23 ديسمبر، 2024 5:28 ص

كيكة أبو سفيان” الصفوية “في الحرم العلوي

كيكة أبو سفيان” الصفوية “في الحرم العلوي

وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ* وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُواتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}(141ـ142). سورة الانعام.

 

انطلقت في ارجاء العالم الاسلامي احتفالات بمناسبةِ عيدِ الغدير الاغر وذلك ابتهاجاً بالحدث التاريخي في صدر الاسلام حيث نصّب الرسول الأكرم صلى الله عليه وآلة وسلم في حجة الوداع الامام علي بن ابي طالب عليه السلام اميراً للمؤمنين في مكان يُسمى غدير خم.

حيث جهز مضيف الزائرين في العتبة العلوية المقدسة، في العراق، أكبر كيكة بمناسبة عيد الغدير الأغر بطول وصل قرابة ألف متر !؟

هذا كله حدث وحال أغلب أبناء الشعب العراقي وخاصة أبناء الوسط والجنوب هو الفقر والعازة والحرمان والجوع والمأساة المتواصلة المستمرة في اغنى بلد على الكرة الأرضية ليده مصادر دخل متنوعة ما عدا النفط، ان دور المرجعية ليست احداث حالة تبذير واسراف وسط الجوع والحرمان المنتشر بين شعبنا العربي في القطر العراقي الجريح، ان عليها ان تكون “علوية” المنهج والتفكير والحركة، بأن تكون قرأنية القاعدة، والذي هو “الحاكم” و “الحاكمية.

﴿36﴾وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ

سورة الزخرف

ان “التشيع العلوي” هو ان تتحرك ضد من يصنع الظلم وان تعيش المبدأ القرأني في ايمانياتك، وضمن قناعاتك وان تعيش “الإسلام الرسالي”، ومن هم في موقع متقدم في الثقافة الدينية ف “تكليفهم الشرعي” يحتم عليهم ذلك، لأن التشيع ليس بكائيات او احتفالات طقوسية سخيفة وتافهة، ان الانتماء لخط اهل البيت عليهم السلام هو ان تعيش القران الكريم ك “قاعدة للفكر ” وانطلاقة لصناعة الحياة، اما ما يحصل ويجرى هو لا علاقة له في التشيع العلوي.

﴿3﴾اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ

سورة الاعراف

ان هذا تشيع “منحرف” أسوأ من التشيع الصفوي “القديم” , لأنه زاد عليه وأضاف من السخافات و التفاهات و السقوط في شيطانيات ابليس الرجيم وحزبه أشياء اكبر و اكثر من الامر المنحرفة عن الصراط المستقيم , و لعمري ان هكذا “طقسنة للتشيع” هي منتوج تخلف ذاتي يعشق الخرافة و منتوج توظيف استخباراتي دولي يريد ضرب الإسلام في الموقع النجفي و الموقع القمي , و أيضا بات واضحا ان هناك ضمن المواقع القيادية في الجمهورية الإسلامية “خطوط” تغذى هكذا تفاهات لمصالح “قومية إيرانية” او أيضا لتخلفها الذاتي وخرافية انتماءاتها , و لكن كل هذه الطرق تؤدي الى حضن الشيطان الرجيم , و هذه كيكة أبو سفيان في الحرم العلوي و لا علاقة لها في النهج العلوي الأصيل.

ان التشيع ك “حركة” وانتماء، ليس “كيكة” او تطبير، او المشي على الطين، وقصات شعر ورقصات وغناء رواديد، واحتفالات مشينة بدعية منحرفة ليس لها قاعدة شرعية قرأنية، وهذه كلها ضمن “موجة واحدة سرطانية ضد الإسلام ” والمصيبة تتضاعف مع سكوت المتخصصين في الدين عن هكذا انحرافات وبدع وهم مأثومين شرعا، لأن محاربة تلك الأمور هي من مسؤولية العمائم والمتخصصين في الدين.

ان من الواضح ان عقلية “اهل الكوفة” وذهنية “قتلة الحسين عليه السلام” لا زالت موجودة، وتتحرك في واقعنا المعاصر، لتقتل الحالة الرسالية القرأنية الإسلامية التي انطلق منها الامام الحسين في ثورة المجد العربي الاولي في تاريخنا والتي أيضا استند عليها الامام على بن ابي طالب واهل البيت في حركتهم التاريخية وتجربتهم الرسالية.

ان تكون شيعيا ولائيا هو ان تكون إسلاميا، وليس ان تكون طقوسيا خزعبلاتيا خرافيا، وهذا هو نهج اهل البيت عليهم السلام.

ان وجود هذا الكم الهائل من المتخصصين في الدين الإسلامي في الموقع النجفي وأيضا في الموقع القمي مع امتداداتهم المحدودة في سوريا والخليج ولبنان، نقول ان كل هذا الكم من الاف المعممين مع مراجع تقليد ومجتهدين والذين يفترض نظريا على اقل تقدير انهم من يقودون الساحة الإسلامية من حيث تقديم الفتوي ومنع الانحرافات الشرعية واتخاذ الموقف السليم المبني على القران الكريم والسنة النبوية وتراث اهل البيت الثابت السند والقوي المتن.

ان هناك قاعدة فكرية نظرية تنطلق من “حاكمية القران الكريم” ان هكذا نظرية غائبة عن حاضرنا الاسلامي وخاصة في الموقع النجفي والقمي، أيضا في الموقع الازهري وذلك موضوع اخر وحديث مختلف، ولكن ما نريد ان نقول:

ان كل هؤلاء لا زالوا يصمتون على هكذا اجرام ضد الإسلام من خلال هكذا تصرفات من تبذير واسراف ومسخرة بلا حدود، والتي مثلتها صناعة أكبر كيكة داخل الحرم العلوي، بمناسبة عيد الغدير!؟ أحد اشكالها وتعبيراتها وهي جزء من موجة انحرافيه بدعية تزداد يوما بعد يوم بدون ان يتصدى لها أحد ويقول “لا” !؟

ان هذه المسألة ليست فقط تحمل إهانة للأمام على بن ابي طالب عليه السلام بما يمثله من قيمة ثقافية و “حالة ولائية” تمثل “حركية” للقران الكريم على مستوى الواقع التاريخي ك “قرأن ناطق” متحرك , بل انها تمثل جزء من موجة مستمرة و متواصلة للتيار الخرافي الخزعبلاتي و طقسنة التشيع بعيدا عن الإسلام , و هذه المسألة كل هذه المواقع النجفية و القمية تسكت عنها و “لا” تتصدي لها و “لا” تقاومها , فالمسألة أصبحت “مريبة” و أيضا عليها علامات استفهام , فمن المستحيل ان يقر عاقل دارس للأسلام , بكل هذه الأمور , فأما ان يكونون جهلة و همج و رعاع و فاقدين الاهلية المعرفية من رأس الهرم لمرجعيات التقليد الرسمية المعتمدة , لأصغر تابع يقبض راتب من هؤلاء المعممين و شبكات الوكلاء في مختلف دول العالم.

او انهم مسيرين ويتحركون بالريموت كونترول ضمن أوامر استخباراتية دولية لضرب الإسلام ولقتل التشيع وفصله عن الإسلام وجعله “طائفة دينية مغلقة” ومعزولة عن الإسلام، وتحويله الى ما يشبه “قومية وراثية دينية” يتم فيها “طقسنة للتشيع” بعيدا عن الإسلام المحمدي الأصيل والأساس الأصيل الذي فيه وهو القران الكريم، الكتاب المقدس وكلام رب العالمين.

ان تراث اهل البيت عليهم السلام هو تراث الإسلام و هو حركية الإسلام في الواقع , و ما هو ضد “حاكمية القران” هو ضد نهج اهل البيت عليهم السلام , و هم “عبيد” لله رب العالمين , و مخلوقات بشرية , لديهم موقع الامامة , و والولاية القرأنية الناطقة , الذين يطبقون “حاكمية القران الكريم” على انفسهم ك “مثال ” و قدوة” و حركة تنفيذية على ارض الواقع السياسي و الاقتصادي و التربوي و الروحاني , بما تمثله “حاكمية القران الكريم” من شمولية فكرية ثقافية مرتبطة مع الله سبحانه و تعالى الذي قال لنا انه كتاب هداية للمتقين بدون ريب و لا تشكيك:

الٓمٓ (1) ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ (2) ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ (3) وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ

سورة البقرة الايات من 1 الى 5

 

وهو يهدينا للصراط المستقيم، أي يوصلنا الى الهدف الحقيقي لصناعة الحياة.

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿۱﴾الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿۲﴾الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿۳﴾مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾

 

سورة الفاتحة

 

وهو صانع للحياة:

 

يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَٱعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِۦ وَأَنَّهُۥٓ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

سورة الانفال

“24”

قال الامام علي بن ابي طالب عليه السلام: في القرآن نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم (نهج البلاغة الرقم ٣١٣ من الحكم).

وقال عليه السلام: وكتاب الله بين أظهركم ناطق لا يعيا لسانه، وبين لا تهدم أركانه، وعز لا تهزم أعوانه (نهج البلاغة الرقم ١٣١ من الخطب).

وقال في قال أمير المؤمنين عليه السلام: عليكم بكتاب الله فإنه الحبل المتين، والنور المبين، والشفاء النافع، والري الناقع، والعصمة للمتمسك والنجاة للمتعلق، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تخلقه كثرة الرد، وولوج السمع من قال به صدق، ومن عمل به سبق.

هذا خط الامام على بن ابي طالب في “نهج البلاغة” الكتاب الثابت سنده للأمام المعصوم كما وثق ذلك المرحوم السيد عبد الزهرة الحسيني في كتابه المرجعي القيم “مصادر نهج البلاغة واسانيده”

هذا خط الامام على بن ابي طالب عليه السلام، لمن يريد ان يفكر مع عقله وان يعيش الولاية الحقيقية بعيدا عن الولاية الشيطانية الصفوية الخزعبلاتية، ان هذا هو خط المؤمنين المتقين الولائيين الحقيقيين، اما الخرافيين الخزعبلاتيون فهذا خط الشيطان الرجيم، ومنهم نستعيذ بالله رب العالمين.