23 ديسمبر، 2024 8:26 ص

كيف يملك الإمام المهدي ( عليه السلام ) العالم

كيف يملك الإمام المهدي ( عليه السلام ) العالم

هذه أطروحة قلّ ما سمعها الناس عن كيفية ملك الإمام المهدي (ع) للعالم
إنّ الإمام المهدي (ع) في بداية ظهوره يقوم بالسيف ، لأنه ـــــــ أي السيف ـــــــــ ضروري لإنهاء كل مظاهر الفساد والإنحراف ، وسيستعمله بقسوة في المنطقة التي يحكمها أولاً ( العراق ) ثم بعدها باقي المنطقة العربية [ ويل للعرب من شر قد اقترب ] وهذا الإجراء المهدوي سيلاقي ترحيباً شعبياً – في الغالب – إلا من هو متضرر من ذلك أو لا يرى هذا صحيحاً [ لو كان هذا من وُلْد فاطمة لرحم !! ] ولكن ستنجلي هذه المرحلة عن الفائدة الجمة من هذا القتل المهدوي ، لأنه بهذا القتل سيتم سحق وإنهاء كل أسباب الفساد والظلم في المنطقة  .

 …. سيبدأ الإمام (ع) من العراق .

العراق اليوم هو بؤرة الفساد الأمني والسياسي والإقتصادي والإجتماعي ، وعليه متوجهة كل أنظار العالم وكيف ستئول إليه الأمور ؟!!

فيستغل الإمام (ع) هذه النظرة العالمية للعراق ويبدأ بإصلاحه ـــــــ بعد سيطرته عليه ــــــ ليجعله دولةً إسلامية نموذجية لكل العالم ، وهذه الدولة الإسلامية الحديثة ؛ لا تشبه جارتيها الدولتين الإسلاميتين ( إيران الشيعية ، والسعودية السنية ) فكلاهما قد شوها سمعة الإسلام بقليل أو كثير ، ولم تستطيعا طرح الإسلام المحمدي الأصيل على الواقع العملي بشكله النقي الذي يريده الله تعالى .

 في العراق .. سيكون الإسلام الأصيل مطبقاً لأول مرة بعد النبي والأمير (صلوات الله عليهما وآلهما ) . هذه الدولة المهدوية النموجية ستمد يد العلاقة والصداقة مع كل الدول الكبرى التي لم تشترك في حربها ضد الإسلام والبلاد الإسلامية ، وخاصة الدول الشرقية ( روسيا والصين واليابان والهند ) والعديد من الدول الغربية ، كألمانيا والنمسا وأمريكا الجنوبية وكندا وكذلك الدول الأفريقية وأُستراليا طبقاً لقوله تعالى :{ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتُـقسطوا إليهم إنّ الله يحب المقسطين * }  وهذه العلاقة الطيبة سيستغلها الإمام (ع) لنشر الإسلام أو أنّ شعوب تلك الدول ستعتنق الإسلام عندما يرون حقيقة الإسلام وكيف صار حال العراق ( المتدهور سابقاً ) على يدي هذا الرجل وبنظامه الإسلامي الجديد الذي لم يكونوا يعهدوه من قبل ، وهكذا يدخل العالم سلماً في الإسلام ، وهو قولهم (ع) : [ حتى تسكنه أرضك طوعاً ] وهو قوله تعالى { ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً * } ، إذن ؛ هذه العلاقة الطيبة مع تلك الدول الكبرى التي تقدم ذكرها هي بإذنٍ إلهي .

أضف إلى ذلك دور النبي عيسى (ع) في إرجاع المسيحيين إلى الإسلام ، لأنّ المسيحيين اليوم يشكلون الغالبية العظمى من سكان الأرض ، فإذا ما ظهر المسيح (ع) ودعاهم إلى الإسلام فإنّ أغلب هؤلاء سيستجيبون لنبيهم (ع) – إن لم نقل كلهم – وهو قوله تعالى عن أتباع النبي عيسى (ع) في المستقبل { وإنْ مِنْ أهل الكــتاب إلا لَـــيُؤمنَنَّ به قبل موته … } .

نعم .. ربما هناك بعض حكام تلك الدول سيكون له موقف سلبي من هذه الحركة الشعبية داخل بلاده التي كثر فيها الميل إلى تلك الدولة وإلى نظامها ( الإسلام ) فيأخذ بالتشدد والتعسف ضد مواطنيه ، فيبدأ الشعب بالثورة ضد النظام الظالم فيستصرخون الإمام المهدي (ع) لينقذهم ، فيرسل إليهم جيشه المنصور بالرعب فيسقط هذا النظام الظالم ويحرر هذا الشعب الطالب للحرية ليلحقه بركب الإسلام ، وهذا الموقف المهدوي ينطلق من قوله تعالى : {.. وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ..} .

قد يقول قائل : هذا يستغرق وقتاً طويلاً جداً ؟؟

وجوابه : نعم ،، وذلك لقوله تعالى : { لا إكراه في الدين } ولقولهم (ع) عن الإمام المهدي (ع) : [ وتـمتعه فيها طويلاً ] .

ثم يقول قائل : أين روايات كثرة القتل وأنه (ع) يظهر بالسيف وفناء  كل تلك الدول الكبرى عن طريق تقاتلها في ما بينها ؟؟

وجوابه : أما كثرة القتل ؛ فنعم .. فإنّ السيف المهدوي إنما يعمل عمله في الشرق الأوسط العجيب الغريب – على حدّ تعبير السيد الشهيد محمد الصدر (رض) –  فإنه (ع) سيستأصل أئمة الإنحراف والفساد والطغيان فقط ، وأما عامة المجتمع ؛ فإنهم سوف يرضخون للنظام العادل الجديد ، فإن قبلوا به فبها ونعمت , وإن لم يقبلوا به ، فإنّ الإمام (ع) سيهملهم حتى ينقرض هذا الجيل ويأتي الجيل الجديد الذي فتح عينيه على النظام الإسلامي العادل ، فلا يكون منه إلا الإنسجام معه والعيش تحت ظله  .

وأما فناء تلك الدول الكبرى بالقتال فيما بينها ، فليس بصحيح ـــــ إن لم نقل ليس بثابت ــــــ وذلك لسببين على الأقل :

1-           إن شعوب تلك الدول إذا أفنيت بالحروب فعلى من سيحكم الإمام المهدي (ع) ؟؟!!  .

2-           هذا مخالف لقوله تعالى المتقدم : { وإنْ من أهل الكتاب إلا لَــــيؤمننَّ به قبل موته } وأغلب سكان تلك الدول هم من المسيحيين ، الذين سيؤمنون بنبيهم (ع) عند ظهوره ليرجعهم بعد ذلك إلى الإسلام .

وعندها .. يتحقق وعد الله تعالى لنبيه (ص) بأن يظهر دينه على الدين كله ، ويتحقق وعده تعالى للإنسانية بالعيش على أساس القسط ( العدل ) { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط .. } .

وأخيراً .. أقول : ( اللهم عجِّل لوليك الفرج ، واجعلنا من خلص أتباعه وأنصاره والمستشهدين بين يديه برحمتك يا أرحم الراحمين ) .