19 ديسمبر، 2024 3:27 ص

هل معرفة الله تعالى بالغناء الديني أو الغناء الصوفي أو الإيقاع المتعدد الأنواع من تمايل بالرأس أو الجسم يمينا ويسارا تصل بك إلى معرفة الله تعالى أو السمو بك إلى الحضرة الإلهية الجليلة المقدسة لتكون قريبا منه . لقد انتشرت ثقافة الحفلات الصوفية والتجمعات المحتشدة تُنشد الشعر الديني ( الصوفي ) المرتبط بالروح والعشق الإلهي بحجة ممارسة هذه الشعائر تصل بك إلى حب الله أكثر وتقربك زلفا بالروح والجسد سويا انتشرت هذه المجالس وبطرق وأشكال من متعددة في بلدان العالم الإسلامي وبطريق ملفتة للنظر في مهرجانات صغيرة وكبيرة مع الرقصات والشعر الذي يطلق عليه بالديني المتصوف الذي يتغزل بحب الله تعالى وصفاته المقدسة ونعيمه يصاحبها الإيقاع والرقص الجسدي بفنون مقيدة كلها تصب في بودقة ما يسمى بالتصوف فهل الرقص والتمايل وهز الرأس على جانبيه وتعذيب الجسم واللف والدوران وهذا التبذير وإهدار الوقت يصل بنا إلى محبة الله تعالى ومعرفة الذات المقدسة وحقيقتها وكنهها . فقد وصلت المرحلة بنا إلى غناء بعض الآيات القرآنية الكريمة على أنغام متداولة وألحان ومقامات غنائية للحصول على أعذب الأصوات للآيات والكلمات على حساب معناها وفهم مضمونها بحيث أصبح الافتنان بأداء ولحن القارئ أكثر من التفكر والتدبر الذي أراده الله تعالى من قراءة القران وحفظه والعمل به وإيصالها إلى مسامع المتلقي المسلم والغير مسلم بطريقة جمالية وخلابة تأخذ وتأسر أُذن وذوق المستمع لها . لكن الحقيقة الغائبة عن أذهان المسلمين هو في هذا الفعل الابتعاد عن الله وعن دستوره ودراسة منهجه ومكنوناته التي نحتاج فيها التأمل والبحث في إدراكها والوقوف على عظمتها حتى نصل إليه علميا وحسيا وعقائديا وعظمة ذاته المقدسة ومعرفة أسباب نزول الدستور وتفسيره بالطرق الصحيحة وتصحيح ما شاب مسار تطبيقه وفهمه في الوقت الحاضر والسابق والابتعاد عن بيانه وتبيانه للمسلمين وللبشرية جمعاء بحيث تركوا الدستور الإسلامي السماوي ( القرآن الكريم ) والسنة النبوية الشريفة الحقيقية المزورة والمتطاول عليها وجوهر الإسلام وانشغلوا بمظهره حتى أصبح ( القرآن ) قلادة يُعلق في هذا المكان أو ذاك ليزينه كالمزهرية أو التحفة الجميلة يوضع في البيت أو الجامع أو المسجد أو السيارة كهوية أسلامية ليس إلا . أن الابتعاد عن إعادة تفسير آيات القرآن التي فُسرت في عصر تملئه العقليات القاصرة والمنحرفة والصراعات الفكرية والسياسية المتناحرة في عصرها وعصرنا الحالي والبعيدة كل البعد عن واقعنا المليء بالعقد النفسية والاجتماعية والأسرية والسياسية حيث شكك الكثير من العالم والمسلمين به وعزف الكثير منهم عنه وهذا يقلق ويدق ناقوس الخطر والتخوف على الدين الإسلامي وفكره الذي يُسرق أمام أعيننا بشكل خطير ومخيف إذا لم يتصرف المنصفون والعلماء ورجال الدين ليضعوا أصبعهم على الجرح النازف للإسلام وتصحيح سنته وتفسير نصوصها بطريقة مطابقة للعلم وتطورات التكنلوجيا المرتبطة بالسماء والكون الذي ذكرها القرآن بين طياته كحقائق علمية يستفاد منها البشر لتطوره وتنوير عقله على مر العصور حتى قيام الساعة ويرث الله الأرض ومن عليها

أحدث المقالات

أحدث المقالات