خدعة كبيرة تلك التي جائت بها الأحزاب الاسلامية للعراق على انها ستنقذه من نظام الدكتاتورية الى الرخاء والرفاهية واحترام الأنسان . فكان ان انشغلت وبشكل بعيد عن الحياء في ترتيب الادوار وبشكل طائفي لقتل المزيد من العراقيين ونهب ثرواتهم وأول عمل شرعت به قطع المواد التموينية عن المواطن وسرقة ما تم تخصيصه من المليارات لتلك المواد وكان بطل نهب اموال المواد التموينية هو القيادي في حزب الدعوة عبد الفلاح السوداني !
ثم اتجهت تلك الأحزاب الى تقاسم الثروات النفطية من خلال المحاصصة النتنة في توزيع الةزارات والتخصيصات المالية لتلك الوزارت وبالنتيجة اصبحت تلك الأحزاب متخمة بالمليارات بينما المواطن فقد لقمة العيش وهو يعيش الآن بالقدرة على الصبر والتحمل والدعاء الى الله أن يأتي يوم الخلاص من الواقع المزري وهو أمر فيه صعوبة ومخاطر بعد ان عمدت احزاب السلطة الى تشكيل اجهزة امنية تحميها ولاتحمي المواطن وفي ظل تلك الأجهزة يموت المواطن بشكل متواصل ويعتقل في سجون سرية وعلنية حتى اصبح الأنسان في ضل الأحزاب الأسلامية كأنه السلعة الأرخص بل التي تموت وتدفن بدون ثمن !!!!
هذه هي سمة الحكم في العراق الجديد حكومة لاتستطيع تأمين مياه الشرب في محافظات مستقرة فهي مشغولة في زرع الفتن وخلق الحروب العبثية بين ابناء الوطن تنفيذاً لأجندات خارجية قذرة من اجل ان يبقى النزيف مستمراً ومعه نهب ثروات النفط !
حكومات تنهب المليارات من الدولارات وتأتي الى المواطن لتطلب منه ان يجمع تبرعات لمقاتليها ! ولا أدري ان كانت تلك الحكومات قد وصلت بالشعب الى الرفاهية بحيث يقف معها ؟
الحكومات المتعاقبة تتعامل مع المواطن بأبشع صور التعامل وهي لاتهتم به بل تهتم بتعذيبه وبشكل متعمد من خلال فبركة الملفات أو تكييف المواد القانونية بأبشع صورها وتزج به في السجون والمعتقلات التي لاتصلح لأن يسكنها الحيوانات وهي تتعمد ان تعذب الشعب وتكسر شوكته الوطنية أن كانت هنالك بعض الوطنية قد بقيت في العراق ! كل الأحزاب الحاكمة تعمل وفق مصالحها وعندما يقف احد ممثليها اما الأعلام يتحدث لك وكأنه محب للعراق بينما هم من دمروا العراق .
الظلم الحكومي الطائفي وصل ذروته فبعد ان نفذت الحكومات المتعاقبة مجازر بحق المواطنين من خلال القتل والأعتقالات والتعذيب في السجون والتصفيات بواسطة مليشيات مدعومة من الحكومة بزي عسكري طوال السنوات العشر الماضية . وبعد ان سقطت مدن ديالى وصلاح الدين والانبار ونينوى وكركوك وأصبحت تلك المدن خارج سيطرة الحكومة منذ اكثر من عام . الحكومة اليوم تحكم بالحديد والنار المناطق الجنوبية ! فالقضاء يمارس دوره وكأن البلد مستقل تماماً والحياة مثالية ومتطورة والفرص متكافئة فهو يكيف المواد العقابية بأقسى تكييف ليستشري الظلم بشكل مخيف دون وازع من ضمير ولهذا فان من نتائج هذا الظلم المتعمد من قبل الحكومة واجهزتها القمعي أن نظام الحكم اليوم هو نظام كارتوني فاقد لكل ولاء من قبل اغلبية الشعب الذي يعيش بين العشوائيات والبحث عن معتقليه ودفع الرشا مقابل محاولة اطلاق سراحهم والعمل بأتعس الأعمال مقابل تأمين لقمة العيش . مايذكرني مرة اخرى بذلك الرجل ذو الشيبة الحزينة الذي يعيش في المقابر حين قال ( سنين ونحن نقول ماكو ولي الا علي ونريد قائد جعفري … وها قد جاء القائد النكري ) كما اتذكر كلام تلك المرأة الوقورة في احدى التظاهرات وهي تتحدث الى مسؤول من مسؤولي الزمن الخطأ فتقول له ( ان الله سود وجوه البعثيين لكنكم بيضتوها ) وما كان من ذلك المسؤول الا السكوت والأنسحاب بهدوء حاله حال ذلك الساذج الذي دخل في نقاش مع شخص وقور أمامي قائلا له . ماتريدون المالكي ؟ هاي اجاكم العبادي ماذا قدم لكم ؟ اجابه بسرعة المشكلة بيكم انتم من اعطيتم اصواتكم للمالكي فكنا مجبرين ان نقبل بالعبادي والأ فنحن لانريد الأثنين وكنا نتمنى ان ترحل تلك الوجوه التي عاثت في العراق خراباً.