يبدو ان الخطر على العراق يحتاج الى تكاتف شعبي. وهذا ممكن. ويحتاج وقت، الى تراكم الوعي الجمعي، بجهود الخيرين. ويمكن ان نقدم هنا، اطروحة حل، نوضح منطلقاتها ومقدماتها ..كالتالي:
…….. المنطلقات:
اولا: ان مراجعة واستقراء التاريخ عموما.. والاوربي خاصة، يبين ان ظروفنا ليست جديدة – تاريخيا- فقد مرت اوربا وخاصة المانيا بظروف اصعب (1). وتنامى عقلها الجمعي نحو حالة واقعية مرضية لهم.
ثانيا: ان اي محاولة لايجاد حل ومخرج بتدوير نفايات العملية السياسية – كما يسمونها- سيكون مصيرها الفشل.. وهي تضييع لسنوات من عمرنا.. وهي من السذاجة والجهل.. لماذا..؟
للتوضيح: هنالك من يطالب بنظام رئاسي.. او انتخابات مبكرة .. او.. وهي محاولات لايجاد حل من (اصل المشكلة).. او قل فاقد الشيء لا يعطيه (2).. ولان الطبقة السياسية (الحالية) هي العلة في الفساد والازمة .. وانما يكون الحل في ايجاد (قوة) شعبية تكون لها اليد الطولى في تسيير الطبقة الحاكمة، والضغط عليها، وتاديبها..
ثالثا: ان الجهات الحزبية ، كلها، قد حكمت العراق منذ الحكم الملكي. وبعد 2003 تولت الجهات كافة رئاسة الدولة والحكومة (3)، وليس لديها اي شيء جديد، اطلاقا. والفشل سيستمر ما دامت تدير الامور.
……… مقدمات الحل:
يتعلق الحل بالواعين من الشعب للتمحور حول منظومة قيم وطنية واخلاقية، اهمها استقلال العراق وسيادته ووحدة العراق وكرامة المواطن.. بعيدا عن الشعارات الفارغة والتي تخدم الفاسدين (4).
……. اطروحة :
حسب فهمي – والانسان لا يتعدى حدود فهمه – ان الاصلاح والحل يحتاج قوة شعبية مستقلة نزيهة وطنية عندها انفتاح على الاخر.. لماذا..؟
قوية: وهذا يتطلب التفكر في مكونات الساحة وتشخيص (الفاعل) و (المؤثر) الذي يخدم عملية الانقاذ العراقي..
شعبية: ليست من الطغمة الحاكمة.. ولا تطمع في (منصب).. ولا تعمل لاجل الانتخابات.. بل تفكر وتعمل لاجل الشعب.
مستقلة: لضمان وفاءها للعراق.. ليت تابعة لامريكا او لايران.. بل تابعة للعراق وللشعب.
وطنية: تؤمن بالوطن وقاومت الاحتلال وترفض الطائفية والطبقية والتفرقة.
نزيهة: لم تستلم (منصب) ولم تسكن في بيت من اموال الشعب، ولم تثرى على حساب المال العام.
ذات انفتاح: لها استعداد للحوار مع ابناء الشعب.
ويمكن ان تكون هذه الاطروحة موضوعا للنقاش بين المثقفين..وصولا الى نقاط مشتركة.. توصل الى فهم موضوعي للواقع.. ويمكن – تدريجيا – صناعة راي عام يخدم العراق والشعب.. لان الحق والخير يمتلك قوة ذاتية ولهما ( من ) يساندهما.. وللحديث بقية.
هوامش:
(1) من الناحية الموضوعية، اظن ان العلة الاساس في الموقف الاوربي والالماني هم اصحاب الصناعات (والراسماليين).. لان الانتعاش المالي والصناعي ، يحتاج الامن والاستقرار. ويمكن القول، ان العلة – كما وليس عددا – تصنع الراي العام والشعبي. لذا يمكن ان يكون اهل الخير والضمير (في العراق) هم العلة الاساس في صناعة الموقف الشعبي والعقل الجمعي، واقصد المثقفين والناشطين والاعلاميين والفنانين المستقلين الواعين، لاننا لا نملك العلة الاوربية – مع التحفظ عليها- وعلينا ان نحلل الواقع العراقي ونفككك عناصر التاثير ، لنشخص مواقع القوة الفاعلة والداعمة للاصلاح الحقيقي وازاحة الطغمة الحاكمة الحالية.
(2) لا يمكن للطبقة المستفيدة من خزينة الدولة ان تنتج حلا يقلل من امتيازاتها.. او يعيد للشعب امواله وحقوقه.. اكيدا مئة بالمئة..!
قبل ايام.. فكرت في اعداد مقترح قانون (من اين لك هذا).. وحاولت ان اضع له مسودة.. ثم اتضح لي – اثناء اعداده- ان البرلمان لن يسمح به.. والجهات التنفيذية لن تنفذه.. والقضاء لن يطبقه.. لانه يحتاج تشريع وجهات تتولى تطبيقه وجهات تتولى مراقبته.. وهم اصحاب الامتيازات ليس الا..
(3) كل الجهات التي كانت في مجلس الحكم، تولت رئاسة الجمهورية او رئاسة الوزراء.
(4) ان شعار المطالبة بالدولة المدنية هو اقصائي للاخرين.. واظن ان حيتان الفساد هي من تمول الجهات والحزب الذي يرفع هذا الشعار.. لانه يشوش على التظاهرات والاصلاح.. ويستفز دينيا وطائفيا –الكثير – ليوفر الفرصة لجماعة ما ننطيها الطائفية.. فتفكر ايها القارئء اللبيب..