18 ديسمبر، 2024 9:36 م

كي تتجنب أمريكا ، على بغداد ان تسير إلى جانب طهران لا خلفها..

كي تتجنب أمريكا ، على بغداد ان تسير إلى جانب طهران لا خلفها..

ثمة فرق شاسع بين ان تسير الى جانبي ، تحملي او احملك كما يقول المثل العربي ، اي تحدثني واحدثك ، وبين ان تسير خلفي تلاحقني أينما ذهبت وكيف ما اردت ، تلاحقني دون تغيير المسالك تدخل ورائي الأشواك وتتبعني في الاوحال وفي الشمس والظلال ، ولقد كان العراق القومي يوما تابعا لمصر ، فقد كان القوميون لايغادرون بأفكارهم او تصرفاتهم ما تقوم به مصر فهم يعادون من يعاديها وهم يصادقون من يصادقها وهم في الاتحاد الاشتراكي ، ما دامت مصر بأخذ بهذا التنظيم ، وهكذا أفقدوأ الناصرية من محتواها القومي وفق هذه التبعية واليوم بعض الجهات الاسلامية ولاسباب معروفة ربطت مستقبلها دون تحفظ بأيران ولم تعد تمييز بين الظروف الموضوعية لكل من البلدين ، ولم تعد تأخذ على محمل الجد يمينية الرئيس الامريكي وتوجهاته العدائية للعرب والمسلمين بدءا من قضية الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وصولا الى نقل سفارته الى هذه المدينة المقدسة ، وهو رغم كل التوقعات بعدم اندلاع الحرب بين الجمهورية الاسلامية والويلايات المتحدة يعد الخطى على الدول ويتصرف على اساس اامواقف بعيدا عن المصالح وها هم لا يقبلون وساطة العراق لأنهم يعدون العراق تابعا لإيران ،
ان السياسة فن ، انها تعني ادارة الدولة والدولة اليوم هي لعموم العراقيين لا لحزب او فئة وان مسألة الانحياز الواضح لإيران في حربها المتوقعة مع الويلايات المتحدة هو اعلان في غير محله ، كان الاجدر بهذه القوى الانتظار ، لان الحرب قد لا تقع وعندها سوف تأخذ الويلايات اامتحدة من العراق موقف لئيم ، المطلوب السير إلى جانب إيران لا خلفها ، حادثوها بعدم التصعيد ، لأنها مستهدفة منذ سنين من قبل اسرائيل، كلكم يعلم من هي إسرائيل ،
ان العراق لم يعد يحتمل أن يكون موضعا لحرب لا مصلحة له فيها ، أن العراق المكبل بالديون ليس بحاجة لمزيد من الدمار ، الأمراض تفتك بالناس ، والجهل يتوسع ، والفقر هو من نتاج الحروب ، وأن العبث السياسي لم يعد بقادر على حجب القصور في النظر ، وأن كثيرا من الحروب العراقية مع الغير كانت بسبب هذا القصور ، فعلى الحكومة العراقية ان تأخذ مسارها المعلن وتقف عند الحياد ، فالحياة في مثل هذه الظروف حكمة …..