18 ديسمبر، 2024 5:49 م

كيف يستغل السياسي المثقف ويحوله الى بوق ؟

كيف يستغل السياسي المثقف ويحوله الى بوق ؟

كيفَ يَستغل السياسي المثقف ويحولهُ الى بوق ؟
نُلاحظ في وقتنا الحاضر الاهتمام بالسياسة دون الأدب والثقافة عموماً وهذا الأمر يعتبره فريق من الناس انه أمر طبيعي .. والفريق الآخر يعتبره أمر غير طبيعي . فالفريق الأول يقول ان من حق الأديب وخاصة في مرحلة الشباب فهو طاقة ولهُ طموح ولا يفكر إلا بالماديات ، والسبب يراه البعض هو لعدم اهتمام الدولة بالأديب والفنان ، وهنا يضطر الى ولوج عالم السياسة ليصل الى مبتغاه ليؤمن مستقبله ! أما الفريق الآخر فيرى ان الأدب لا يتعارض مع السياسة .. فالسياسة تلبي الحاجات الماديـة ، أما الأديب والفنان وابداعهما فينظر الى المستقبل وهي رؤية أشمل.. فالأديب ينير الطريق أمام السياسي وإذا تورط في بالسياسة دون ان يهتم بالأدب يصبح أداة للسياسة وهذا ما يعاني منه الأدباء ، ولأن حيتان السياسة تأكل الأديب وتحوله الى أداة وبوق ، ولذلك فعلى الأديب أن لا ينسى انه مبدع واديب .

السياسي يأخذ من الأديب اسمه ويريد منه أن يتحول إلى بوق ، أداة ، كما يريد منه أن يؤدي دوراً اعلامياً وتبشيرياً ..

كلنا يَعرف ان السياسة مُتغيرة ، وأحياناً تكون مناورة وتكتيكية ، ولأن السياسي يؤمن بانه لاشيء ثابت ودائم في السياسة ، في حين الثقافة تكون ستراتيجية ، وهنا يظهر الاختلاف والتباين .. عندها يتنازل ( بعض الأدباء ) عن المباديء وحتى عن القيم أحيانا .

بعض المثقفين يعطون اسماؤهم وشهرتهم للسياسي ، وهم بهذا يبحثون عن الاطمئنان وراحة البال ومنفعتهم الشخصية ، وبهذا يتخلون عن جوهر دورهم لمصلحة السياسي ، وبوصوليتهم هذه يغطون على فساد السياسي من خلال الثقافة. ولـكن ما ذا يتبقى من كلمة ( أديب ) عندئـذٍ ؟ طبعا نحن نقول لا شيء . انهم (عناكب) الثقافة الذين يبيعون عقولهم وضمائرهم ( لغول ) السياسة .

الأدب والثقافة عموماً هي دائمة ومستمرة ، الثقافة كرامة وروح الوطن ، كجماعة وكأفراد . ولهذا لا مساومة على هذه المُـثل والقيمْ ، هكذا نفهم الحياة وهكذا نفهمْ الدور الذي يلعبه السياسي في توظيف المثقف لمصلحته .

الكثير من الأدباء واجهوا السياسة والسياسي وتحملوا ، واظنني لا أضيف شيئا جديداً ، لإن من سبقونا علمّونا ، وحّملونا الأمانة . وان المثقف هو صوت الحياة والحق ، وحارس القيم .