18 ديسمبر، 2024 6:44 م

كيف نجعل الترفيه جذاباً؟

كيف نجعل الترفيه جذاباً؟

ما يظهر من نشاط هيئة الترفيه، وهي جزء من الرؤية، أن لا رؤية لديها، أو أن رؤيتها ضيقة كمن ينظر من خلال أنبوب، ربما هي تعيش في الافتراضي أكثر من وعيها للواقع. وكنت كتبت أن التحدي الحقيقي لهيئة الترفيه هو بناء النموذج الخاص بنا، الذي يتوافق مع الاحتياجات ويطورها، ولا يتصادم مع الثوابت أو يشي بذلك.
أما أن تتبنى أو تستورد الهيئة «ظواهر وثقافات» خارجية لتعيد إنتاجها في الداخل، فهذا خطأ ربما يعجل بإعلان فشل الهيئة، نعم قد تكون هناك فئات متأثرة بهذه الظواهر «موسيقية كانت أو احتفالية لها أساسات في مجتمعاتها الأصلية»، إلا أن تلك الفئة منا محدودة، لها حق في حب ما ترى أنها تستمتع به، وليس من حق هيئة الترفيه أن تعمم وتتبنى ذلك، ولا يصح لها كجهة حكومية أن تتحول إلى رافعة له فقط لأنه متوفّر وفي المتناول. ثم إن «الشهرة» الأجنبية في حقول الترفيه لأشخاص أو فرق لا تعني مناسبتها، التحدي في القدرة على الانتقاء، كما يجب الوعي هنا بالاختلافات الجوهرية، إذا كان العزم أخذ تجربة دبي كنموذج فلا بد أن يؤخذ في الحسبان أن الأخيرة تقدم فعالياتها لنسبة كبيرة من الأجانب هي الغالبية العظمى على السكان هناك، يضاف إليهم سياح من مختلف بلاد العالم. ثم إن كثرة الحضور لا تعني نجاحاً، اللهم إلا من الزاوية التجارية البحتة لمتعهدي جلب هذه الفعاليات، التجمهر في مجتمعنا على الجيد والسيئ والغريب معروف وقائم.

هل تستطيع الهيئة بناء نموذج جذاب «غير منفِّر» للترفيه يحقق طموحات الغالبية من المواطنين في توفير مساحات لهم ولعائلاتهم يجدون فيها متنفساً، ويضيف لهم المفيد من دون حشر لظواهر مستقدمة ومنعزلة؟ هذا سؤال التحدي. لدى هيئة السياحة شعار يقول «لا تترك أثراً»، في سعيها للتثقيف والتوعية، ويجب على هيئة الترفيه أن تحرص على ترك الأثر الإيجابي في المجتمع من فعاليات توفّر لها الفرصة للعروض، لأن تسليم القيادة للقطاع الخاص، وهو الحريص على الربح من دون نظر للأثر الباقي فيه ضرر واضح.

وما يجب التأكيد عليه أننا مع الترفيه فعاليات وصناعة، ومع أن تجد العائلات من آباء وأمهات وأطفال مساحات وأماكن وفعاليات تضيف لها من ناحية المضامين، ولا يستغل عطشها لعدم توفّر بدائل.

نقلا عن الحياة