الخطر الايراني في الشرق الاوسط،اصبح ظاهرة في المجتمع الدولي وعبئا عليه،بعد ان افصحت طهران عن مشروعها الكوني الديني التوسعي في اقامة امبراطورية فارسية صفوية،عاصمتها بغداد،وهذا تجسد في ما تعيشه الدول العربية التي تقع تحت النفوذ العسكري والديني والسيطرة الايرانية ،ونقصد بها العراق ولبنان وسوريا وأخيرا اليمن ،وتصريحات القادة الايرانيون علنية ومباشرة ،ولا تحتاج الى سرد فالكل يعرفها وسمع بها،لذلك جاءت تصريحات جون كيري وزير الخارجية الامريكية امس ،لتضع المنطقة كلها بمواجهة الخطر الايراني وتطويقه وتفكيكه وإفشاله،لما له من خطر داهم وكارثي على مستقبل المنطقة كلها،وهكذا قال كيري(لن نسمح لإيران بتهديد مصالح حلفائنا في المنطقة ،ولن نقف مكتوفي الايدي امام الخطر والتهديد الايراني لحلفائنا في الشرق الاوسط)،يأتي تصريح جون كيري،بعد انطلاق عاصفة الحزم العربي ،التي استشعرت هذا الخطر السرطاني الايراني ،وأرادت ان تضع له حدا ،وتعيد للأمة العربية كرامتها المهدورة منذ عقود،بقيادة المملكة العربية السعودية وعشر دول عربية اخرى محورية مهمة تأتي في مقدمتها مصر قاهرة المعز والإمارات والأردن وقطر ،وبمباركة ودعم مادي وسياسي وعسكري امريكا وبريطانيا وفرنسا ،فيما انضم الى هذا التحالف العربي ضد التطلعات الايرانية وتدخلاتها في شؤون الدول العربية تركيا والباكستان،فالباكستان وضعت كل قدراتها التكنولوجية والعسكرية واللوجستية وجيوشها تحت تصرف المملكة السعودية لكبح جماح طهران،فيما اشر اردوغان بوضوح وجرأة متناهية الخطر الايراني (ايران اصبحت تقلق تركيا لتدخلاتها في المنطقة وبارك عاصفة الحزم)،و(على ايران الانسحاب من العراق واليمن وسوريا ولبنان فورا)،واضعا ايران امام خيارين لا ثالث لهما ،اما مواجهة الحرب العالمية الثالثة بتحالف عربي وإقليمي ودولي ضدها او الانسحاب الفوري وعدم التدخل في الدول العربية ،وهذا الكلام جاء مباشرا ومحذرا في زيارته الاخيرة لطهران ،بعد تصريحاته الساخنة المزعجة لحكام طهران ،والذين لم يرحبوا بها لقسوة ما ابلغه لهم من قرار عالمي لإيران،فهل يلتزم حكام طهران بهذا التهديد ،أم سيركبون رأسهم ويذهبون الى الحرب الخاسرة ويتجرعوا كأس سم اخر،ونحن اهل العراق اكثر خبرة بعناد وحماقة الفرس في المواقف التي تتطلب الحكمة والتعقل ،ومع هذا ارسلت في ثاني يوم لزيارة اردوغان البوارج الحربية الى مضيق باب المندب ،لتزويد الميليشيات الحوثية بالسلاح والصواريخ والعتاد،وترسل اشارة واضحة الى العالم انها لا تبالي بما يصرح به الاخرون بل تمادت اكثر على لسان ولي الفقيه ومرشدها الاعلى خامنئي عندما شن خامنئي لاول مرة هجوما قويا جدا على السعودية متوعدا اياها وعاصفة الحزم واصفا اياها (بالعمل الاجرامي وانه سيمرغ انفها بالتراب) .
ان امريكا تصر ان تعيد رسم خارطة الشرق الاوسط على وفق مصالحها ومصالح حلفائها،ولهذا تدعم وبقوة عاصفة الحزم،وان المباحثات التي تجري في مجلس الامن يظهر دور موسكو المحوري المساند لإيران ،وتعمل على عدم ادانة ايران في تدخلها في اليمن ،وهذا يؤكد الصراع الدولي وحصر التحالفات بين اطراف بعينها هي روسيا وإيران والصين وسوريا،ضد التحالف الدولي والعربي ضد طهران،وفي خضم هذا الصراع ترسل ايران اشارات تطمينية الى العالم بدعوتها للتحالف العربي وعاصفة الحزم بتوقف عملياتها ضد الحوثيين واللجوء الى الحوار ،بعد ان حوصرت في برنامجها النووي التي ستوقعه مرغمة صاغرة في نهاية حزيران القادم،خاصة بعد تهديد اوباما المباشر لها حينما قال (اذا فشلت الاتفاقية النووية مع طهران سنذهب الى تدمير مفاعلاتها النووية وذلك بتحضير ضربة خاصة بقنابل صنعت خصيصا لها والتي تدعى(القنبلة الهائلة)،انا اعتقد ان ايران هي في اضعف حالاتها امام العالم وذلك عبر عدة معطيات منها(تدخلها في العراق واليمن وسوريا ولبنان او برنامجها النووي او المشاكل الداخلية التي اخذت تقض مضاجعها من مظاهرات للأقليات داخل ايران مثل ثورة الاحوازيين والبلوشستانيين وغيرهم ،اضافة الى معاناتها الكبيرة من قسوة العقوبات الدولية عليها وإفلاسها )،في وقت اصبحت ايران اضعف دول المنطقة عسكريا (سلاح قديم غير مؤثر وطائرات عاجزة عن حماية سماء طهران وجيش منهار وتسليح لا يمكن الاعتماد علية)،امام تسليح عسكري وترسانة عسكرية حديثة وجيوش كبيرة في المنطقة تفوق قدرات ايران العسكرية عشرات المرات عدة وتسليحا وتفوقا جويا ومعلوماتيا مثل الجيش المصري والسعودي والإماراتي والأردني،مما يجعلها في وضع لا تحسد عليه،اذن الان ايران وبفضل عاصفة الحزم ،اصبحت مطوقة من كل الجهات عسكريا وسياسيا وإعلاميا واقتصاديا من قبل تركيا والباكستان والسعودية والإمارات وقطر والأردن ومصر،وقد اصبحت عاصفة الحزم محطة فاصلة بين مرحلتين ،مرحلة ما قبل عاصفة الحزم ومرحلة ما بعد عاصفة الحزم،وفيها اصبح الخطر الايراني مقيدا،وقد قلمت عاصفة الحزم براثنه،وخطره على مستقبل المنطقة،انا اعتقد ان الخطر الايراني ،بعد الصحوة العربية والدعم الدولي والإقليمي قد اصبح من الماضي