10 أبريل، 2024 10:20 م
Search
Close this search box.

كي لا تتكرر جريمة (برخ)

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ 2003 اصبح العراق مسرحا للتدخلات الدولية والاقليمية وساحة مباحة للأرهابين والميليشيات المنفلتة المرتبطة بأجندة تلك الدول التي تدخلت وماتزال تتدخل في الشأن العراقي بشكل مباشر بحجج وذرائع واهية، ولا تتوانى في ارتكاب اية جريمة ولاسيما قتل المدنيين العزل للحفاظ على مصالحها وضمان استقرارها.

تعرض الشعب العراقي في بداية التغيير الى حملة شرسة من قبل الجماعات الارهابية المسلحة عبر المفخخات وعمليات الخطف والقتل على الهوية راح ضحيتها الاف الابرياء ومئات الالاف من النازحين فضلا على الحاق الاضرار المادية الجسيمة بعدة محافظات ومنها العاصمة بغداد والتدمير الكامل لمدينة الحدباء التي تعد احدى اهم المحافظات العراقية.

عمليات التجاوز على المناطق الحدودية العراقية من قبل ايران وتركيا،ليس امراً جديداً،بل هي مستمرة منذ بداية الحرب العراقية الايرانية في ثمانينات القرن الماضي حيث وقع نظام صدام في عام 1983 اتفاقية من تركيا يحق بموجبها للجيش التركي التوغل مسافة 10 كيلومترات في عمق الاراض العراقية بذريعة ملاحقة مسلحي حزب العمال الكوردستاني،واستناداً الى هذه الاتفاقية دخلت القوات التركية عدة مرات الى العمق العراقي وتوسعت تلك التدخلات بأنشاء قواعد عسكرية ثابتة في سهل نينوى وبالاخص في منطقة بعشيقة،وبحسب تقارير استخباراتية فأن لأنقرة حالياً 11 قاعدة عسكرية رئيسية في الاراض العراقية الى جانب 19 معسكراً اساسياً.

ايران الدولة الجارة الاخرى التي تتجاوز على الاراض العراقية باستمرار وتعتدي على المواطنين العراقيين بشكل مباشر عن طريق ميليشياتها وادواتها، واخرها كان استهداف دار احد رجال الاعمال الكورد في ضواحي مدينة اربيل ب(12)صاروخاً بالستياً في 13/3/2022 بذريعة وجود مركزاً للموساد الاسرائيلي فيه انتقاماً لمقتل اثنين من ضباط الحرس الثوري الايراني داخل الأراضي الايرانية ،حيث تم تخريب الدار بالكامل، واكد تقرير للجنة تقصي الحقائق الذي تشكل من قبل مجلس النواب فيما بعد ان المكان المستهدف هو بيت لأحد المواطنين وليس له اية صلة بجهاز موساد الاسرائيلي.

حزب العمال الكوردستاني الذي انشأ في بداية ثمانينات القرن الماضي يتحمل القسم الاعظم من مسؤولية التجاوزات التركية على اراض اقليم كوردستان والمناطق الاخرى في شمال العراق،كونه يمنح الذريعة للجيش التركي بدخول الاراض العراقية والسورية وتدمير القرى والمناطق الحدودية، هذا الحزب الذي صنفته الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوربي بمنظمة ارهابية ترك ساحة نشاطاته العسكرية الحقيقية في داخل الاراض التركية ويدفع بعناصره المسلحة لدخول الاراض العراقية والسورية لأعطاء مسوغ للجيش التركي لدخول الاراض العراقية وقتل واراقة دماء المواطنين العزل.

ففي اخر احصائية للأجهزة المعنية في اقليم كوردستان ،تم اخلاء اكثر من (1500) قرية كوردية داخل اراض اقليم كوردستان محاذية للحدود التركية بسبب الحرب الدائرة بين مسلحي حزب العمال والجيش التركي،حيث ترك اهالي تلك القرى مزارعهم وبساتينهم التي تعد مصدر رزقهم الوحيد وهم يعيشون الان اما في المدن او القرى الاخرى في ظروف قاسية للغاية.

الحكومات العراقية التي تشكلت بعد التغيير لم يكن لها موقفاً حازماً من تجاوزات دول الجوار وتدخلاتها في الشأن العراقي وخرق السيادة العراقية،هذا ما دفع طهران وانقرة الى الاستمرار في غيهما واستباحة الاراض العراقية والاعتداء على المواطنين المدنيين في القرى والقصبات الحدودية متى ما تقتضي مصالحهم من دون رادع محلي ودولي.

الجريمة البشعة التي ارتكبها الجيش التركي صباح الاربعاء 20 تموز الجاري في منتجع(برخ) التابع لمحافظة دهوك، الذي ادى الى استشهاد عشرة اشخاص واصابة اكثر من 20 مواطناً من المصطافين النساء والاطفال العراقيين هي استمرار لأنتهاك حرمة الاراض العراقية وخرق صارخ للمواثيق والمعاهدات الدولية وهي جريمة لايمكن تبريرها باي شكل من الاشكال كون جميع الضحايا هم من المدنيين،جائو الى اقليم كوردستان من محافظات عراقية بعيدة عن الحدود التركية بمئات الكيلومترات لغرض السياحة والاستجمام ،لذلك تعد هذه الجريمة مقصودة مع سبق الاسرار بشكل لايقبل الشك.

من اجل وضع حد لهذه الجرائم والانتهاكات المتكررة للسيادة العراقية و وضع حد لأستهتار دول الجوار ينبغي عمل الآتي:

1-يجب على مسلحي حزب العمال الكوردستاني ترك الاراضي العراقية والتوجه الى مكان نشاطها العسكري الحقيقي داخل الاراضي التركية،لقطع الطريق على المسوغات التركية في التجاوز على العراق.

2-التعاون والتنسيق بين حكومتي اقليم كوردستان والاتحادية واتخاذ موقف مشترك من جميع تجاوزات دول الجوار على حقوق الشعب،ووضع حد للأنتهاكات التي يتعرض له السكان المدنيين.

3-ضغط الحكومة العراقية بأتجاه فرض هيبة الدولة من خلال أرغام عناصر حزب العمال لترك الاراض العراقية ولجم الفصائل المسلحة العراقية الخارجة عن القانون التي تدعم عناصر الحزب المذكور بالمال والسلاح بشكل مباشر ومستمر في سهل نينوى وبالاخص في منطقة سنجار الستراتيجية.

4-على قوات التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تتولى مهمة مكافحة الارهاب والحفاظ على مصالحها الحيوية في المنطقة التعاون مع حكومتي اربيل وبغداد،لدفع مخاطر تنظيمي حزب العمال وداعش الارهابيين لضمان الأمن والاستقرار اللذان يصبان في مصلحة جميع شعوب المنطقة.

5-ينبغي للمجتمع الدولي ان يكون له موقف حازم من تلك التجاوزات وعقد اجتماع طارئ لمناقشة تطورات الاوضاع في أقليم كوردستان والمناطق الكوردية في سوريا ،واتخاذ قرار اممي يقضي بالضغط على تركيا وايران لوضع حد لتدخلاتهما والكف عن فرض ارادتها بالقوة على شعوب المنطقة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب