خطابي يستند لقول الله تعالى :” وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” …خطابي لمن يخرج عقله من سجن الظلام العرفي إلى نور الله في الأرض وغاية التكوين للبشر.. خطابي إلى أصحاب الفكر والموقف الجريْ فقط .. دون غيرهم ..خطابي هو إنقاذ لشريحة كبيرة من الناس تعاني كثيرا ولا يلتفت لهم احد…
موقفين وقصتين .وكلاهما تحت عنوان : الإنسان في الإسلام غاية وتكريم لا معاناة ومأساة ..الأولى : قبل سنتين كنت اقرأ مجالس حسينية في محرم الحرام , انتهت العشرة المكلف بها يوم وفاة الإمام زين العابدين {ع} تناولنا العشاء ثم ودعني أصحاب الحسينية , وجدت رجلا تجاوز عمره ال 70 عاما , يسير على عصا ويحمل كيسا فيه {مواعين سفري عدد 2} أوقفت السيارة إلى جانبه وطلبت منه الصعود لأوصله إلى داره .. شكرني كثيرا , وأحببت أن أجامله وألاطفه .. سألته لمن هذا العشاء يا حاج ..؟ ضحك وقال أنا والحجية .سألته: لماذا لم تتناول عشاءك مع الحاضرين في الحسينية ..؟ قال : والله لا استلذ بالطعام إلا مع حجيتي .. يا حاج كم عمرها ..؟ قال 68 سنة .. أتحبها لهذا الحد..؟ قال : نعم واعتقد حبنا تجاوز مرحلة الحب بحيث لا أتلذذ بالطعام إلا معها .. سألته وهل هناك شيء آخر لا زال بينكما ..؟ قال لا انتهى من زمان ولكن الله عوضني عنه بحب لذيذ جدا نجلس سويا وقت فراغنا … وننام سويا , فاني انتعش واستعيد عمري كله بوجودها بجانبي متلاصقين .. هذه الحقيقة , هذه الإنسانية , هذه علاقة حب الآخر أمر من الله وليس من صنعنا , فكل جنس يحتاج الآخر بأمر تكويني ….
القصة الثانية : يوم 13-1-2017 عقدت قران شاب في قضاء بالبصرة ,حضر عدد كبير من الوجوه الاجتماعية . تحدثت بمزاح { تفعيل الشرع الإسلامي بجوانبه الإنسانية للكبار المحرومين } أن يكون هناك زواج كما يسمونه في أوربا الآن
{ زواج معايشة } وهو أن يتزوج الرجل الكبير الذي يعيش مع أسرته وبناته وأحفاده وهو بلا زوجة , مع امرأة تعيش نفس الظروف .. تقبل أن تكون زوجة له , مع علم الطرفين بالجوانب الجنسية الضعيفة وربما المفقودة , ونحقق بذلك عدة ايجابيات أولها بعض النساء الكبيرات من ترغب بالزوج وهن كثيرات ولكن الضغط الاجتماعي يجعلهن ينزوين بحياتهن ويتنازلن عن حقهن الشرعي . والأخرى وجود معيل لها لأنها يمكن تكون بلا معيل وتحت يد زوجة ابنها في الأغلب .وكذلك الرجل الكبير أن تكون له زوجة كما يسمونها { سواده يستظل بها } ويقضيان بقية حياتهما دون لوعة وكبت .. بعد أن انتهينا وخرجت من الدار , استوقفني رجل وقور وتبدو عليه صفة العقل ومعه أولاده الكبار وحفيده العريس وأشخاص لا اعرفهم .. قال : يا شيخ هذه مسؤوليتكم , روجوها وهي بشرع الله حلال .. ابتسم ابنه الذي تجاوز عمره الأربعين ..رد عليه قائلا .. كلام الشيخ البغدادي حرك بي الشجاعة , انتم منذ أن ماتت أمكم قبل 7 سنوات تنامون مع زوجاتكم وأحفادي يأتيني ومعه زوجته .. انتم تهتمون بطعامي وثيابي ونظافتي .. ولكن ما تعرفون ما أعانيه من الوحدة , أنا إنسان وأريد أن تشاركني إنسانة محرومة , ليكن زواجا فيه بعض التنازلات لأننا لسنا شباب … لا أطيل , لان الأمر موجه لأصحاب العقول .