23 ديسمبر، 2024 10:36 ص

كيف فاز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون ؟!

كيف فاز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون ؟!

Hillary Clinton رغم تاريخها السياسي الطويل ولكونها كانت زوجة لرئيس سابق ومستشارة مقربة له وشغلت حقيبة وزارة الخارجية ووقوف أكثر من 200 صحيفة وعدد كبير من القنوات الإعلامية ومراكز الدراسات ولوبيات المصالح لصالحها وأن أكثر من 200 جنرال يمثلون مجمعات الصناعة العسكرية وجيش من الخبراء القادمين من عالم السياسة والأمن والاستخبارات والمال والأعمال وصناع الرأي العام وقفوا خلف حملتها لكنها في النهاية منيت بخسارتها بل خسارة الحزب الديمقراطي امام Donald J. Trump مرشح الحزب الجمهوري الذي جاء من عالم المال لا السياسة , حدث يدعوا للوقوف عنده ومعرفة معطياته , فرغم إقرار الأميركيين بذكاء Hillary ومثابرتها ويعتبروها مخلصة ونزيهة وإن الصفحات الأولى للمجلات تنشر نشاطاتها بل وقوف الرئيس اوباما بشخصه وحزبه لدعمها لكنها هزمت وتبددت احلامها في الوصول الى البيت الابيض , هل لان هيلاري غير صادقة في كلامها ووعودها؟! لا يعتقد ذلك لانه قبل اشهر سالها صحفي إن كانت دائما تقول الحق للشعب الأميركي، فردت قائله “لقد حاولت دائما ذلك”، ولو وجه هذا السؤال إلى شخصية سياسية أقل حذرا لكان رد فورا بـ”نعم”، لكن كلينتون المحامية ذات الخبرة الواسعة تزن كل كلمة تتفوه بها, هل هي غير قادرة على التغير والاصلاح ؟!والجواب كلا بدليل تمكنت هيلاري كلينتون من إبهار محاوريها عندما هاجمت إصلاح نظام الرعاية الصحي، فهي تعرف ملفاته وتعمل بجد حتى إنها نالت إعجاب خصومها الجمهوريين في الكونغرس , لكن الامر الذي يحسب ضدها وليس لها هو تصويتها لصالح خوض حرب العراق في 2002 ومنذ ذلك الحين توالت نكباتها بدءا في هزيمتها امام باراك اوباما في الانتخابات التمهدية للرئاسة عام 2008 ثم اتهامها من الامريكين اثناء شغلها وزارة الخارجية بان اعمالها خاطئة بعد حصل تصعيد وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط بما يسمى بـ”الربيع العربي”، وتنامي قوة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها “داعش” في المنطقة , كماحصل تازم وتصعيد العلاقات المتوترة مع روسيا والفوضى في الشرق الاوسط , وهناك سبب اخر لفشل كلينتون في الانتخابات هو ان الامريكين سئموا لحالات تكرار حكم العائلات التي مثلتها فترة حكم بوش الأب وبوش الابن ولا يرغبون بتكرار التجربة من جديد كما اكتشف الشعب الامريكي بان حملة مرشحمة الحزب الديمقراطي يساهم في دعمها وتمويلها هبات من ملك السعودية وامير قطر , وقد ساهمت مشاكلها الصحية بالجهاز العصبي وقضية استخدامها خوادم بريدية الكترونية خاصة اثناء توليها منصب وزير الخارجية عامل سلبي ليس لصالحها … الخصم العنيد للمراة الحديدية  Donald J. Trump الذي لم يعتمد على وسائل الاعلام في دعايته الانتخابية كثيرا فقد اكتفى بست صحف وقناة فوكس التلفزيونية مستهدفا طموحات وتطلعات الامريكان ودغدغة مشاعرهم وامنياتهم وخاصة الطبقات الفقيرة منهم فاعلن عن برنامج يتقاطع بالاساس وتطلعات منافسته في الانتخابات فقد اعلن عن عزمه الانكفاء نحو الداخل لإصلاح الوضع الاقتصادي المتردي بدل شن هجوما على الحروب العبثية لبسط نفوذ أمريكا وتكريس أحادية قطبها على العالم… تحدث عن عدم جدوى حلف الناتو ورفض استمرار بلاده في تمويل 75 % من ميزانيته لحماية أمن أوروبا من تهديد وهمي تمثل روسيا بل على العكس أولى في سياسته الخارجية بالتعاون مع روسيا بدل إقامة حزام أمني في سورية ورفض إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد الذي يعتبره ترامب رئيسا قويا يحارب الإرهاب وأعلن عن عزمه محاربة الإرهاب كأولوية اولى واعادة النظر بالدول التي تدعمه كالسعودية وباقي مشايخ دول الخليج . لقد اختار خيار التقارب مع روسيا وكوريا الشمالية ورفع شعار إنهاء الفوضى في منطقة الشرق الأوسط الذي زرعه اوباما بمعية كلينتون والعمل من أجل إرساء الأمن والسلام في العالم .
 فهل ينجح رونالد ترامب الذي وصف بقوة الفيل وعناد الحمار ادارة رئاسة امريكا لاربعة سنوات قادمة وفق ما اعلنه اثناء دعايته الانتخابية ام سيكون حاله كحال ساستنا في الانتخابات كلام النهار يمحوه الليل ؟!
[email protected]