19 ديسمبر، 2024 9:32 م

كيف نعالج قضية المراهقين

كيف نعالج قضية المراهقين

موضوع معالجة أبناءنا المراهقين في هذه الفترة التي تزخر بعدة فرص جديدة للانحراف مسالة جديرة بدراسة خطط جديدة يمكن من خلالها مساعدة هؤلاء الابناء من اجتياز فترة المراهقة الصعبة المليئة بالمتغيرات التي تؤثر على مستقبلهم وتبقى كثير من سلبياتها متعلقة بنفوسهم …

كتبت هذا الموضوع بعد نداء وجهه احد الأخوة من اهالي ديالى مستعينا بي ان اساعده في تقديم مشورة مدروسة متكاملة , حيث قال ان ولده ما صار يسمع كلامه ولا كلام امه .. وهذه الحالة طبيعية جدا , لاننا يجب ان نعرف اولا بتفصيل دقيق مراحل عمر الانمسان , وان نعرف ان فترة المراهقة التي تمتد من 12 الى 21 سنة تكون فيها تحولات كبيرة فسيولوجيه وفكريه , وانفتاح وتوسع في عقلية المراهق , مما يعتد بنفسه انه وصل الى مرحلة التكامل والاعتماد على النفس … لذا يجب اتباع بعض الخطوات لعلها ان تؤثر بالنتائج .

1- يشعر اغلب المراهقين خاصة الذكور في مجتمعنا الشرقي باستقلالية في رايه , ويتصور انه يمكنه ان يشق طريقه بنفسه دون مساعدة الأهل ونصائحهم ..

2- يشعر المراهق ان النصح الذي يقدمه ابواه هو نوع من انواع التدخل في القضايا الخاصة به .. مما يشكل التكرار بالنصح سدا نفسيا دون قبول أي نصيحة من ابيه وامه ..

3- يعتبر المراهق ان اقرب الناس اليه في هذه الفترة هم أصدقاءه واقرانه , ويتاثر بهم وبكلامهم اكثر من تاثره بنصيحة الابوين والاقرباء .. فتكون الايحاءات في الغالب متاثرة بالتقليد ..

4- في هذه الفترة وبعد سقوط النظام عام 2003 طرأ تغير كبير على طبيعة المجتمع العراقي من خلال اجهزة التواصل الاجتماعي والبرامج التي يقتنيها الشباب والكبار والصغار , فتكون الايحاءات الجديدة في الغالب من خارج الحدود , وهذا واضح من خلال قصات الشعر والملابس التي لا يعرفها الشباب قبل عشرين عاما .. ولو قلت لي ان هناك حالة ظهرت في السبعينات والثمانينات بتقليد الممثلين الاجانب بقصات الشعر والملابس الر جالية والنسائية { خنافس وجارلس } الا ان ذلك التقليد كان محدودا , ولم يكن بتلاقح الافكار بشكل دقيق ويومي ..

5- ضعف الأسلوب التربوي وعدم دراسة الحالة النفسية من الوالدين للشباب حيث يحاول بعضهم ان يستخدم تراكم الخبرة عنده لمعالجة المستحدثات التي يراها الابوان انها انحراف .. وهذا يويد الطين بله , ويجعل النصائح تنتهي بالضرب او بالاهانة, وهذه كارثة كبيرة يشعر بها المراهق . واحباط كبير عند الابوين .. مما يعني اننا بحاجة الى اسلوب جديد يتماشى مع المرحلة الجديدة . وهي

أ‌- الاعتقاد الجازم ان نقل المراهق الى ما يصبوا اليه الاب او الام الى السيرة التي كان عليها الابوان يعتبر من الامور المستحيلة , ولذا انصح ان يتنازل الاب عن بعض الاحكام الجاهزة التي يريد تطبيقها على ابنه خوفا ان تؤدي الى نتائج غير مدروسة وكارثية ..

ب‌- محاولة التقرب والتودد الى الابن او البنت المراهقة ومحاولة كسب ودها واحترامها بالشكل اللائق بما يؤدي الى عدم النفرة من النصائح وسيل الاتهامات والتقريع .. ولا باس من التنازل عن بعض الثوابت التي كان عليها الابوان اجتماعيا بما لا يؤدي الى خلل في المنظومة الاخلاقية , وحصر الموضوع بقصة الشعر وارتداء الثياب , ولبس احزمه واوار وقلائد في الرقبة ..

ت‌- ان فترة المراهقة هي في اغلب الاحوال تنتهي بعمر 21 سنة عندها يعزب المراهق عن حالاته الت كان يصر عليها قبل شبابه .. فتكون في نظره مرحلة وانتهت وبدا بعمر جديد وعقلية اوسع واكثر واقعية فهو يحاول تلك الفترة معرفة مستقبله وتكوين بيت وعائلة .. وهذا تقدم كبير منه ..

ث‌- على الابوين مراقبة اصدقاء المراهق كثيرا لانهم هم اساس الانحراف والفساد الاخلاقي , ولو ثبت ان الشلة التي يسايرهم من ذوي الاخلاق المنحرفة , عليه ان يتدخل بشكل اقوى للمتابعة ومنعه من اصدقاء السوء مهما كلف الامر , لان السكوت عنه يعني ضياعه وانحرافه ..

ج‌- قد تختلف منطقة عن منطقة اخرى , ومدينة عن مدينة , فتكون النصائح التي تنجح مع المراهق في المنطقة سين لا تصلح في المنطقة جيم .. وهذا الامر متروك للاباء ان يقدروه …

ح‌- وأخيرا أخاطب أبنائي المراهقين مراجعة هذا المقال لعلهم يزيدوني معرفة بما يعانونه من الاهل والله ولي التوفيق ……

المسئولية :… ربما ترين ابنك مهما كبر صغير بعينك . الحقيقة أنه ليس كذلك، المراهق على الأخص يرى ويدرك أنه أصبح كبير بما يكفي ليتحمل مسئولية نفسه في كثير من الأمور. كوني ذكية واسمحي له بتحمل مسئوليات يمكنه تحملها، واسأليه عنها. سوف يقدر لك ثقتك فيه، ومن ناحية أخرى، يتعلم كيف يتحمل المسئولية.

٢- الاحترام :.. عامل ابنك باحترام، يعاملك باحترام. عامل الجميع باحترام، تُعلمي ان ابنك يتعامل باحترام مع الجميع أيضا. هي قواعد سهلة وبسيطة ومريحة.. فقط تمسكي بها. لا تسمحي لنفسك أن تشتميه ، أو تحرجيه أمام الآخرين.

حدود واضحة:.. ما الذي يخلق الصراع بين الآباء والأبناء؟ إما أن تكون الحدود والقواعد ظالمة أو انها غير واضحة. يجب أن تكوني محددة وصريحة عندما تضعين القواعد بحيث لا تقبل معنيين ولا تسمح لحدوث سوء فهم. تذكري أن المراهقين أذكياء جدا في إيجاد منافذ في تلك القواعد! اخي العزيز … اختي العزيزة : كبر ابنك.. تغير. وسوف يتغير أكثر وأكثر، وكل شهر يمر يتغير، ويتبدل، ويفكر في مليون شىء، ويرغب في تعلم ألف شىء، ويترك ألف شىء. عليك أن تتقبلي فكرة التغير حتى تستطيعين التعامل معها وتصبحين أما رائعة لمراهق رائع. … لست وحدك تربين ابنك وتؤثرين فيه. هناك أصدقاءه، ومدرسته، والشارع، والتلفزيون، والإنترنت… لا أقول لك احبسي ابنك وامنعيه من كل هذا. على العكس، تقبلي هذه الحقيقة وتعاملي معها، احميه حقا بأن تكوني منفتحة على كل ما يتأثر به ابنك. وإذا كنت ترفضين شىء عليك التعامل بحذر وذكاء.. المنع ليس حلا، وبالتأكيد ليس لإبن في مرحلة المراهقة. …. وهناك جهة مهمة تنافسك في الاستحواذ عليه هم … الأصدقاء الصداقة مهمة في حياة المراهقين. ذلك لأن المراهق يهمه جدا أن يكون مقبولا من أصدقاءه وبالتالي يتأثر بهم حتى ينال إعجابهم. ربي ابنك منذ صغره على الاستقلال والثقة بالنفس حتى يكون واعيا عندما يتعامل مع أصدقاءه ويستطيع أن يقول بسهولة “لا”، وحتى يقتصر الأمر على صداقة جيدة تثري وقته وعقله ولا تغير فيه للأسوأ. واخيرا موضوع الثقة :….. أعرف أن الثقة قد تختلف درجتها من ابن لآخر، حسب ما ترى الأم من اندفاع وتهور من إبن، أو تعقل وحرص من إبن آخر. ولكن ابدأي بالثقة أولا، ثقي بإبنك واحرصي على أن يصله أنك تثقين به. عندما يشعر ابنك أن تثقين فيه سوف يعمل جاهدا ليكون عند حسن ظنك به ولا يفقد ثقتك أبدا. إقرأي المزيد عن الثقة في مواقفه معك ليراك امه وصديقته فيسمعك ..

. عندما يأتي إليك ابنك يطلب منك النصيحة أو المساعدة، اعرضي عليه ما تفكرين فيه، واتركي له القرار في النهاية. لا تتشبثي بأن ينفذ اقتراحك بحذافيرها. كوني بجانبه دائما. إقرئي حالته وخطورة الحماية الزائدة له ليكن بينكما حوار دائم، حكايات متبادلة، أخبار، مناقشات.. ونشاطات مشتركة. كوني موجودة في حياة ابنك كطرف يتكلم معه ولا تعبريه طرفا يتلقى الاوامر وملزم بتطبيقها ..

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات