17 نوفمبر، 2024 9:46 م
Search
Close this search box.

كيف نبني الوطن !

الوطن ذلك الكيان المقدس الذي نعيش فيه ونعتاش منه , وهو ليس مجرد خارطة وشعار ونشيد وطني , بل هو إحساس وشعور وانتماء عريق لمعاني وقصص حياتية واجتماعية متنوعة, نعم اليوم نحن في بلد يُعد اكبر بلدان العالم من ناحية التاريخ والحاضرة , ومن حيث العقول والمقدسات , لكن  مازال وطننا يعيش في متاهات الشعارات السطحية والهتافات الطائفية والتجاذبات العنصرية , بعد إن تنفس وطننا نسائم الحرية وتخلص من النظام الفاشي ألبعثي , كان له أمل بالتحرر والانطلاق نحو التقدم والازدهار , لكن ثمة مشكلة مازالت متجذرة ومتعمقة في وجدان بعض رجال السلطة وهي لا مشروع واضح لماهية ذلك الوطن ؟ كيف نريده , وكيف سيكون ؟ وما يتطلب عملة للوصول الى وطن حقيقي , أن انعدام الرؤيا والخطة الاستيراتيجية وغياب الأولويات والاهتمام بالنفوذ وحماية المفسدين هي السمى التي تحكم وطننا اليوم , نعم كيف لنا ان نبني وطن ونحن غير مؤمنين بالتعددية وقبول الأخر كيف نبني الوطن لاقضاء فيه مستقل كيف نبني الوطن والحزب الواحد  يعود من جديد , الديمقراطية هي آليات وليس فكر او عقيدة ما تحتم علينا شيء هنا او هناك بل هي تصون لنا الحرية المادية وتضمن التداول السلمي للسلطة ,فمازالت الديمقراطية وليدة منذ عشر سنوات من التغيير ونحن الان في مرحلة التحول لم نصل لحد الان لمرحلة الديمقراطية الحقيقية , لان الديمقراطية ليس فقط انتخابات وتداول سلمي للسلطة بقدر ماهي منظومة عوامل مترابطة ومشتركة تعزز بناء الدولة المؤسساتية , ما نشعر به خطر اليوم هو غياب المؤسسات ووجود الأسماء والعناوين الفارغة الغير مجدية , ما يجعلنا نقول هو هل بناء الوطن في خلق الأزمات والاقتتال الطائفي والعزف على الوتر المذهبي , نعم هناك من استحوذ على السلطة وراقت له حلاوتها وأموالها ويعيش النرجسية لم يفكر بالشعب والوطن بل فكر كيف يتشبث بالمواقع والمناصب , اليوم كيان الدولة في خطر أكثر من اي وقت لان هناك من يريد تفتيت وطننا بأسم القانون والدستور وهو من يخرق كل القواعد والأسس التي يرفعها , مشكلتنا في ساسة اليوم يقولون ما لا يفعلون , الوطن لم يبنى ولن يكون وطننا دون بناء الإنسان الفرد المواطن وعندما يبنى الفرد يبنى المجتمع , لكن ما نراه اليوم لا بناء للمواطن كإنسان ولا للوطن كمؤسسات وبنى تحتية , كل العقول والطاقات والأموال نملكها , لكن هناك من لا يروق له بناء ذلك الوطن العريق والكبير , قد ستستمر معاناتنا وسنبقى دون وطن حقيقي وذلك سيكون قاسيا علينا يوم بعد يوم لكن ثمة أمل ان يتغير الحال ويستفيق المواطن العراقي من النوم الذي هو فيه, ويعرف زيف المتسترين بالدين والمذهبية , ويختبئون وراء الشعارات والعناوين الفارغة , ويحاسب كل من أهدر المال العام وتوغل بدماء الأبرياء , نعم الوطن ليس ملك للشيعة ولا للسنة ولا للكورد, الوطن ملك للجميع ومن يفكر ببناء وطن لطائفتهُ فهو خسران وسيُخسر الوطن الكثير ,ربما سنحتاج لمؤسسة جديدة بدلا من اجتثاث البعث , لان مشكلتنا ألان ليس مع البعثيين , بل مع الفاسدين والمفسدين والرافعين الشعارات الوطنية ويحركون مشاعر الفقراء بها , ولنا مع التجارب وقفة وهي ان الظالم والكاذب والمخادع مهما تلون ومهما اشترى الفضائيات والأبواق المأجورة سيفضح ويذل , والوطن والوطنيون هما من سيحققان مشروع بناء الدولة الحقيقة .

أحدث المقالات