12 أبريل، 2024 6:21 ص
Search
Close this search box.

كيف يفهم العراقي الديموقراطية

Facebook
Twitter
LinkedIn

بدون لف ولا دوران ، الديموقراطية هي إنتخاب حر ونزيه لممثلي الشعب لإدارة شئونه وحياته ومستقبل أجياله. إذاً هناك فقط عنصرين يجب توافرها وهما أن يكون الفرد حر في إختياره دون أي تهديد بمعنى إن الفرد يضع الورقة الإنتخابية بإرادته الفعلية والعنصر الثاني أن تكون الإنتخابات نزيهة بمعنى ليس هناك تزوير أو تلاعب بالنتائج بأي شكل من الأشكال. وبموجب توفر هذين العنصرين فإن ما تفرزه نتائج الإنتخابات هي إنعكاس فعلي وحقيقي لإختيارات المجتمع لقياداته . ومهما كانت نوعية وصفات وثقافة الأشخاص الذين تم إنتخابهم فهي عبارة عن إنعكاس لنوعية وصفات وثقافة الناخبين أنفسهم. فعندما يتم حصول شخص معين على الأصوات الكافية ليتسلم موقع قيادي أو مؤثر في مستقبل البلد فإن ذلك يعني إن الناخبين الذين أعطوا أصواتهم لذلك الشخص يحملون نسبياً نفس مبادئه وصفاته وثقافته وتطلعاته. فإذا كان المرشح الفائز مثقف ومتعلم ونزيه ووطني فهذا يعني بالتأكيد إن الناخبين هم على درجة مقاربة من الثقافة والتعلم والنزاهة والشعور الوطني وإلا لا يمكن تصور فوز مرشح مثقف ومتعلم ونزيه ووطني بأصوات جمهور غير مثقف وغير متعلم وغير وطني والعكس صحيح تماماً. خلاصة القول إن خصائص ونوعية وثقافة ومنطق وأخلاقيات القيادات التي تنتخب لإدارة الدولة ما هي إلا إنعكاس لمستوى نوعية وثقافة المجتمع الناخب وخصائصه وأخلاقياته. فإذا تم إعطاء بعض أصوات المجتمع لمرشح عسكري ذو نزعة ديكتاتورية فهذا يعني بالضرورة إن تلك الفئة من المجتمع متخلفة وخانعة لا تستطيع العيش إلا في ظل “قائد الضرورة” ، وإذا تم إعطاء بعض الأصوات لمرشح عليه ملفات فساد وجرائم موثقة فهذا يعني إن تلك الفئة من الناخبين عبارة عن عصابة مستفيدة من عمليات النهب والسرقة . الخلاصة إن إفرازات صناديق الإقتراع هي في الواقع إنعكاس وتعبير حقيقي عن ماهية وخصائص ذلك المجتمع. فالمجتمع المتحضر والمتعلم والمثقف والواعي يفرز بالنتيجة قيادات متحضرة ومتعلمة ومثقفة وواعية .
أما بالنسبة للعراق فالموضوع فيه من الغرابة والعجب. فقد جرت عدة تجارب إنتخابية منذ تغيير نظام الحكم عام ٢٠٠٣ ولحد الآن ، وهي أربعة تجارب إنتخابية ، أفرزت جميعها إستحواذ أحزاب الإسلام السياسي على مقاليد الحكم وأفرزت قيادات محدودة الإدراك والثقافة والفهم لكيفية تطبيق النظام الديموقراطي الحقيقي في إدارة الدولة وسيطرت العقلية الدينية والشخوص والرموز ورؤساء المافيات الدينية والعشائرية على مصير العراق ومستقبله . وقد عكس ذلك بدون شك طبيعة وخصائص المجتمع العراقي، فهو مجتمع في غالبيته غير متحضر وغير مثقف أو متعلم وغير واعي ومدرك لما يدور حوله وفي العالم من تطورات وتغييرات حقيقية في أنظمة الحكم وكيفية التطبيق الصحيح للنظم الديموقراطية . المشكلة الأساسية الأولى هي إن المجتمع العراقي ما زال مجتمع قبلي وعشائري ومناطقي في غالبيته يخضع بخنوع وإذلال ونكران ذات ( وهي مسألة تربوية ) لرئيس القبيلة أو العشيرة أو للشخوص والرموز والقيادات الدينية وغير الدينية والمذهبية والتي كانت الأساس لتشكيل الأحزاب والتيارات ذات الطابع الإسلامي بحيث خضعت عملية الإنتخابات بشكل عام لقرارات ومزاجات مجموعة محدودة من الأفراد الذين يمثلون رأس الهرم للقبائل والعشائر والمراجع الدينية ورؤساء المافيات العقائدية وبعض الكيانات الطفيلية ونتيجتها المنطقية بالتأكيد فوز هؤلاء ” الشلّة ” لتٓسٓلُم مقاليد الحكم في العراق بكوادر متخلفة بكل معنى الكلمة تحضراً وثقافةً وتعلماً وإدراكاً ووعياً. أما المشكلة الأساسية الثانية فتتعلق بالغباء المطلق للناخبين العراقيين وجهلهم وعدم إدراكهم لأبسط قواعد وشروط العملية الإنتخابية الديموقراطية الصحيحة. ولإثبات مدى غباء معظم العراقيين في هذا المجال هو إن الدين الإسلامي لا يعترف أساساً بالنظام الديموقراطي ونظام الإنتخابات ، فهو شبه محرم ، لأن الإسلام مبني” شرعاً ” على مبدأ ” الخلافة ” أو ” ولاية الفقيه ” حسب مذاهب الدين الإسلامي الرئيسية. لذلك فمبدأ الإنتخابات غير وارد في الفقه الإسلامي، أما لماذا تُمارس الأحزاب الإسلامية عملية الإنتخابات ، وهي ضد مبادئها وشريعتها ، فهي الوسيلة الوحيدة لها للوصول الى سدة الحكم ومن ثم الإنقلاب على النظام الديموقراطي وإخضاعه تدريجياً لمبادئ الإسلام وشريعته بالقوة والسيطرة العقائدية .
نصيحتي الى جميع الأغبياء والمغيبين والجهلة من العراقيين ” وما أكثرهم مع كل الأسف ” من أتباع وقطعان الشخوص والرموز الدينية وغير الدينية أن تستيقظوا وتدركوا ما حولكم وأن تتحرروا من غيبوبتكم التى فُرِضت عليكم ” بإرادتكم ” من قبل شخوص ورموز إستخدمت الدين لتخديركم وتسييركم وفق أهدافهم التي لا تعلمون أي شيء عنها سوى الطابع الديني الذي تَخَردتم عليه. أيها الجهلة والأتباع العميان وشبه القطعان إسألوا قياداتكم ” هل الإسلام يعتمد ويقر شرعاً بالإنتخابات الديموقراطية لحكم البلاد وتسليم السلطة سلمياً حسب نتائج الإنتخابات الحرة للمتنافسين أم يعتمد على النظام الشرعي المعتمد وهو نظام الخلافة أو نظام ولاية الفقيه حسب المذهب المتبع.
أثري لحالكم وأنتم ترددون ” نعم نعم للقائد ” و ” كلا كلا أمريكا ” و ” إيران بره بره ” و ” الحشد حامي الأعراض ” و ” لا ليت النظام السابق يعود ” وووووو، وكثير من وووووو بدون نتيجة!!!، المهم متى تصحون من غيبوبتكم يا عراقيين ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب