23 نوفمبر، 2024 12:22 ص
Search
Close this search box.

كيف نصنع إرهابيا على سنة الله ورسوله؟

كيف نصنع إرهابيا على سنة الله ورسوله؟

في المشهد الإعلامي والسياسي سؤال يثار؛ ومسكوت عنه هو:
 هل ممكن أن نصنع من الشخص إرهابي على سنة الله والمختار؟
عندما كنت في اسكتلندة(أروع شعب شاهدته) التقيت بمحامي تونسي ضليع بالمحاماة، اقام دعوى على الحكومة التونسية لان موكله طالب الماجستير اصبح إرهابي ومنتمي للقاعدة بسبب ضعف البرامج الثقافية والترفيهية والدينية التي تجعل الشباب يبتعدون عن الانضمام الى هذه التنظيمات التي تستدرج العقول لتؤمن بأفكارها، والدعوى كان لها صدى في تونس وتم نظر الدعوى من محكمة عليا، حيث حملت المحكمة الحكومة مسؤولية ذلك وبرأت موكله وعلى اثرها تم تهديده من قبل أجهزة علي زين العابدين ولجؤه الى بريطانيا، وتذكرت تلك الواقعة وانا اقرا ما كتبه المفكر اياد جمال الدين على صفحته في التويتر مؤخرا؛ عندما قال: ( لماذا يفرض على سنة العراق احد الامرين، اما زعامة خامنئي او زعامة أبو بكر البغدادي؛ لماذا تدفعون السنة العراقيين لأحضان داعش) وربطت هذا القول مع عدة ممارسات تصدر من الحكومة تدفع بالمواطن ان ينتمي للتنظيمات الإرهابية او يؤيدها او مقاتل في صفوفها؛ لإيمانه ان في ذلك باب من أبواب الدفاع عن العرض والمال والأرض المُقًر بها شرعا؛ بسبب ما يتعرض له من ممارسات وتصرفات من أجهزة امنية في كثير من مفاصلها لم تكن الا عدو للمواطن خاصة في المحافظات المحتلة من داعش مما ولد شعور عارم لدى غالبية شبابها ورجالها وشيوخها بان لا يقدموا المساعدة لهذه القوات بل سعو الى مقاتلتها في أحيان كثيرة والى استعدائها  وتذكرت ما قاله الفريق قائد عمليات نينوى الغراوي: ان (70 بالمئة من اهل الموصل لا يحب الجيش وكان يسميه جيش المالكي ) فقال نجم الربيعي: (لأنكم ضوكتوهم المر اليس كذلك)، وهذا ما أكده السيد وزير الدفاع السابق في مستهل تبريره هزيمة الجيش العراقي في الموصل “بانه لا توجد حواضن للجيش العراقي في المحافظات السنية”، وسأذكر هنا بعض الممارسات التي دفعت بشباب كثيرين بان تجعل من الانضمام الى داعش عمل حلال شرعا وفيه باب من أبواب الجهاد، وان يكون إرهابي على سنة الله ورسوله وفق معتقداتهم؛ وسأستخدم عبارة الوسط السني من باب تسمية الأمور بمسمياتها، ومن خلال ما يلي:
أولا: الممارسات اثناء وجود القوات المحتلة:  
يعرف الجميع، عراقيين وأمريكيين، أن جماهير الرمادي وتكريت وسامراء والموصل وديالى صفقت لسقوط النظام الديكتاتوري السابق، ولم تطلق رصاصة واحدة في هذه المدن على قوات الاحتلال، أملا في أن يرحل الاحتلال سريعا، ولكن أجواء الانتقام والتهميش والقمع والاضطهاد التي اوجدتها قوات الاحتلال والمتعاونين معها وسياسة الملفات الكيدية ومحاكمة الرجال كمجرمين وإرهابيين؛ منحت عصابات الزرقاوي وباقي شلة الإرهابيين فرصا ذهبية لاستثمار حالة الإحباط والإحساس بالظلم في الشارع السني، ويمكن القول إنها وحدها التي تتحمل مسؤولية ظهور مئات من المتطرفين إرهابيين سنة لا يقلون عن المليشيات عنفا ودموية وهمجية.
ثانيا: الممارسات بعد رحيل قوات الاحتلال:
الف- حرصت داعش على استثمار حالة الاحتقان لدى الشارع السني عموماً والشارع الموصلي والانباري بشكل استثنائي بسبب سياسة الإقصاء والتهميش والتمييز بين مكونات الشعب العراقي التي انتهجتها الحكومة المركزية خاصة ً فيما يتعلق بقضايا المداهمات لليلية والاعتقالات العشوائية ويرافقها اهانات وتكسير اثاث واعتداءات لفظية وضرب واستخدام المخبر السري بطريقة تعسفيه مما نجم عن ذلك الاف المعتقلين(نساء ورجال) البعض منهم تعرض لتعذيب قاسي وحرموا من أبسط مقومات الحياة، مما خلق منهم من يعتقد بان العمل مع داعش وغيرها من تنظيمات مسلحة عمل لدفع الأذى عن نفسه وماله وعرضه.
باء- يعتقد الكثير من أبناء المكون السُنَّي إلى أنَّ الدولة الإسلامية تقتل فقط من يقاتلها، أو يساعد على قتالها، أو يدخل في العملية السياسية، أو ينتسب للشرطة والجيش، اما الميليشيات فهي تقتل عموم السُنَّة، وعلى الهوية وتحرق الجثث وتعلقها، وتهدم المساجد السُنّية وتقتل مصليها وتفجر وتحرق المنازل وتستولي على أموالهم وممتلكاتهم، مما أدى الى لجوء الشباب السُنّي المسلح إلى لقاء اضطراري مع الجماعات المسلحة الموصوفة بالتشدد، أو التطرف، من بينها وأهمها تنظيم الدولة الإسلامية الارهابي، واعتبروه الاحتمال الأقرب إلى الواقع، وهو خيار اعتبروه يعتمد على استمرار سياسات الحكومة الانتقامية ضدّ السُنَّة، والسُنَّة ليسوا مستعدين اليوم للتعاون مع الدولة العراقية ضدّ الدولة الإسلامية الإرهابية إلاَّ من قبل قلة منهم لأغراض شخصية، أو دفاعا عن أنفسهم من تهديدات الدولة الإسلامية(هذا الاعتقاد السائد وهو كارثي).
جيم- بين تهميش وإذلال وإقصاء من قبل الحكومة وقتل وخطف وابتزاز المستشري  في الوسط السني؛ دون أن تتمكن السلطة التنفيذية من توفير الأمن والأمان الذي أصبح حلماً منشوداً يستحيلُ تحقيقه، مما عزز من حالة الغليان، وأيضا هناك الاستفزازات المتواصلة العمدية من بعض منتسبي الأجهزة الأمنية، لذا؛ كانت عيون أهل الوسط السني خصوصا نينوى والانبار ترنو صوب المُنقِذ أياً كان خاصة بعد تعسف قسم من العسكر وامتهانهم لكرامة المواطن الأمر الذي انقلب وبالاً على المدينة التي يتواجدون فيها وأهلها، مما أثار الحنق والامتعاض الشديدين وتفاجئ الجميع في يوم السبت 7 حزيران 2014 باستيلاء الإرهابيين من داعش على نينوى، رغم كثرت تعداد القطعات العسكرية، مما جعل أهالي المحافظات المحتلة تعلوا افكارهم وتسودهم انطباعات أن (الدولة الإسلامية) تُمثل ُحبل النجاة أو الملاذ الذي يدفع عنهم شبح الموت والهلاك خاصة إذا ما أدركنا أن كل أطراف الصراع تنظر إلى (داعش) أنها تُمثل المسلمين العرب السُنَة حصراً؛ مما قوى شوكة داعش وأصبح الرجل من الوسط السني في هذه المحافظات يعتبر القتال مع داعش اثوب وتحت مبدأ (الصلاة مع علي اثوب والاكل مع معاوية ادسم)؛ فأصبحت هذه المحافظات عصية على القوات الأمنية وصًعْبً مهمتها وادى الى خسائر اكبر في صفوف القوات المسلحة.
دال- إنَ نينوى وأهلها يعيشون تحت وطأة هاجسٍ مروع وكابوس يقُض المضاجع وهو رد فعل حكومة المركز وتحميلها لأهل نينوى وزر هزيمة الجيش واندحاره في معركة لم تستمر لأكثر من أربعة أيام أمام 200 مقاتل فقط من (داعش) فقد لمس أهل الموصل جانب من ردة الفعل من خلال قصف الطائرات الحربية والمسَيرة التي كانت البيوت والأهالي والمستشفيات أهدافاً لصواريخها ناهيك عن البراميل المتفجرة التي كانت تتهاوى على الأحياء السكنية، وما رافق ذلك من جرائم صدرت من بعض المحسوبين على الحشد الشعبي، مع أهل السنة على أساس أنهم دواعش، وإن لم يبايعوا البغدادي، وإن لم يفكروا بالانتماء إلى تنظيمه، وإلا كيف نفسر أن يصرح بعض القادة أن كل من بقي في الفلوجة إرهابيون ودواعش؟ كيف نفسر حملة القصف الجوي والمدفعي والصاروخي على الفلوجة، وهناك أكثر من 50 ألف مدني ما زالوا يعيشون في المدينة، بعد أن فضلوا نار البغدادي وتنظيمه على العبور او الانتظار على جسر بزيبز التي قضى على مشارفه العشرات؛ مما جعل أهالي الموصل وبعدها الانبار؛ ان يفكروا مليا بانه؛ إذا استعاد الجيش السيطرة على مناطقهم فإنه لن يُبقي ولا يذر، كما وصف الأمر أحد الشيوخ فقال: (ستكون رجعة الجيش إلى الموصل مثل رجعة الهندر) فإذا أفلت المشغل الهندر فإما أن يضرب وجهه أو يكسر أحد أصابعه او يعوقه.
هاء-إن اغلب المتابعين لما يحدث في المناطق المحتلة من داعش ينظر إلى ما جرى على أنه حرب أهليه (شيعية سُنية) شيعيةٌ متمثلة بالقوات الحكومية ومن التحق بها وسُنيةٌ باعتبار أن (داعش) تـُمثل سُنَة العراق والتنظيم المدافع عن مظلومية أهل السُنَة والجماعة، على الأقل كما يسوق في الاعلام، مما جعل التنظيم الإرهابي يسخر ماكنته الإعلامية والتي يصاحبها كثير من التصريحات والممارسات التي تصب في نفس الاتجاه، بانكم يا أهالي هذه المناطق عليكم الجهاد ضد هؤلاء.
زاء- في رؤية لاحد الوجهاء الاكاديميين في الرمادي، ذكر، في القضاء مصطلح (الظرف المخفف)، فالجريمة التي ترتكب مع سبق الإصرار والترصد تختلف عن الجريمة ذاتها إذا ارتكبت في ظرف اعتيادي، وإذا صحّ تطبيق هذه القاعدة على العمليات الإرهابية لأبناء المكون السني (ولو اردنا الاستشهاد بالقرار الذي اتخذه القضاء التونسي) سنجد ان هناك عذر مخفف يجب استخدامه عند اصدار الاحكام في هذا الارهاب، فأبناء المحافظات المحتلة من داعش، يعيشون تحت الضغوط الثقيلة التي تضيّق أمامهم خيارات الحل، فكلما جرّبوا طريقا أو سلكوا مسلكا واجهتهم الأبواب الموصدة، والرسالة التي يتسلّمونها بعد كل تجربة أنهم مرفوضون يحملون السلاح أو يحملون غصن الزيتون، تُركوا في الآخر ليواجهوا مصيرهم بين مطرقة (ماعش) وسندان (داعش)، ووفق خطوات مدروسة للتغرير بالشباب السنّي ودفعهم دفعا على طريق الإرهاب المشروع كما يعتقدون.
حاء: لو لم تقتحم الحكومة السابقة خيم المعتصمين وتعتقل أو تقتل متظاهريها، لما تسلل داعش في هذه المحافظات، ولما استطاع أن يقوى وينتشر ويصبح الكابوس الذي ينذر الدنيا كلها بالويل والثبور لسنوات قادمة، ولما سقطت الموصل والرمادي، ولما تسللت قوافل القتلة والطائفيين من أفغانستان وإيران، ومن كل بقاع الدنيا الواسعة، لقتال داعش أو للقتال معه، ولما ظهرت مشكلة النازحين الهاربين من داعش، ولما منعتهم الحكومة من دخول العاصمة الا بكفيل، ولما ظهرت أكذوبة تسليح عشائر السنة لمقاتلة داعش، ولما طـُرد أهالي مدن عديدة في ديالى وصلاح الدين والأنبار من ديارهم، ولم يسمح بعودتهم، حتى بعد تحريرها من الداعشيين، وقال رئيس مجلس النواب “…قد تتغلب اولوية الكرامة على الحياة حين يصبح الحر على محك الاختيار”،  وعبر الجبوري عن خشيته من ان يصل النازحون الى مقارنة بين اختيارين احدهما أمرُ من الاخر وهما البقاء في ذُل النزوح او العودة الى بطش داعش.. محذراً من ان “البعض ربما يصل الى خيار يغلّب الكرامة على الحياة حين يدرك ان الموت بسيوف داعش اهون عليه من تجرع ذُل النزوح حين تكون بناتنا وحرائرنا امام هوان طوابير ورجالنا امام طوابير فتات ما توزعه الجمعيات الخيرية لتكون أيديهم السفلى بعد ان كانت عليا”.
مما جعل النازحين الهاربين يعتقدون بأنهم مواطنين من الدرجة الثانية ورافق ذلك سكوت من كافة المرجعيات السياسية والدينية؛ جعل من اكثرهم يفضل العودة الى الانبار والقتال الى جانب داعش وأعطى لذلك الامر اجتهادات نتيجتها بان ذلك حلال تحت تقدير الخطر الأشد الذي عليهم أن يدفعوه بالخطر الأخف، ومعناها دفع المزيد من الشباب إلى التطرف، وزيادة رصيد دولة أبو بكر البغدادي الإرهابية.
طاء – يعتقد أهالي المحافظات المحتلة من داعش، انهم لم يحملوا السلاح من أجل غاية سياسية، ولا ليفرضوا رؤيتهم على الحكومة، ولا للانتقام من طائفة أو حزب أو تيار، إنهم يدافعون عن أنفسهم وأهليهم ومساجدهم فقط، بوجه أجهزة امنية وجيش متشكل من لون واحد ليس لهم فيه نصيب ويأتمر بإمرة غير مهنية وطائفية أحيانا؛ قد صادرت رسالته ومهنيته، فلم يعد جيشا يدافع عن الأوطان بل أصبح أداة بيد رئيس الوزراء يصفي به منافسيه ويؤدب به مخالفيه، واغتصب بعضا من عناصر الأجهزة الأمنية نسائه في السجون،  ويسمع بأذنيه شتيمة الخلفاء الراشدين (أبي بكر وعمر رض الله عنهم) في كل مكان، والنيل من ام المؤمنين وغيرها من ممارسات طائفية واضحة ولا تحتاج الى استنتاج بانها ممنهجة وورائها اجندة إقليمية لا تمثل شيعة اهل العراق العروبيين الاصلاء، فهذه الإفرازات من المفاسد والمظالم، جعلت من رجال هذه المحافظات لا يفكر ان يكون مع الدولة وبخاصة، لاحظت الكثير منهم قد ايقن ان قسم من جيش الدولة والقوات غير الرسمية المنضوية معه تسبه وتلعنه وتستهزأ بمعتقداته وتحرق مسكنه وقد تقتله تحت اتهامات حواضن لداعش واخرها ما صرح به احد قادة الحشد الشعبي بان الفلوجة عش الخونة والمجرمين وقد طالعتنا عشرات الأفلام والشهادات التي تؤسس لتلك الممارسات، فكيف يكون مع الدولة والقائد العام للقوات المسلحة الذي يشبه الصراع كالذي دار بين معسكر الحسين ومعسكر يزيد! هل يوجد في العالم رئيس حكومة يقسّم شعبه تحت لافتتين لا يمكن أن يلتقيا أبدا؟ مع العلم لم أعرف شخصا واحدا في المكون السني اسمه يزيد، مع أنه اسم عربي شائع، بينما تجد اسم علي وحسن وحسين منتشر في الوسط السنّي، فلماذا يسمي أهل السنة أولادهم بأسماء أعدائهم ولا يسمونهم بأسماء أوليائهم؟  ان تلك الممارسات جعلت منه إرهابي في سبيل الله حسب ما يعتقد.
كاف- يعتقد أبناء المكون السني انهم لا قيمة لهم في ظل اي حكومة فمن لا تقتله يد الارهاب الداعشي تقتله يد الارهاب السياسي من خلال زجه في سجون ليعاني الغربة والتعذيب النفسي ومن ثم المرض كي يموت وهو يعاني، وهو يعتقد أيضا ان القتل على يد الارهاب السياسي لهو اشد وافتك من الموت على يد العصابات الارهابية المتمثلة بداعش ومن خلفها، ولذلك فان المواطنين في هذه المحافظات وقعوا  بين “داعش” التي قامت وتقوم بقتل كل من يرفض إعلان البيعة لخليفتهم من رؤساء وشيوخ العشائر وكل من يرفض الرضوخ لأوامرهم وتهجير الغالبية العظمى من الأهالي؛ ليلجئوا إلى العراء تحت الحر اللاهب او  مخيمات بائسة؛ مما جعل الكثيرين يفضل البقاء مضطرين في مدنهم وقراهم وبعد أن رأوا معاناة اللاجئين في الخيام ولعدم قدرتهم المادية على تأجير مساكن لهم ولعائلاتهم، ففضلوا البقاء في مساكنهم وتحمل كافة النتائج التي قد تترتب على ذلك، أي فضلوا الموت على الهجرة إلى المخيمات، وهذا معناه أحيانا قتال رجالهم  مع داعش.
لام-  قطع الحكومة لرواتب جميع أرباب المعاشات والموظفين والأطباء والمعلمين والممرضين والشرطة والعاملين بالشركات المملوكة للدولة في المناطق المحتلة من داعش، وهذا القرار تجعل هؤلاء يفكرون  في ان ذلك القرار قطع آخر صلة رسمية تربطهم ببغداد، فاذا كانت الحكومة تهدف بحرمان تنظيم داعش من شريان دخل كانوا ينهلون منه لتمويل أعمالهم الإرهابية لكن هذا جعل السكان أكثر إحباطا وابتعادا عن حكومة يشعر كثيرون أنها تخلت عنهم، وبالتالي الارتماء بأحضان داعش، ولو اردنا ترجيح المصالح سنجد ان المصلحة تكون مع عدم قطع الرواتب لان داعش لن يؤثر عليه ذلك كثيرا لتنوع مصادر تمويله.
هذا ما جعل الناس(بنظرهم) تبحث عن مأوى أمن يجنبها بطش قسم من الجيش والشرطة والقوات الأمنية والميليشيات فلجئت الى داعش معتبرتها أهون الشرين كي تحمي نفسها من القتل وعرضها من الهتك، فكانت هذه التصرفات وهذه المهازل تمنح داعش أسباب البقاء، وتمدها كل يوم بعشرات ومئات من المناصرين، والمبرر الشرعي لهؤلاء الناس بان يلتحقوا بظالم وسفاح ومجرم خوفا من بطش الاظلم والاشرس والاجرم.
 والعرب السنة يعتقدون لم يُعد لهم أرضٌ تقلهم ولا سماء تظلهم وأصبح من العسير عليهم الانضمام إلى القطعات العسكرية من الجيش والشرطة إما لاتهامهم بالإرهاب أو الوهابية أو النواصب أو البعثية من جهة.
وأخيرا، ان مضمون المقال سطرت فيه جملة معتقدات وتجارب وحوارات؛ نقلتها بأمانة، عسى ان تكون وسيلة لدرأ المخاطر والمفاسد وجلب المصالح.
ونختم مقالنا في قول رائع للامام الشهيد الحسين(عليه السلام):
 {الناس عبيد الدنيا والدين لعق على لسانهم يدورنه ما دارات معائشهم فاذا محصوا للبلاء قل الديانون}.

أحدث المقالات

أحدث المقالات