23 ديسمبر، 2024 5:43 ص

(كيوة) الحلاوي و..جنائن بابل المعلقة !

(كيوة) الحلاوي و..جنائن بابل المعلقة !

من يدسّ انفه في كواليس البرلمان العراقي يجد العجب العجاب من المتناقضات والتباينات وإبرام الصفقات المشبوهة والقصص الملفقة والسناريوهات المفبركة التي تستهدف إسقاط الاخرين بالضربة …الفنية القاضية على طريقة الملاكم العالمي محمد علي كلاي .! فالكل يتهم الكل جزافا وعادة مايكون ذلك دونما سبب الاّ لأمر في نفس يعقوب .. ويتفنن البعض باسقاط الاخر بكل (تفان) وإخلاص ، وهم لايتفقون أو يكملون نصاب الحضور إلاّ عندما تعقد جلسات تخص امتيازاتهم ومخصصاتهم المليونية التي لاتسد رمقهم حتى نهاية الشهر (خطية) ! وفق تصريح لـ (نائبة) معروفة واعتراف برلماني (حلاّوي) سابق بان فاتورة هاتف ابنه بلغت في شهر واحد أكثر من 4 ملايين دينار على الرغم من كون صاحبنا لم يكن يرتدي سوى (الكيوة ) الكردية المعروفة اثناء دوامه المسائي كمصحح لغوي في جريدة القادسية بداية تسعينات القرن الماضي لانه لم يكن يمتلك حذاءا … وان كان (قبغلي) من شركة باتا المتحدة !!!!

ويجمع كل من يزور قبة البرلمان واروقته بان وجوه نوابه مكفهرة وإن أجواء كئيبة تسود بين ردهاته ، فالجميع اما واجم او(متكهرب) من أقرانه ، على الرغم من شحة الطاقة الكهربائية التي (لاتشرّف) الاّ كم ساعة في اليوم الواحد لاتكفي لتبريد الماء بالثلاجة في هذا الحر القائظ .. والذي ينضج فيه التمر الخستاوي غصبا عن أم اللي خلفوه !

لكن ماحدث في مجلس النواب امس الثلاثاء بعملية التصويت على وزراء (الدور الثاني) من الحكومة أزاح جزءا من هذه المعادلة غير القابلة للحل بين كتل سياسية يجمع معظمها الفساد وتفرقها الاهواء والانتماءات والولاءات الداخلية والخارجية بعيدا عن مصلحة الوطن والمواطن (المحروك أبو أبوه) .. فالتصويت الالكتروني على وزراء الدفاع والداخلية والسياحة أزاح المستور وكشف الغمّة عن مجلس (الامة) وراح كل منهم يصوّت على ليلاه ومنهنّ (المتروسة) ليلى علوي أو قارورة العسل ليلى طاهر كما كانت تدعى (أيام النضال السلبي) أو حتى ليلى التي كانت في العراق مريضة ذات يوم من الايام ! ونتيجة لذلك فشل مرشحي (الدور الثاني) من كابينة العبادي الوزارية بالامتحان ولم ينجحوا حتى مع منحهم القرار (الامريكي) ولو كان النوّاب في الدور الاول قد صوتوا ألكترونيا مثلما حدث بالامس لسقط معظم الوزراء بغالبية الدروس ، وهذا الامر (قد ) يبشر بخير لانه يعني تخلص البعض من ضغوط كتلهم ورقابتهم ولكن شرط ان لايتم الكشف عمن صوّت ولمن بأي طريقة كانت ، وأن كنت أشك بذلك بعد فضيحة تزوير جواز سفر الرئيس الفرنسي أثناء زيارته للعراق قبل أيام ، فالعراق بلد يتزعم الدول الأكثر فسادا في العالم وبنجاح منقطع النظير منذ أيام جدّنا المرحوم نبوخذ نصّر الذي بنى الجنائن المعلقة في بابل لزوجته سمير اميس تعويضا عن حرمانها من عيشة الجبال التي اعتادت عليها في وطنها الام والتي اصبحت فيما بعد واحدة من عجائب الدنيا السبع التي لم تنافسها في عصرنا الحالي سوى دبي (الزرق ورق) على حد تصريح (أميننا) أبو الصخرة ذات الماركة المسجلة علامة (المطي) !!!

ومادمنا في أروقة (برلماننا) العتيد ، فينبغي علينا تهنئة الشعب العراقي بوصول (الدفعة) الجديدة – القديمة من نواب (التعويض) بدلا عمن (قفصوا) مواقع تنفيذية في الدولة فنوري المالكي نائب رئيس الجمهورية منح مقعده لحسن السنيد و ربيب (الكاولية) قتيبة الجبوري منح مقعده لـ(زميله وابن عمه ) مشعان الجبوري وقد تم هذا بمخالفة صريحة للقانون الذي ينص على منح المقاعد الشاغرة للخاسر الاكبر في الانتخابات لكن (الحجّي) أبو الدستور مستعد لضرب رغبة ناخبيه بـأقرب (دنكة) ، خاصة بعد ان ضمن فوز (نسيبيه) واثنين من ابناء عمّه بمقاعد برلمانية بـ (طرق) معروفة ، وعليه فان الخاسر الاكبر من كل هذا هو العراقيين ولد…. (الخايبة) !!!