22 نوفمبر، 2024 10:38 ص
Search
Close this search box.

كيف يتوجه التلاميذ الى اطلاق النار 

كيف يتوجه التلاميذ الى اطلاق النار 

“تعالوا على الساعة الرابعة ظهراً، إلى مطعم ماكدونالدز بمركز أولمبيا التجاري؛ سأدفع الحساب شريطة ألا يكون السعر مرتفعًا”؛ هكذا هي الدعوة في موقع “الفيس بوك”؛ بأسم “سيلينا أكين”؛ منفذ هجوم ميونخ الألمانية؛ لإستقطاب أكبر عدد من الناس، وفي يوم الذكرى السنوية لجريمة أوسلو عام 2011م، التي راح ضحيتها 77 شخص.أسدل ستار الجريمة على مقتل تسعة أشخاص، وإصابة 27؛ على يد شاب بعمر 18 عام، ودون دوافع سياسية أو علاقة بداعش.
عاش العالم في تلك الليلة ساعات من التوجس والخوف، وتوالت ردود الافعال وإختلاف الروايات؛ بعد الإعتقاد بثلاثة إنتحاريين، ولكن الصورة تغيرت بعد إنتحار الجاني والتعرف على هويته، وهكذا أدانت دول العالم والعرب والشرق الأوسط، وأبدت إستعدادها لمساعدة المانيا، ومن ضمنها أيران لإرتباط جنسية الجاني بأصولها، وتأكيد تركيا على ضرورة التعاون في مكافحة الإرهاب؛ مبدية الأستعداد لحليفتها المانيا؟!
الكويت والعراق والبحرين ومصر؛ في مقدمة الدول العربية التي أدانت الحادثة؛ موضحة أن الإرهاب لا دين له، فيما يرى العراقيون أن له دين وأيدلوجيا ودول داعمة وإعلام يزيف الحقائق، وتسائل العراقيون الرافضون للحادثة والإرهاب بصورة عامة؛ لو كان العرب ينظرون الى الإرهاب كنظرتهم له في بريطانيا وفرنسا؛ فهل كان لداعش هذه القوة؟! وهل تركيا إستوعبت الدرس من خلال هذه الحوادث، والأصابع تشير عليها بسمحها لمرور الإرهابين من اوربا الى سوريا والعراق؟! ولماذا يصمت العالم طيلة الفترة السابقة؛ ليكون الإرهاب شبحاً يُطارد شعوبها؛ بعد أن إعتقدت سلامة أراضيها بإنتشار الإرهاب في الشرق؟!
سارعت جهات التحقيق الألمانية الى اعلان النتائج، وأوضحت أن الهجوم فردي له علاقة بجرائم قتل عشوائي، والجاني مختل عقلياً يعاني من الأكتئاب، وعثرت الشرطة في شقته على كتب تتعلق بعمليات اطلاق النار العشوائي، وأحد الكتب ” كيف يتوجه التلاميذ الى اطلاق النار العشوائي”.
أنه سعير طائفي تكفيري يجتاح العالم؛ بربرية وحشية دموية، وألسنة النار تمتد في العالم وتقول هل من مزيد، ومن تحتها ممالك البترول تغذي شلالات الدماء؛ في سوريا والعراق واليمن والبحرين ولبنان وباكستان وليبيا وتونس ومصر وباريس والمانيا ولندن وبلجيكا، واليوم في باكستان على مظاهرة إحتجاج على الكهرباء، فلماذا يصمت العالم وفي مقدمته الأمم المتحدة حيال مجرمي حرب وقادة إرهاب، ولماذا الكيل بمكيالين حينما يتعلق الأمر بكم؟! وصمت العالم وتأييد بعض حكام العرب جعل من الإرهابون يجرؤون على المدن الأمنة، وستكون له تبعات كبيرة على الشعوب؛ أن لم يتحرك العالم على منابع الإرهاب.
سيستمر مسلسل الإرهاب؛ مالم تتكاتف الشعوب والحكومات، وستعود لعنة السكوت على المدن الآمنة، وسيتحرك حتى المجانين بأدوات إرهابية.
مثلما كانت الجريمة في ميونخ في مكان مكتض بالمتبضعين؛ إرتكتب مئات الجرائم في العراق؛ وصمت العالم وشمت بعض العرب، وسمحت تركيا بمرور الإرهابيين، ولم تك وقفة جادة من الدول الكبرى حيال قضية إنسانية، وأن إستمر الحال؛ سنجد أن القتل وتشويه الأجساد وإرعاب المدنيين ثقافة لا يأمن منها أحد، ونعم أن الجاني في ميونخ كان مصاب عقلياً، ولكن المجانين يلبسون ويتصرفون ويأكلون مثلما تحيط به بيئتهم، والبيئة اليوم في بعض الدول؛ تُعلم الأطفال على التكفير والذبح والإنتحار على المدنيين الأبرياء.

أحدث المقالات