كيف لا وانت بقربي… أم تراني اعد لحظاتي معك وقتا ضائعا لا يمكنني ان اسبغه عمرا جديدا… خلفتني الظنون مرارة اتذوقها بين حين وآخر متى ما اعتراك البعد عني وأنت الى جانبي… اشعر انك تركب غيمتك المحملة هموما سوداء ورغبة في الابتعاد لتذرف دمعها هناك في ذلك المكان الذي اعتدت ان تنشد غروب الشمس التي تحب.
صرت لا آمن لك شعور ينغص فرحي وانا معك.. كثيرا ما تواريت وحزني خلف ابتسامتي التي ارسمها بفرشاة الواهنة انتظارا، حتى ألوانها بهتت وهي تريد ان تراك كما تحب…
لكني وفي لحظة كنت قد أخذت قراري بالبوح عما في داخلي اقتربت منك وأمسكت بيدك، بيد ان شعرت ببرودتها التي قالت لي الكثير ، تغاضيت فلابد لي من ان اصرح لك بأني لست من النساء اللاتي لايمكلن الكرامة… قد يكون حبي لك سوار او طوق ذهبي لكن كن على ثقة في لحظات كثيرة اردت كسره والابتعاد غير ان مسحة الحزن التي أراها ساعة الخوض جدلا بابتعادي عنك اراك تنطوي تضمر تغوض في داخلك حتى لا أكاد اقوى على تركك خوف انك ستنتحر او يقودك الامر الى فعل مجنون…
جاءت اللحظة التي انتظر وبعد تفكير طويل وسؤال الى أين أنت يا هيفاء مع هشام؟
ركنت حينها الى كل ذكرياتي المكتوبة والمنظورة بين انفاسي التي كنت استعيد بها كل ثانية قضيتها وإياك في خلوة من زمن ورقيب… تارة أراها تصل ذروتها حتى تراني اتصبب عرقا، وتجبر نفسي وجسدي على الصبر فأعمد الى ملامسة أماكن يدك حين كنت تمررها عليه اتبع آثار رغبة المجون التي أحسسنا بها وهي تشتعل فورة النشوة، اتسلق فيها هياما رغم ظلمة المكان مشعلة أعواد الثقاب التي ما ان اشم رائحتها اتذكر رائحة السجائر التي تفوح مع أنفاسك وانت تسبغني لثما بقبل رجل خبر مساحات جسدي خطوة خطوة، بل انك ألزمتني ان اقف عند كل مكان قبلته حتى أني لم أعد احصي مساحات شفاهك فتاه العد … وأضحك حين ارى العرق يتصبب منك على مساماتي وأقول لك أعد رسم خارطتي فلقد نسيت من أين ابتدأت وفي أي بقعة وضعت وتدك الذي ما أن اشعر به حتى اهتز كسفينة تائهة ببطن بحر عاتي… هيا اقول لك امسك بالصواري كن حذرا حيت تريد ان تمسك بدفة سفينتي التي اريدك ان تركب بعيدا عن كل العيون التي لا أحب ولا تحب ان ترى عشقنا يترجم للحظات رغبة جنسية .. او الى لحظات من زمن الرغبة.. اتذكر حين قلت لي انك لم تعرف معنى الحب إلا حين ركبت معي أعصار الرغبة ذاك؟ الذي ترجم كل اللحظات التي جمعت عبارات الحب سلما موسيقيا عزفناه معا حتى بات سمفونية للخلود… لكن أي خلود هل هو خلود الرغبة أو خلود الحب…؟
اعلم جيدا انك تشعر بأنك تذوقت التفاحة فلا حاجة لك بعد في ان تستطعم الباقي منها… لكن هلا سالت نفسك؟؟ وذاك هو نفس سؤالي والذي اعلم انه يدور بخلدك… هل طارحت الغرام رجلا قبلي؟؟
رغم أن السؤال نفسه يدور في باطن نفسي بشكل لا يكون تأثيره قويا عليك وهو هل طارح الغرام امرأة قبلي؟؟
وبرغم الغصة التي اشعر بها سمحت للسؤال ان يتدحرج بعيدا فقد نسجت صحيفة جديدة معك فمالي والماضي الذي تعيش… هكذا كنت بالنسبة لي ميلاد عمر جديد يوم تعرفت إليك… واخبرتك اني إمراة أرملة فقدت زوجها في زمن ما ..عشت الوحدة بين جدران وابواب موصدة قذف بي إليها المجتمع فكنت كالموسومة بالعار… خجلت وانا أرى نفسي اتدحرج والسنون تأكل من ايقونات أيامي التي شحبت الى جانب الخوف من الآخرين حتى ألتقيتك … في ذلك اليوم لمست ان هناك بقايا فتاة تنشد الحب تريد ان تتوسد ذراع رجل تحبه بحق وصدق وكنت انت… بادلتني الشعور والاحاسيس وقد علمت عنك كما علمت عني كل صغيرة وكبيرة … فذاع سرنا كالشمس في وضح النهار، صرت احيا من جديد اهفو اليك كما تهفو إلي، لعل فترة الخطوبة طالت وذلك بسبب بعض التفاصيل الصغيرة التي لم أكن سببا فيها بل كانت من جانبك تلك التي مرادها … لا أدري ؟؟؟ كنت اعلم انك تضعني تحت الاختبار فيها… فبرغم حبك إلا ان هناك في باطن عقلك الرجل البدوي مع شك يوخز نفسك في مجتمع لا يرأف بنساء من كن على شاكلتي… رامك رجلا متحضر فأنزوى بعيدا لكنك ايقظته من ركنه حين تحسست مني الالتصاق بك ذلك هو الحب الذي ترجمته انت ضعفا مني ونسيت ضعفك بين يدي وقلقك حين آتي متأخرة قليلا او اعتذر عن لقائي معك… لم اجدك يا هاشم رجلا بحق يملأ عقلك وقلبك الحب إلا في تلك اللحظة التي كانت جنون منك وضعف مني…. أتترجم ضعفي امامك حالة عار، ألا تحسب اني صرت ملكك وان ملكي ولا يفرق ذلك سوى عش الحياة… لقد ألححت حتى تراخت كل مفاصلي وانا كما تعلم إمرأة تشتاق الى انفاس من تحب فكان بيننا ما كان.. اعلم انك كنت سعيدا جدا كما أنا في حينها وقلت لي سنسرع بالاقتران في الغد… لكن جاء الغد ولم ارك او اسمع منك، عكفت على الصد وعدم الرد على كل محاولاتي في الاتصال بك… شعرت بالخيانة صدقني لمت نفسي كثيرا على ضعفها أمامك … وترد هامسة لي أنه الحب وفوران الرغبة.. طرقت بابك مرة ، ثلاث ، عشرة.. دون
جدوى فعمدت الى رغبة في الانتحار فعذابي وشعوري بالذنب أكبر من شعورك فأنا التي خسرت كل شيء بعد ان سلمت نفسها إليك، حسبتك حلمي الذي انتظر وفارس احلامي… صدمتي بك كبيرة، طرقت رأسي هواجس سوداء مقيتة خرجت وهي تحمل نعشي فوق أكف الشامتين والمجتمع الذي لا يرحم… لذا خرجت ابحث عنك في كل مكان اعرفه او يعرفه من يعرفك ..كنت اتحجج بأنك غبت عني لتعرف كم هي معزتك عندي … قد لا تنطلي تلك الكذبة على احد فلا يمكن ان يصدقها سوى الساذج.. حتى التقيتك وقلت لك : اخبرني يا هشام هل تريد الفراق وفسخ الخطوبة وإلغاء الارتباط… ؟؟
كنت لحظتها باردا حتى بتعابير وجهك تماما مثل يديك, برودك دمرني أشعل نار غضبي الذي ما ان شعرت به حتى قلت لي …هيفاء أقسم لم تكن في بالي هذه الفكرة ابدا… لم ارغب ابدا في التخلي عنك ولم تخطر على بالي مثل هذه الفكرة … إنما في تلك اللحظة ادركت أني قد وطأت أرضا لا يحق لي ان اطأها بغير حق… شعرت اني غررت بك … خنت ثقتك فعاقبت نفسي فلست ممن يستغلون الفرص… حسبتك ستغتاضين بل ستنتقمين مني بطرق مختلفة لقد اجبرتك رغم تمنعك كنت خجلا من نفسي من تصرفي وعدم الامساك بجموحي في الرغبة اليك ومطارحتك الغرام …
فهربت منك إليك ، اسئلة كثيرة سوداء عصفت بي بعضها يلوم وبعضها يحرك الإرث الذي احمله كرجل عربي حتى جئتي فشعرت ان الموت يقترب مني بعد ان تجمدت اوصالي … ألم تشعري بذلك؟؟؟
هزت رأسها دون ان تنبس بكلمة….
اني احبك حد الجنون والموت بك يا هيفاء ارجوك اغفري خطأي وسامحيني …واقسم أني سأكون الرجل الذي تنشدين فلست مستغلا للفرص لكن جنوني بك هو من دفعني الى فعلتي تلك… لننهي معاناتا بالإرتباط الساعة…
كانت مصدومة بما تسمع… فقالت: هل يعني انك لا تتركني وتبتعد عني؟
هشام: من الجنون ان اترك من أحب… إنكِ عمري الذي انشد وزهرة العبق الذي اشم نسيما لا ينتهي…
ابتسمت إليه قائلة: أتحياني فعلا يا هاشم…
فقال: كيف لا وانت بقربي الى الابد.