث المقالات