قد يتعجب البعض من اسم المقال على أساس أن كل البشر تفكر وتمارس التفكير ولا تحتاج لتتعلم كيف تفكر لكن لو اعتبرناه مادة علمية ثقافية فسنجد ان التفكير يختلف من واحد لاخر وعليه فيجب أن نتعلم أسلوب التفكير من أجل فهم أوسع وأكثر شجاعة من درجة الخنوع والرضا بالمسلمات التي ورثناها لكي نفهم ما يحيط بنا من معتقدات أما بالاقتناع يقينا بالمسلمات أو تفنيدها واعتناق ما هو أحسن ,,ولكي لا نعاني من فهم المشاكل وإيجاد الحلول لها , قد يظن البعض بعدم جدوى تعلم مهارات التفكير فهم يمارسون ويزنون الأشياء كل يوم من خلال تعاملهم مع عوائلهم أو أعمالهم أو حتى مع البقال, لكن مثل هذا البعض لا يدرك أن كثير من الأمور والمفاهيم التي ورثها هي مفاهيم خاطئة يلفها الجهل وتعويد النفس على ما ورثه وخصوصا الثوابت التي تعتبرك لمجرد التفكير بها فانك قد أذنبت وعملت فاحشة !! تأكدوا أن من يمنعنا عن التفكير بالامور يريدنا ان نبقى بجهلنا .. ان تزايد العلوم الاجتماعية والسياسية وتشعبها حالها كحال التكنولوجيا تجعل البعض متخلفا عن اللحاق بالحضارة اذا لم يواكب ما يحدث من تطورات ويفهم أساسيات الأمور على الأقل ,
التفكير الإنساني يمارسه جميع البشر على اختلاف تفكيرهم ومستواهم الثقافي وأما التفكير العلمي المتخصص فهو يمارسه أفراد معينين حسب امتلاكهم للمعرفة وهؤلاء أيضا ينقسمون إلى قسمين ,قسم عام وقسم اختصاص كالمهندسين وعالم الفضاء والجيولوجيا فهذه لا يستطيع أي أنسان عادي أن يحسن التفكير بكل مسائلها وحل مشاكلها لكن نطلب من القارئ أن يستعمل عقله ببساطة لفهم الامور التي تلامسه يوميا ونجعله يحسن الاختيار .
اذن لنتعلم كيف نفكر ونحكم على الأشياء ونعقل حقيقتها وهو أسلوب يتبعه الباحث بالعلوم الإنسانية والظواهر ويستطيع الإنسان العادي أو العوام أن يتقنوه أو بعض مما فيه , ولنبدأ بالقول :
لما كنت أنا إنسان فانا أختلف عن باقي المخلوقات لأنني أكثرها ذكاءا و تفكيرا وعليه فبقائي محافظا على ما ورثته من مفاهيم دون تطويرها وفهمها عن قناعة تجعل مني ان لم ـ أكن جاهلا فانا محدود التفكير واذا ما كنت أنا كذلك فلماذا أقبل بهذه النتيجة الدونية مع توفر أمكانيات ان أقوم بتطوير نفسي من دون أن اخسر الوقت الثمين بسبب البحث عن المعرفة .. أول ما يجب أن نتعلمه هو فهم حقيقة أنه ( لا يوجد شيء يحدث بالعالم, شخصي أو عام إلا و يوجد سبب ومسبَبات له ) ضعوا هذه قاعدة لكم وتذكروها في كل بحث لأي مسئلة ثم نبدأ بالأسئلة مثلا , هل أنا مسلم ؟ نعم .. لماذا أنا مسلم ؟,لان والدي مسلمين ..طيب ماذا يحدث لو كان والدي على خطأ باتخاذهم هذه العقيدة ؟ اذن علي ان ابحث وافهم ما هو الإسلام وما هو الله ولماذا يجب ان نعبده. عندها ستتكشف لنا أشياء كثيرة كنا نجهلها اونعتبرها مسلمات لأننا لا نفكر بها ,, لكن بطريقة التساؤل هذه استطعنا في البحث عن الحقائق معرفة الأجوبة وجوهر عظمة الخالق من خلال فهم بعض من آيات القران الكريم والاحاديث الصحيحة وبالتالي الحقيقة التي ما أن اقتنعنا بها فأننا سنبقى مسلمون وإسلامنا يكون مكتسب عن طريق الوراثة والفهم فتقوي القناعة واليقين .
وهكذا نبدأ نسأل في كل شيء هل أنا شيعي مثلا ؟ لماذا ؟ .. وهل ان المذهب الشيعي هو المذهب الصحيح الذي يجب ان اتبعه ؟ والإجابة لا تكون بيوم أو اخر ولا برهان أو برهانين وإنما ان تبدأ بتحليل وفرز وفهم ممارسات المذهب الشيعي , والسني كذلك يفعل كي لا يعتقد البعض إنني أحاول إخراج الناس من المذهب الشيعي!, اذن خذ ممارسة تلو الأخرى وأعقلها ولا تقل الإمام أو الملا قال ونحن هنا لا نطلب منك ان تتخصص في الفقه ولا في العقائد بل نحاول فهم كل ممارسة على حدة دينية أو سلوكية نقوم بها وهل نحن نمارسها لأنها جزء من تعاليم الدين أم أنها واحدة من مجموعة خرافات تم تلقينها لنا واجبرنا على ان لا نخوض غمار حقيقتها فيجعلونا نرفض أي عملية للتسائل ! ..كن شجاعا مع نفسك واسأل وأبحث فلا خير من المعرفة ..لقد وجدت ان بعض الشيعة مثلا يتقبل أو يمارس الكفر وسب الله ولكنه لا يستجري ان ينتقد أو يسب الإمام وكلما كبر الإمام عظمت المسئلة لديه وانعكس اثمها فإيهما أهون مثلا ان تكفر بالإمام أم ان تكفر بالله ؟!! طبعا الكفر بالله يؤدي إلى التهلكة لا محالة فهناك ملائكة تكتب ما تقول وتعمل حتى وان كنت مع أصحابك او وحدك . ولا نريد هنا أن نحرضك على ان تسب الأمام الخميني مثلا أو السيستاني لكننا ندعوك لكي تفهم محبتك وانقيادك لهما ولماذا ,, وفهم توصياتهم وحكاياتهم وتحليلها ومعرفة مدى تطابقها مع الشرع الإسلامي ومقارنتها على ما ورد بالقران الكريم مرجع المسلمين الموحد والذي تعهد الله بان يبقيه ويحافظ عليه من التحريف والاضافات او النقص , ولنفهم هذه القاعدة الثابتة وهي : لما كان سبحانه قد تعهد بحماية القران وعدم تحريفه فإننا يجب ان ننكر ونستهجن ولا نعترف بأي قول مغاير يختلف او يسئ للقران الكريم أو يعتبره محرفا مهما كان القائل حتى وان قال ذلك مثلا اعلى مرجع لديك سني أم شيعي وعليه فأي توصية أو تعليم من مرجعك تخالف ما ورد بالقران الكريم فأنها باطلة ولا يجب ان نتبعها ,, أكررلا يجب أن نتبعها (توقف هنا وافهم هذه النقطة ) .. هكذا باختصار تعالوا نمارس مبدأ المقارنة ( مقارنة الممارسات الدينية التي ورثناها وتفكيك أمورها واسبابها لمعرفة خفاياها ونصحح مفاهيمنا فاما ان نعقل ونفهم لماذا نقوم بذلك فتزداد هذه الممارسات محبة في قلوبنا أو نتركها ونستهجنهت , لا تقل ان السيد قال بل قل ان لي عقلا استطيع ان افهم واوزن الأمور به أعقلها أو ارفضها فالخالق وهبني عقلا فلماذا أجعل الاخرين يفكرون بدلا عني ؟.!