يعد الامتحان آلية لإجراء اختبارات متنوعة منها اختيار الترقية أو الموثوقية وذلك لمعرفة طراز شخصية الفرد . وهناك الامتحانات الاسبوعية والشهرية والنهائية وهي امتحانات أداء performances وكذلك امتحانات الكفاءة ability لمعرفة قدرة الشخص على أداء مهامه .وتوجد امتحانات المهارة والاتقان gualityingوفيها الخطأ وعدم الاتقان غير مقبول ، اضافة الى الامتحانات التكوينية أو البنائية formative ، وغيرها .
إن ثورة المعلومات والتطور السريع في العلوم كافة أدت الى تغيرات في آراء الأساتذة والمختصين وكذلك الطلبة بشأن أنظمة الدرجات والامتحانات بالجامعات العراقية مما أدى الى ظهور تيارين الأول التقليدي الذي يحاول الحفاظ على كل ماهو قديم وعدم الرغبة في مسايرة متطلبات الحياة المعاصرة ووصل الأمر بالبعض منهم الى معاداة كل ماهو جديد ومفيد لجهله به, أما التيار الثاني فهو الحديث والمعاصر والذي يحاول التغيير لمواكبة التطور السريع الذي بدء يلامس مجالات الحياة كافة ومنها التعليم ونتيجة لهذا الامر برز صراع بين التيارين لم تحسم نتائجه في معظم جامعاتنا ومؤسساتنا التربوية والتعليمية لوجود تباينات واضحة في الفرص المتاحة في كل كلية أو قسم وضمن الجامعات أيضا” وحسب المسؤوليات المناطة لكل منهم ، وهذا مما أثر وبشكل واضح على عدم ملائمة بعض أنظمة الامتحانات والدرجات المعمول بها حاليا” للطلبة وهي غير قابلة للفهم من قبلهم مما يتطلب البحث عن أنظمة جديدة تتفق مع أهداف مؤسساتنا التربوية والتعليمية وقابلةللفهم من المجتمع
إن معالجة مشكلة أنظمة الامتحانات والدرجات في الجامعات العراقية في عصر كثر فيه التخبط والحيرة والتردد في الاختبار والمناداة بالتجديد مما أدى إلى تبني أنظمة مزدوجة ومتعددة أربكت الجميع وحولت تقييم الطلبةأو تدرجهم من عملية بسيطة مفهومة الى عملية غامضة صعبة الفهم وغير اقتصادية من حيث الوقت والجهد والمال .
إن تجديد أنظمة الامتحانات والدرجات في بعض الجامعات العراقية خلق مشاكل عانت منها بعض الكليات بأقسامها واختصاصاتها المختلفة لأن هذه الأنظمة لاتتفق وأغراضها وهي غير قابلة للفهم من الطلبة والمجتمع مما يتطلب البحث عن أنظمة جديدة تتلائم مع متطلبات المرحلة الراهنة وحاجة الطلبة لأنهم قادة البلد مستقبلا“
إن معظم الجامعات في أمريكا وكندا حرة في أتخاذ ما تراه مناسبا”. لهذا نجد بأن هناك عشرين نظاما” متنوعا” تقوم على أسس فلسفية مختلفة أهمها أن الطالب ليس عقلا” فقط وإنما هو ذو أبعاد متعددة ، أي أنه عقل وجسم وروح وكائن اجتماعي ، فعلى الجامعة أن تطوره في جميع هذه النواحي لذا عمدوا الى التقليل من شأن الدرجات أو إلغائها كليا” والعودة الى رأي المدرس في الطالب ، أي تحولت بعض الجامعات من القياس الى التقييم أو التدريج بحسب الكمية الى النوعية ، وهو انتقال من الموضوعية الى الذاتية ، وهذا ما يناسب رب العمل ، أما الجامعات فيهمها الكم والكيف معا” لذا تتطلب التصنيف الدقيق للطلبة لإختيار أفضلهم وذلك بإخضاع جميع المتقدمين للقبول في الدراسات العليا لإختبارالعلامات للخروج GRE
( Graduate Record Exam ) الذي تمتد درجات كل قسم فيه من الاقسام الثلاثة : اللغوي والرياضي والتحليلي من ( 200-800 ) أما علامات البكالوريوس بالأحرف فتمثل النوع أو الرأي ما دامت تعني ممتاز ، جيد ، وسط ، الخ 0 وعلى العموم فإن أنظمة التدريج ( Gradingsystems ) أو العلامات الشائعة في أمريكا يمكن أن تصنف ) الى مايلي :-
( Elective ) أو الصعبة التي لا يريد الطالب أن تدخل علاماتها في معدله ولكنه مجبر على أخذها كي تدخل ضمن عدد الساعات المعتمدة التي تتألف منها شهادته. أو تخصص لمساقات عملية ، تدريبية أو معملية أو لسد ثغرة في مهارات الطالب أو لمساق حر يريد أن يدرسه الطالب تحت اشراف مدرس لأن الجامعة لا تقدمه ، ويمكن أن يدخل ضمن ذلك مساقات الورش وحلقات البحث والتدريب الميداني .وعلى العموم يجب الا تتجاوز هذه المساقات نسبة ( 10% ) من مجموع مساقات الطالب .والحكمة من وراء استعمال هذه الأنظمة بالإضافة الى الأنظمة الاخرى حيث يمكن مزج نظام يعتمد credit مع نظام الأحرف الخماسي بإشاراته ( E,D,C,C+,B,B+,A )هي تشجيع الطلبة على اختيار مساقات يخشون الرسوب فيها أو مساقات عملية كالتدريب الميداني أو العملي حيث يصعب تقييم الطالب بدقة.
اما أنظمة الدرجات في القارة الاوربية فتكاد تتشابه لاسيما في شرقها أو في البلدان الاشتراكية سابقا” ، اما في أوربا الغربية فتختلف قليلا” وجميعها أنظمة رقمية خماسية أو عشرية مع تقييمات كترجمة للأرقام , وبعضها يستعمل أنظمة مشابهة للجامعات الأمريكية.
إن معظم الامتحانات في الجامعات العراقية تجري وفق أنظمة الدرجات الذي يرتبط نظام منحها بالامتحانات ونوعيتها ، وهي امتحانات أداء Performance وتتم على شكلين .
ويستعمل السلم الموضح في الجدول الآتي للدلالة على مستوي الطالب في كل مادة أو تقدير مستواه العام للكليات التي تطبق نظام درجة النجاح الصغرى (50 % ) أو ( 60 % ) .
ت |
الدرجات الصغرى ( 50 % ) |
التقدير الذي يقابلها |
التقدير لدرجة النجاح الصغرى ( 60 % ) |
1 |
90 – 100 |
امتياز |
امتياز |
2 |
80 – 89 |
جيد جدا” |
جيد جدا” |
3 |
70 – 79 |
جيد |
جيد |
4 |
60 – 69 |
متوسط |
مقبول |
5 |
50 – 59 |
مقبول |
ضعيف ( راسب ) |
6 |
49 فما دون |
ضعيف ( راسب ) |
ضعيف |
(( يوضح سلم الدرجات والتقدير في الجامعات العراقية ))
وتوجد أنظمة أخرى مطبقه في بعض الكليات بالجامعات العراقية تعتمد على أن درجة النجاح الصغرى ( 60 % ) ، لهذا سوف يكون الاختلاف في التقدير الذي يقابلها بدرجة المقبول والضعيف .
إن امتحان المفاضلة الذي يجري للمتقدمين بالدراسات العليا لانتقاء الطلبة الجيدين الذين يمتلكون المعلومات المطلوبة في مجال اختصاصهم هو امتحان انتقاء ( Selection ) أما اختبار الصلاحية للمتقدمين للعمل كتدريسيين بالجامعات العراقية فهدفه الترخيص للمتقدمين بعد اجتيازهبنجاح ممارسة عملهم ، فهو يعد امتحان ترخيص أو الأهلية . وهذا النوع من الاختبار يجري في معظم الدول المتقدمة للمعلمين والمدرسين والاساتذة .
وتعد الحلقات النقاشية اسلوب للمناظرة بين الطلبة وهي لذلك امتحان جدارة أو كفاءة شفوية ترتيبية .
إن نظام الامتحانات والدرجات لطلبة الدراسات العليا بالجامعات العراقية قد حدد بتأدية الامتحانات النهائية في المواد التي سجلوا فيها وذلك في نهاية كل فصل دراسي فإذا تجاوزت غيابات الطالب في أية مادة دراسية ضعف عدد الساعات الاسبوعية لتلك المادة يعتبر تسجيل الطالب ملغيا” لتلك المادة على أن لا تقل عدد الوحدات الدراسية المتبقية في دراسته التي نجح فيها لذلك الفصل عن ( 10 ) وحدات وألا يعتبر تسجيل الطالب ملغيا” للفصل كاملا” .
وعلى الطالب أن يحصل على تقدير مقبول ( 60% ) في الاقل في كل مادة وعلى معدل عام بتقدير جيد ( 70 % ) في الاقل بنهاية العام الدراسي ليتمكن من مواصلة دراسته فإن فشل في الحصول على معدل عام بتقدير جيد في نهاية السنة أو رسب في بعض الموضوعات أو الاثنين معا” ، عليه أن يعيد الامتحان في بداية السنة الدراسية التالية في المواد التي لم يحرز فيها على تقدير مقبول وكذلك في المواد الاخرى التي يختارها لرفع معدله العام الى جيد . فإن فشل يفصل من الدراسة .أما عند احتساب المعدل العام فتوزن درجة كل ماده بعدد وحداتها .
فالملاحظ أن نظام درجات الدراسات العليا بالجامعات العراقية ( ماجستير ودكتوراه ) هو نظام تصنيفي يصنف الطلبة ( 60 % ) ناجح أما أذا كان أقل من ( 60 % ) ففاشل أثناء الدراسة التحضيرية والنظام الثاني المطبق في الجامعات العراقية هو الترتيبي
( الامتياز ، جيد جدا” ، جيد ، مقبول ، أو ضعيف ) وكذلك مستوفي وغير مستوفي لبعض المواد الدراسية أو لمناقشة الرسائل والأطاريح .
إن النظام السائد بالجامعات العراقية هو المئوي يمتد من ( 50-100% ) وهو مفهوم من قبل الجميع ولا يحتاج الى نظام يشرحه مثل ما معمول به في بعض الجامعات العالمية العريقة التي تعتمد على أنظمة متنوعة فنجد أن جامعة Yale في أمريكا تمنح طلبتها مرتبة الشرف من ( 92-100% ) ونجاح عالي من (83-91) وناجح ( 74-82 ) أما من درجة ( 73 ) فما دون فتعتبر راسبا .
وهناك جامعات أخرى تعمل بنظام الفجوات ( gaps or breaks ) والذي يسمي أيضا” بالتدرج بالنظر ( Eyeball grading ) والذي ترتب فيه العلامات تنازليا” وتمثل كل فجوة واسعه بينهما حدا” فاصلا” بين كل تقدير وما يليه وتقسم الدرجات وتوزع من قبل الاستاذ وحسب تصرفه ولهذا وجب علينا الاستفادة من هذه الانظمة وتطبيق ما يلائمنا في جامعاتنا لتغيير الأنظمة والاساليب المتبعة والتي أصبحت لا تتماش مع التطورات العلمية الحديثة ومستويات الطلبة , وذلك من خلال العمل بالتوصيات الآتية:
10-على المسؤولين في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية الاستفادة من انظمة الامتحانات والدرجات المعمول بها في الدول المتقدمة ودراستها لاختيار ما يناسب منها في التطبيق بالجامعات العراقية , وذلك لمواكبة ثورة المعلومات والتطور السريع في العلوم كافة, وإيصال جامعاتنا العراقية الى مصاف الجامعات العالمية .