19 ديسمبر، 2024 12:53 ص

كُلــــهم حراميـــــــه…،فما هو الحل؟

كُلــــهم حراميـــــــه…،فما هو الحل؟

منذ سنين وسنين كشف المرجع الصرخي عن حقيقة ساسة الصدفة المظلمة الذين تسلطوا على البلاد والعباد، وشخص فسادهم وفشلهم وتبعيتهم وارتباطهم بأجندات خارجية، ودعا (مرارا وتكرارا) إلى عدم انتخابهم ، فمثلا في بيان رقم (74) الصادر بتاريخ16 ربيع الأول 1431 هـ،، والذي يقع تحت عنوان: “حيهم..حيهم..حيهم أهلنا أهل الغيرة والنخوة” قال: ((منذ دخول الاحتلال قلت وكررت مراراً معنى ان العراق وشعبه وثرواته وتاريخه وحضارته وقعت كلها رهينة بيد الأعداء والحساد وأهل الحقد والضلال من كل الدول و الجهات … وصار العراق ساحة للنزاع والصراع وتصفية الحسابات وسيبقى الإرهاب ويستمر سيل الدماء ونهب الخيرات وتمزيق البلاد والعباد وترويع وتشريد وتطريد وتهجير الشيوخ والأطفال والنساء وتقتيل الرجال ..واقسم لكم واقسم واقسم بان الوضع سيؤول وينحدر الى أسوأ وأسوأ وأسوأ… وسنرى الفتن ومضلات الفتن والمآسي والويلات ..مادام أهل الكذب والنفاق السراق الفاسدون المفسدون هم من يتسلط على الرقاب وهم أصحاب القرار ..))، وأعطى في نفس البيان مشروعا من اجل الخلاص تضمن التغيير الجذري لكل السياسيين، حيث قال: ((ولا خلاص ولا خلاص ولا خلاص الا بالتغيير الجذري الحقيقي .. التغيير الجذري الحقيقي ..
التغيير الجذري الحقيقي لكل الموجودين ( منذ دخول الاحتلال ) ومن كل القوميات والأديان والأحزاب …..
فهل عقمن النساء العراقيات الطاهرات .. وهل خلي العراق من الوطنيين الأمناء الصادقين العاملين المثابرين من النخب العلماء والخبراء والمستشارين القضاة والمهندسين والأطباء وأساتذة الجامعات والمحامين والقانونيين والأدباء والإعلاميين والمعلمين والمدرسين وكل الأكاديميين والكفاءات الوطنيين الأحرار ..))
لكن ومع شديد الأسف لم تجد تلك النداءات والبيانات والحلول أذان صاغية…
اليوم بات الجميع يتحدث عن فشل وفساد الحكومات السابقة والحالية، حتى أصبحت مقولة “كلهم حراميه” أنشودة يرددها الجميع في كل المحافل، وصارت تتصدر الأهازيج التي تطلقها حناجر الشعب المسحوق في التظاهرات، بما فيها التظاهرات الجارية الآن، لكن المفارقة الغريبة والعجيبة هي أن الشعب يعود وينتخب الــــ” كلهم حراميه”!!!، بسبب الفتاوى التي صدرت وتصدر من المؤسسة الدينية الانتهازية تحت شماعة المذهب وحكومة المذهب،  وبعدها يخرج الشعب أيضا بتظاهرات، ويهتف “كلــــهم حراميـــــــه”، فتتدخل تلك المؤسسة وتسوف التظاهرات بل تجهضها بفتوى التحريم كما حصل قبل سنوات، وتُطلَق الوعود والعهود والمواثيق وتهمش المطالب وتوضع في سلة المهملات وهكذا دواليك، وفي التظاهرات الجارية حاليا هتف الشعب “كلــــهم حراميـــــــه”، والسؤال المطروح: هل تبقى هذه الأسطوانة المشروخة؟!، وهل يبقى العراق وشعبه يدور في دائرة مفرغة من أي بصيص أمل، وزادت عليه الخناق؟!، هل يبقى يطلب من الـــ “كلــــهم حراميـــــــه”، أو يتأمل منهم خيرا، وهم في كل مرة يعِدون ويتعهدون ويخلفون وينقضون ويرقصون على جراحات الشعب، ويتاجرون بدمائه ويسرقون أمواله؟!!!.، فلا ينبغي للمؤمن أن يلدغ من جحر مرتين، فضلا عن ثلاث وأربع وخمس و…..
إذن فالشرع والعقل والمنطق والتجربة والواقع  والدم النازف والقتل والتهجير والجوع والحرمان يدعو ويؤكد على حقيقة وضرورة ملحة هي أن الحل والخلاص يكمن في التغيير الجذري وتشكيل حكومة إنقاذ مؤقتة مهنية بعيدا عن كل الولاءات إلا الولاء  للعراق وشعبه، خالية من كل المفسدين المتسلطين، وبإشراف وتبني الأمم المتحدة، من اجل قطع دابر كل التدخلات الخارجية، وإخراج كل أنواع الاحتلال وعلى رأسها الاحتلال الإيراني الذي يُعد الأكبر والأخطر والأشرس، وهذا ما دعا إليه مُجددا المرجع الصرخي في مشروع الخلاص الذي طرحه والذي فيه الحلول الناجعة للأزمات التي تسببت في خراب العراق وهلاك شعبه، حيث تضمن في بنوده:
3 ـ حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد الى أن تصل بالبلاد الى التحرير التام وبرّ الأمان .
4ـ يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن فإنّهم إن كانوا منتفعين فاسدين فلا يصحّ تكليفهم وتسليم مصير العباد والبلاد بأيديهم وإن كانوا جهّالاً قاصرين فنشكرهم على جهودهم ومساعيهم ولا يصحّ تكليفهم لجهلهم وقصورهم ، هذا لسدّ كل أبواب الحسد والصراع والنزاع والتدخّلات الخارجية والحرب والإقتتال .