بعد رحيل النائب عبدالعظيم العجمان في حادث سير بأيام التقيت السيد عباس الجوراني الذي يليه بعدد الأصواتفي القائمة الانتخابية وسألته عن أحقيته في أن يحلّ محلّه في البرلمان. أجابني: أنتظر البت في الموضوع. وأضاف: اطمئن، أنا البديل المؤهل حسب الأصوات الانتخابية!!
مرّت أيام والتقيته قبل ثلاثة أيام وقلت له: ها… أبا زينب، ما هي النتيجة ؟!
أجابني: يا أخي ما أدري ماذا أقول؟! لقد احترت في الجواب على أي سائلٍ حول أحقيتي في اشغال المقعد هذا.. رأيت الحيرة في عينيه فقلت له: ألم تكن المؤهل بعدد الأصوات التي حصلت عليها في الانتخابات منذ الفرز الأول؟ قال: أجل، ولكن يا أخي هناك غصة في الحلق من تصرفات البعض ممن هم في موقع المسؤولية ودورهم في إبعاد الحق عن نصابه! سألته: كيف ؟ قال: قبل بدء التصويت عام 2014 اغتيل المرشح عبدالكريم الدوسري وبقيت أتنافس مع مرشحٍ ــ ميّت. ومع ذلك كانت أصواتي عالية وتؤهلني أن أشغل المقعد المقرر لقائمتنا، نظراً الى إن المرشح الآخر المنافس بعدد الأصوات قد توفي. لكنني فوجئت بهم يأتون بمرشح لم يكن موجوداً في القائمة أصلاً ليعطوه الأصوات كلها ويشغل المقعد النيابي بدلاً مني.
ابتلعت الغصة على مضض والقذى يملأ العين وقلت: أفوض أمري الى الذين يعرفون الحق ويتخذونه سبيلا في الحياة. وها أنذا الآن أقف حائراً مرة أخرى بعد رحيل ذلك النائب وهو المرحوم العجمان بحادث سير. حيث إنني أعرف وعلى يقينٍ تام إن الحقّ معي في إشغال المقعد بفضل الأصوات التي حصلت عليها وهي التي تؤهلني بجدارة لذلك. لكنني اصطدمت بقرارات محيّرة ومثبطة للعزيمة، تريد إقصائي وترشيح شخص آخر بديلاً للنائب الراحل.. أيُعقَلُ هذا؟!
سألته: ألم تراجع أحداً؟ أجابني: لم أترك مسؤولاً عن هذه الحالة لم أتناقش معه حول أحقيتي بالمقعد. والجواب واحد دائما: الحقُّ معكَ لكن هناك قرارات أخرى !
كيف يكون الحق معي والقانون ضدي؟! فقرار المجيء بمرشحٍ آخر غيري ليشغل المقعد بعيد عن الحق تماماً! فهل نحن نتحرك ونقود البلد بعيداً عن الحق ونصابه؟
وقفت أمام تساؤلاته مندهشاً وحائراً لأصفقَ كفاً بكفٍ قائلاً : لله درّكَ يا عراق .. الى أين تسير بكَ الريح ، وكيف سيعيش الناسُ في بلدٍ يقال لمواطنه أنتَ على حق ولكن القانون على خلاف معك؟ ومتى كان القانون بعيدا عن الحق وفي خلاف معه؟
أتساءل ويتساءل معي جميع المواطنين المؤمنين بهذا الوطن وناسه والذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل حريتهم وكرامتهم وليبقى العراق عزيزاً شامخاً سالماً: أين الاستحقاق الانتخابي لأصواتنا، ونسبة الأصوات الحقيقية للمرشح الفائز دائماً؟ وهل تضيع أصوات الناخبين هباءً إرضاء لهذا المكوّن أو تلك الفئة أو ذلك الائتلاف؟! أليس الحق عالياً دائما في ميزان القرارات كلها ؟! وهو المرشح الأقوى والأمثل والأفضل والأكمل ــ أقصد الحق ــ لقيادة الوطن وجعله حراً سعيداً بناسه وأهله الطيبين المتوحدين كالبنيان المرصوص، مهما اختلفت أهواؤهم ومشاربهم وطوائفهم؟!
حق علينا ان ندافع عن الاستحقاق الانتخابي ونأخذ به دائما، وإلاّ سنخسر الوطن وناسه بمرور الأيام!
نقلا عن صحيفة طريق الشعب