18 ديسمبر، 2024 9:07 م

وانت تتابع صفحة الدكتور الجنابي يكاد لايكون يَوْم إلا وتوجد به مفاجئة ( مكاشفة،رسائل،نداء،لِقَاء، اجتماع،أعتذار، تصريح، سيلفي ذُو إشارة هامة). لا أقصد الموقّع الرسمي اقول صفحته على الفيس بوك ( الشخصيّة) الَتِي هو يتحدث بها. كل تلك الأمور تنطوي بشكلٍ أساس علَى شَيْء مهم، كأي متتبع لاتجد تسويق لمنتج او بضاعة يريد الرّجل عرضها في ( دكاكين السياسة)،او تشعر أن هناك تسويق انتخابي لمنتجاته،تجد أهمية بالغة في كل مايطرح وفق منظور علمي مبني أما علَى (المنطق او الأرقام أو الواقع).وَتِلْك هِي ثوابت المتمكن والمهني في عرض الأحداث.

تجد نفسك منصت لما يذكره او يقوله وأنت تتمعن بكل هذه الحيثيات يتبادر إلى ذهنك، كَيْف؟

وزير يعمل بحدود ٥٪‏ من ميزانيات الأعوام السّابقة؟

رجل يدير وزارة بهذه الإمكانيات وزخم المسؤوليّات، تظن وأنت بعيد عنه تراه يعمل في أليوم ٤٨ سَاعَة في حين انك لو تتبعه بشكل اعمق تجد لديه مهارة في ادارة الوقت ايضاً.

كَيْف ؟

(يجتمع،يلتقي، يسافر،يحضر جلسة برلمان، يعمل بوزارته التي هي شريان حَيَاة بلد بكامله وترجع إليه الأمور الفنية والإدارية….الخ)وهو تراه قريب مِنك انت كمواطن او موظف او إعلامي او حتى صديق فيسبوكي. ينشر يتراسل معك يتحدث إليك بل حتى يتابع ماتكتب له في التّعليقات ويجيبك في بَعْض الأحيان. يتحرّك الدكتور حسن الجنابي ليس بمفرده تلاحظ أن الوزارة ( كـ مؤسسة) تتحرك مَعَه بأقبال دون ان ترها مدبرة.

يتحدث عن ملف المياه ترى المؤسسة عزفت مَعَه لحن الحصص المائيّة ،والكري ،والأهوار تنشد معزوفة الحريّة. تلاحظ مستقبلها أصبح أفضل،
يفاجئك بزيارة هِي الأولى من نوعها بَعْد الاستيزار مع رئيس الجمهوريّة.
هو يكتب لك أن الحصص المائيّة فيها محددات لكنه لايبرر تلك المحددات يتحرّك علَى أضعاف قوتها وإذلال بَعْض مَن محدداتها.

يتكلّم عَن سد الموصل بل هو يطمأنك ان المتحسسات والكادر الفني ( عراقي و اجنبي) توحدت ذواتهم بلغة المؤسسة الَتِي تحركت بشكلٍ متساوي لإعطاء لغةٍ وَاحِدَة التي هِي [العلم ينتصر]. فلا خوف علَى الموصل وسدها ولا طوفان بالأرض.هنا انت تشعر بحجم الثقة العلميّة الَتِي بحوزة الدّكتور الجنابي في طمأنة المُواطن والرأي العام. كان دقيق جداً في احدى لقاءاته عندما ذكر ان ((هناك خطر نتحمله وهناك خطر لانتحمله لسد الموصل)). إشارة واضحة لفك الصّراع وعزل المهامّ ودرايته بما يجب عليه فعلَه كرجل وزارة ومايجب على الحكومة فعله كرجال دولة.

عندما يقدم رسائله من علَى صفحته ( الشخصيّة) تظهر لك محن وأرقام يعطيك المشكّلة تراه حاملاً لها حل وَذَلِك الحل مجزء بشكلٍ ذكي بجانب مسؤولياته الوظيفية كوزير وإمكانيات وزارته يطرح لك رؤية رديفة ومساندة من خلال عدم السكون للمشكلة ومن جانب ثاني يُشرك المجتمع في الحل. ( زهرة النيل مثلاً).

الطاقات البشريّة فعلاً قادرة علَى عبور الأزمات وصُنع الحلول.عندها تجد كل فرد ساهم في صناعة حل للأزمة ( كاتب، مدون، متطوع، موظف…. الخ) تلاحظ لذة راحة الضّمير لديه وحلاوة الإنتصار عندما يتمّ السّيطرة علَى المشكّلة. إدارة ذكيّة وآليات جديدة.الرجل يحمّل الكثير وما هو مثير بحق.

إنها رسم إستراتيجية عالية الدقة ومدروسة بشكلٍ علمي وشفاف في إعادة صياغة الظروف والوضع وفق الممكنات المتاحة.أراه انا المتتبع ليس فَقَط يُدير عمل وظيفي روتيني، أنه يرسم استراتيجية معيّنة في إدارة العمل مبنيّة علَى مشتركات عديدة وأهمها المجتمع. وَذَلِك نصر وتوظيف لطاقات المجتمع نحو أهداف إيجابية ووطنيّة وذات مصلحة عامّة.

تستطيع أن تقرأه ايضاً من جانب أخر عندما يتعاطف مع الإنسانيات بشكلٍ فعّال (يتضامن، يشكر أصحاب العمل الإنساني يلتقي بهم) تراه ناشط مدني حركي وفعال ليس بعيد عَن الوسط النخبوي ويحمل مَعَهُم نفس المشتركات الحسيّة مِنْهَا والانطباعية.
بَل…..تجده معك بالمتنبي.

كل ذَلِك كيف؟

تلك الـ ( كَيْف) أصبحت واضحة من خلال ماذكرته بأختصار عن المهارة المتحدة مع العلميّة الَتِي يحملها هَذَا الرّجل.بناءًا عَلَيْه أصبح هَذَا السّؤال ليس ذو معنًى بَل هُو جزَّء من المهارات التي يتمتع بها. الأهم بالأمر وبعيداً عَن كل العواطف والتأثيرات الأخرى
لنكن منصفين بكل بسالة وشجاعة ووطنيّة أن نحافظ عَلَيْه ولاندع أمواج التحزبات والولائات الأخرى هِي الغالبة في القرار. يكفي أن عمَلُه يتكلّم وَنَحْن بحاجة إلى مِثْلِه في كل المؤسّسات.

تخيل فقط ماذا سيُحدث للعراق؟