الأمر المُحيِّر بعض الشيء! هو حقيقة الخلاف الإيراني- الأميركي – في هذه الأيام- بعد أن ساهمت إيران الإسلامية في إنقاذ النفوذ الأميركي من التلاشي في منطقة الخليج والشرق الأوسط عندما تصدت مع الأميركان للنفوذ السوفياتي في أفغانستان وإقامة النظام الاشتراكي فيه! مما أجبر القيادة السوفياتية من الانسحاب من أفغانستان وسقوط النظام الاشتراكي فيها بعد أن تكبد الروس خسائر مؤلمة! وكانت هناك ما يقارب ثلاثين منظمة إسلامية أفغانية في إيران ! مهمتها “المخفية” هي تجنيد البهائم من الشعب الأفغاني والأطفال وزجهم في المعارك التي جرت هناك وكانت المساعدات السعودية – والخليجية كلها- المالية ونفقات الأسلحة والتدريب عليها والخبراء الأميركان المتواجدين في إيران لتدريب وتوجيه قطعان الجهلة والبسطاء من الشعب الأفغاني وزجهم في أتون تلك الحرب التي انتهت بانتصار أميركا وجبهتها واندحار السوفييت وجبهتهم!! فما حدى مما بدى هذه الأيام من مظاهر الخصام والخلاف بين الأمريكان وإيران؟؟ ولماذا السكوت عن استمرار السيطرة الإيرانية على الجزر العربية الثلاث (طمب الصغرى وطمب الكبرى وأبو موسى) حيث بإمكان أميركا استخدام أدواتها في محميات الخليج “الغربي”!! وتوجههم إليها كما تقودهم اليوم هي وإسرائيل لتدمير اليمن وقتل شعبه بالكامل!! .. وتتحرك من تلك النقطة على إيران إذا كان في النية مواجهة إيران أو إسقاط حكومتها؟؟ علماً بأن القطعات البحرية الحربية الأميركية وقسم من التجارية تتخذ من تلك الجزر محطة أو ميناء استراحة وصيانة بعد دفع الرسوم لإيران!؟ .. أكثر الظن – وإن بعض الظن إثم – وفي أحسن الاحتمالات أن أميركا لا زالت تستخدم إيران – باتفاق أو بغير اتفاق – فزاعة لتخيف بها أشباه الرجال في محميات الخليج “الغربي” لاستمرار ابتزازهم المفضوح!! .. وربما هناك تفسيرات أخرى لهذا الوضع المحيِّر … لا أدري.. فهل مَنْ يدري!!؟
نخشى أن يكون “فلاديمير بوتين” والروس ضحية لغدر القيادة الإيرانية – لا سمح الله -!! مرة أخرى في خضم السيناريوهات المطروحة في ساحة الصراع في منطقة الشرق الأوسط؟؟؟…. كما غدر “أنور السادات” بالسوفييت في مصر واتجه إلى “إسرائيل”!! واتق شر مَنْ أحسنتَ إليه!!!