23 ديسمبر، 2024 1:23 ص

كيف نواجه المحتوى الطائفي الهابط..؟

كيف نواجه المحتوى الطائفي الهابط..؟

خاضت حكومة محمد شياع السوداني، ووزارة الداخلية العراقية، معركة من نوع آخر، هي معركة المحتوى الهابط والسيء، الذي نراه على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي بعض الفضائيات،وجلّ هذه المحتويات وأغلبها ،تنحو منحى البذاءة ،وتدعو الى الانحلال الاخلاقي والمجتمعي وإشاعة الرذيلة بإيحاءات جنسية مباشرة ،بإسلوب بسيط وبليد ومقصود، ولكنه أخطر من قنبلة على جيل الشباب والمراهقين،وقامت الوزارة، بإلقاء القبض على أصحاب المحتوى في العراق، وأحيلوا الى القضاء ،وأصدرت أوامر إلقاء قبض بحق من هم خارج العراق،ولكن هل المعركة إنتهت، وهل نجحت وإنتصرت وزارة الداخلية بمعركتها في القضاء على أصحاب المحتوى الأخلاقي الهابط، بالتأكيد الجواب(لا)، بل فتحت عليها أبواب لاتستطيع غلقها، وجاءت بالأمر الآخر وهو قرار(منع تصنيع وبيع وتناول الكحوليات في العراق)،وهذه معركة أخرى تخوضها الحكومة،ومن حقنا كمواطنين أن نسأل حكومة السوداني، هل مواجهة المحتوى الهابط ،ومنع تصنيع وبيع الكحوليات، أهم من منع ومواجهة المحتوى الطائفي على المجتمع،وأيهما أخطر،على مستقبل العراق،هذا السؤال الذي يجب على الحكومة والوزارة الإجابة عليه ومواجهته ،ومعالجة  آثاره ومخاطره المستقبلية ألكارثية ،والتأريخ لم يرحل بعد ، وأحداث الحرب الأهلية القذرة بعد الإحتلال الامريكي،مازالت آثارها وجراحاتها ،ماثلة في نفوس العراقيين، فهل من متعظٍ ومتحسبٍ وحريصٍ على مستقبل الأجيال،وقبرالطائفية ومحو آثارها الى الأبد، فما نراه اليوم ، من تأجيج طائفي مقيت على التواصل الإجتماعي والفضائيات ، شيءٌ آخر معاكس تماماً،لما عانى منه شعب العراق على يد أحزاب طائفية ، ديمومتها على تأجيج البعد الطائفي، وإشعال حرب طائفية لاتبقي ولاتذر، لاسيما وأن الأجواء المشحونة بالصراعات، بين الكتل والأحزاب المتنفذة على النفوذ والمناصب ، تؤهل وتشجع عودة الطائفية وبقوة، لا، وجودها مرتبط بها،وأمامنا مثلان صارخان على تأجيج الطائفية ،هما (قضية مسلسل معاوية والهجوم على الاعلامي عدنان الطائي  وأزمته مع باسم كربلائي)،وفي وقت حرج جداً، يعيشه العراقيون من سوء مريع الخدمات في كل نواحي الحياة ،وتصعيد في الصراعات داخل الكتلة الواحدة،وإرتفاع غير مسبوق في سعر الدولار ،وفشل الحكومة في السيطرة عليه، رغم الإجراءات المتخذة ،وقضية (سرقة القرن)، وإنعدام الكهرباء، وغيرها الكثير، بإختصار الحكومة وأحزابها (طامسة الى هامتها) في أزماتها المزمنة، فما أنْ تخرج من أزمة حتى تطمس، في أزمة أعمق من سابقتها،وهذا كله يدفع ثمنه الشعب العراقي، الذي ينتظر إنفراجة في الأوضاع لاتعقيدها،لذلك نرى أن معالجة  المحتوى الطائفي السياسي الهابط ،من قبل الحكومة وأحزاب السلطة، هو المدخل الصحيح للخروج من ( الأزمات)، لآن البعد الطائفي وترسيخه، لايخدم أي طرف أو من أطراف الصراع،لأن الجميع في سفينة واحدة ،هي سفينة العراق، لاينجو منها أحدأً اذا غرقتْ،فهناك جهات إقليمية ودولية تحديداً(أمريكا وايران)، تريدان المزيد من إشاعة الفوضى، وإشعال حرب أهلية طائفية في العراق وإبقاء العراق ضعيفاً ومحترباً من نفسه، لأغراض وأهداف سياسية معروفة، ترتبط بمصالح إستراتيجية لمشروعيهما في المنطقة،لذلك أرى على الحكومة والأحزاب أنْ تدقّ ناقوس الخطر، وتبدأ بوضع برنامج صارم لمعالجة ومواجهة المحتوى الطائفي، والسياسي الهابط المدمّر، وذلك عبر قرارات جريئة ، تمنع وتعاقب فوراً،أي جهة أو شخصية تروّج للطائفية ،وتتحدّث بها مهما كانت،وتضع شروطاً صارمةً على الشخصيات التي تظهر في الفضائيات، وعلى الفضائيات نفسها أنْ تلتزم بضوابط وشروط الحكومة ، وأن يوقّع الجميع على وثيقة عهد وطني، بعدم نشر وترويج البعد الطائفي والتحدّث فيه ، في أي محفل ومجلس عشائري ،وحكومي ومناسبات دينية ،ومناهج تربوية وصحفية ودور نشر، وأن يكون المعيّار الوطني ،هو المتقدم في أي حوار، وأن يتقدم البعد الوطني على المذهبي والقومي،ولايسمح بالحديث عن غيرالبعد الوطني،ويبقى المذهب والقومية ،محطّ إحترام الآخرين ،فالحرية والديمقراطية ليستا في الإستخفاف والاستهجان، وتقليل من مكانة الاخرين والشركاء في الوطن،مهما قلّتْ أعدادهم،فالجميع في خط شروع واحد هو العراق،فلا فضل لآحد على أحد سوى في الولاء للعراق فقط وأي ولاء لغير العراق يعدّ جريمة وطنية يعاقب عليها القانون والدستور،الحكومة مطالبة بخوض معركة حقيقية تجاه مروجي المحتوى الطائفي السيء، بعقد لقاءات مباشرة مع الشعب، والإتفاق على وثيقة العهد الوطني، بمحاربة الطائفية ومروّجيها،مهما كَبُرت مواقعهم الدينية والسياسية، ووضع معيار العراق أولا ،وبعدَه كلُّ شيء يهون،لهذا ندعو حكومة السوداني ،وأحزاب السلطة (إذا)،أرادوا إنقاذ العراق من براثن المحتوى الطائفي، ووقف التدهور الطائفي ،والقومي والعرقي ،وإشعال حرب طائفية ،حتى بين المذهب الواحد ،الذي تعمل عليه جهات وأحزاب معروفة بولاءاتها المشبوهة لغير العراق،لغاية في نفس يعقوب،أن تصدّر قرارات مصيرية ،لإخراج العراق من مستنقع طائفي ،تتصاعد فيه أصوات الطائفيين النشاز، ممن يعملون على إغراق العراق ،في أعماق مستنقع طائفي قذر، قد يغرق الجميع فيه،ولا يقول لي أحدٌ، بأن (هذا لن يحدث)، وقضية مسلسل معاوية وغيره تشتعل تحت الرماد ،وتتصاعد بقوة ،والدليل ماحصل من قيام بعض الصبيان (بشتم وسب وتنكيت أمام جامع ابو حنيفة النعمان ، أو سبّ وشتم الصحابة على المنابر)،كلها برقيات لإشعال فتنة طائفية، فلنعمل على وأدها ، ولانسمح لكرة الثلج أن تتدّحرج وتكبر وتسحق الجميع، كما سحقته في ولاية الجعفري ،وما بعدها المالكي لولايتين ،وضاعت مدن العراق، تحت سنابك خيل كلاب داااعش الظلاميين والارهابين القتلة ،بضياع الموصل وصلاح الدين والانبار، نحن أمام منعطف تأريخي خطير،يجب أن لانسمح للغفلة أن تفعل فعلها، ولا الإنتقام ان يبقى معشعش في نفوس، من لم يشبع من شهوة الحقد والكراهية ،والانتقام التأريخي،فلننظر الى المستقبل ،ونطوي صفحة الماضي الأليم بشجاعة ،طياً لارجعة عنه، بل الإستفادة من دروسه القاسية والكارثية، التي خلّفها ونتّعظ بما حدث، فمعالجة المحتوى الطائفي أهم ألف مرة من معالجة المحتوى الهابط ،لصبيان ومراهقين وجهلة ،هذا جرس إنذار لجميع العراقيين، ودرس لنا في مواجهة الخطر، وتقديم الأخطر على الخطير،فلن يرحمَنا التأريخ ولن ترحمنا أجياله ولن يبقى الحال كما هو الحال فكل حال يزول بأسبابه وتداعياته وعلينا عيش اللحظة بزمنها ، (كل مضى الى غايته لاتقل شئنا ان الله شاء)، علينا دعم أي جهد ومقترح وورقة عمل من أية جهة وأي حزب وشخصية ، لمواجهة المحتوى الطائفي الذي يطلّ برأسه مرة أخرى في العراق…