23 ديسمبر، 2024 5:24 ص

كيف يكون الإصلاح الحقيقي؟

كيف يكون الإصلاح الحقيقي؟

يكاد يكون بديهيا” لدى الجميع، إن السياسي يتقن فن الحديث والكلام، وينتقي المفردة المؤثرة في عاطفة الناس، ومن يعول على هذا الأسلوب، من الساسة، تراه لا يجيد لغة الخدمة والإنتاج، فالسياسي الناجح؛ هو الذي يتعايش مع واقع بلده، ولا يعول على وسيطا”، يبين له حال شعبه وبلده، فكلما كان قريبا”، من المشاكل التي تعترض العملية السياسية، كلما كان هو الأقرب للتوصل لأنجع الحلول وأقومها، فالسياسي كالطبيب، والطبيب الناجح هو الذي يجري الفحص الدقيق لجسد مريضه لبيان علته، ولا يكتفي بذلك، فلا بد من تحديد الدواء الصحيح، ليتعافى مريضه.إذن من هو السياسي الناجح؟ ومن هو الحزب أو التيار أو الكتلة الحزبية الناجحة؟ مما لا شك فيه، إن السياسي أو المكون الحزبي الناجح، وبكل بساطة، من يستطيع أن يجعل، من أماني شعبه وجمهوره، حقائق تبرز على أرض الواقع، لذا فالسياسي كالمترجم، فمن خلال تفاني السياسي وإجتهاده، ومدى إيمانه بقضية شعبه، مع وجود الأدوات الحقيقية للعمل، يحول كم الكلمات الرنانة، وحزمة الوعود التي يطلقها، والتي دائما” ما تطرح أثناء البرامج الإنتخابية، إلى منجزات عملية وعلى كافة المجالات والأصعدة.وإذا ما عدنا لوضع العراقي المزري، وحجم الخراب الذي طال بناه التحتية، جراء فشل الحكومات السابقة، وحجم الفساد المالي الهائل، والذي من خلاله تصدر العراق، المراتب الأولى بين دول العالم، في تفشي الفساد في مؤسساته الحكومية، وكل ذلك يعود، لإنعدام الرؤية لدى المسؤول العراقي، وغياب الخطط الإسترتيجية، التي من خلالها نحدد الأولويات، وغياب تلك الرؤية، ناتج عن عدم أهلية المسؤول علميا” ومهنيا”، مما سبب خللا” كبيرا”، في إدارة ملف الدولة، وضياع ثرواته الهائلة، بل وخسارة ثلث أراضيه، وتهجير ألاف العوائل من ديارها.