16 نوفمبر، 2024 8:39 ص
Search
Close this search box.

كيف ورط العرب العراق لقتال ايران ج/2؟

كيف ورط العرب العراق لقتال ايران ج/2؟

تطرقنا في جزئنا الاول من الموضوع عن اسباب قيام الحرب العراقية الايرانية ودوافعها واهم اللاعبين فيها وكيف كان للمعسكر الغربي دوره الواضح وكيف كان للعرب دوره المنفذ وغيرها من الامور واليوم نكمل ماتحقق من الحرب بحسب الحسابات السياسية الدولية وكيف اصبحت خارطة الشرق الاوسط بعدها  .
بعد ان اسدلت الحرب العراقية الايرانية الستار وبانت فصولها المريعة اصبح لزاما التعامل مع منطقة الشرق الاوسط وفق المستجدات والنتائج التي افرزتها الحرب ,فقد انتجت الحرب دولتين (كانتا من اهم الدول في المنطقة )منهكتين لاتقويان على اعانة نفسيهما نتيجة الضربات الموجعة التي تلقتاهما في جميع مفاصل حياتهما المدنية والاقتصادية والعسكرية والثقافية وحتى في مجال العلاقات الخارجية التي تاثرت بالحرب بسبب المواقف من الحرب من دول المنطقة والعالم ,فالعراق اصبح دولة مهلهلة وكثرت ديونه التي بلغت اكثر من سبعين مليار دولار ناهيك عن توقف صادرات النفط خلال فترة الحرب وتوقف عجلة الحياة الصناعية والزراعية واصبح كمن لاغطاء له مكشوفا غاريا امام العالم لايقوى على اتخاذ قرار يخصه بعزل عن مساعدة العالم له واصبح لزاما عليه اعادة كل مادمرته الحرب والبدء من جديد هذا والعالم في تقدم مستمر لاينتظر ان يلحق به العراق ,ايضا اصبحت كل الاحتمالات واردة في ان يتعرض لغزو جديد او تقطع عليه المعونات والامدادات التي تكفلت بها دول الخليج ومن دفع العراق للحرب ,وهنا ترك العراق ساحة القوة التي كان يهدد بها واصبح يخشى من خياله لعدم توفر مستلزمات الدفاع عنه بوجه الاخطار ,وحاول العراق الاقتراض من جديد من نفس الدول السابقة الا ان طلبه جوبه بالرفض وعلى لسان ملك السعودية الذي قال في مؤتمر صحفي مع الملك المغربي يوم 23/7/1989
ان العراق حقق المطلوب للعرب ونحن ساعدناه كفاية وعليه تنظيم نفسه من جديد ,وهذا يعني اشارة واضحة الى تخلي رفاق الامس عنه وتركه وحيدا يواجه مصيره ,ايضا هنا بدات منظمة الاوبك بتخفيض اسعار النفط بشكل مخيف من 33 دولار الى عشرة دولارات واغراق السوق العالمية بالنفط فاضطر العراق الى بيع نفطه باسعار لاتسد رمق عيش شعبه ,واستغل الخليج الموقف وطالبوا العراق بديونهم البالغة خمسين مليار دولار برغم الضائقة المالية التي يمر بها العراق ولم يسامحوه الامر الذي اضطره الى الدخول في حرب اخرى ضد الخليج واحتل الكويت والباقي يعرفه القارىء العزيز ,لذلك حدث ماحدث ودفع العراق ثمن طيش قيادته وجرائمها وخيانة العرب الطائفيين له وبصورة وقحة وبعد الحربين التي شنت على العراق عام 1991 و2003 ونتائجهما السلبية المدمرة على العراق اصبح الوقت مناسب جدا لان تاخذ الدولة اللقيطة اسرائيل دورها وتصبح اليد الطولى والعصا الغليظة التي تهدد كل الدول في المنطقة وتتحكم بقراراتها السياسية وتجعلها مطابقة لارادة المعسكر الغربي ,وان تلعب دول التبعية من الخليج دور السمسار لدول العالم على المنطقة وهذا ماكان ووقع كما يقول المثل الفاس بالراس ولامنجي منه واصبح العراق دولة ضعيفة جدا حرمت من كل امتيازاتها وقوتها  ياتمر باوامر الغرب ومن معه ويخضع لمخططات تقسيمه وابعاد خطره عن اسرائيل ودول الذل الخليجية .
ان النهج المعتمد في كل سياسات الدول هو نهج المصالح المتبادلة ولعبة العراق ووقوعه في الفخ جعلت باقي دول العالم ومنها ايران تاخذ الحيطة والحذر وتخشى على نفسها وشعوبها وتحسب لكل شيء حساب ,فعن اي عروبة يتحدث حكام الخليج وعن اي دين لعنهم الله بما جاؤوا به الى العراق.

أحدث المقالات

أحدث المقالات