بالامس نفى المالكي وحكومته ان تكون اي من الطائرات الايرانية التي تعبر اجواء العراق قد حملت اي من شحنات الاسلحة الى نظام البعث السوري,ورغم اننا لا نعرف اي من الوسائل التقنية او التجسسية التي يمكن ان تثبت من خلالها براءة الطائرات الايرانية من تهمة نقل الاسلحة الى ايران الا انها اظهرت نوع من اليقين المطلق بان تلك الطائرات بريئة براءة الذئب من دم يوسف.
ورغم اننا وللامانة نقف الى جانب حكومة المالكي في مطالبتها الجانب الامريكي بالادلة التي تثبت قيام الطائرات الايرانية بنقل تلك الاسلحة,ورغم اننا نتهم الادارة الامريكية بالتواطيء في السماح للطائرات الايرانية بنقل الاسلحة الى البعث السوري وعدم اظهار ما لديها من وثائق وصور بالقمار الصناعية,خصوصا وان فضح هذه العملية قد تم من جانب الحزب الجمهوري الامريكي المعارض لاوباما ادارته بما يثبت تورط الادارة الامريكية الحالية فعلا في قتل الشعب السوري من خلال تسترها على عمليات نقل الاسلحة الى النظام السوري مخالفة بذلك قرارات الامم المتحدة التي نصت على عدم نقل الاسلحة ليس فقط من والى سوريا,وانما نصت ايضا على عدم نقلها من والى ايران(ما زالت امريكا تفرض عقوبات على بعض الشركات بحجة انها تنقل اسلحة ومعدات الى ايران كاسرة الحصار الاقتصادي؟),الا اننا في نفس الوقت يمكن ان نوفر الدليل على ان الطائرات الايرانية كانت تنقل الاسلحة الى ايران,ولكن وقبل ان ناتي بالدليل علينا اولا ان نستعرض قصة الطائرات الكورية وكيف اكتشفت حكومة المالكي انها تنقل اسلحة الى النظام السوري.
فقد قال علي الموسوي مستشار المالكي ان حكومة المالكي منعت طائرة كورية شمالية من العبور الى سوريا للاشتباه بانها تحمل اسلحة الى سوريا,وقال ان الشبهة ظهرت بسبب خط سير تلك الطائرة الذي اثار حولها الشبهات.ورغم اننا لا نعرف السبب الذي جعل مستشار المالكي هو من يصرح بهذا التصريح الخطير وليس الناطق باسم الحكومة,الا اننا سوف نغض الطرف عن هذا ونقول هل فعلا خط سير تلك الطائرة هو الذي اثار الشبهات ام المعلومات الاستخباراتية الامريكية التي وصلت الى حكومة المالكي؟,هل يجهل علي الموسوي ان الاقمار الصناعية ترقب حركة المطارات في كوريا الشمالية منذ عشرات السنين؟,ام يجهل ان طائرات الاواكس الاسرايئلة  تستطيع ان ترصد الطائرة منذ اقلاعها من كوريا وحتى وصول طيارها الى الحمامات في مطار دمشق؟.
بالعودة الى عدم وجود ادلة لدى حكومة المالكي عن حمولة الطائرات الايرانية سوريا,وان كانت (الشبهة) كفيلة بان يرفض المالكي مرور الطائرات الكورية,فان بامكان الادارة الامريكية او اي جهة اخرى ان تعطي للمالكي دليل اكثر اقناعا عن الشبهة شبه المؤكدة عن ان حمولة الطائرات الايرانية (المدنية) هي الاسلحة وليس لنقل الجوي والدليل هو اننا نعرف بان عدد الزوار من ايران الى سوريا وباالعكس قد انخفض بشكل كبير بعد اندلاع الثورة السورية وبلغ حد الصفر خصوصا بعد اعتقال الثماني واربعين ضابطا من الحرس الثوري الايراني,وبالتالي فبحساب بسيط بين عدد الرحلات من ايران الى سوريا نسبة الى عدد من يتوقع انهم مواطنون ايرانيون (مدنيين) في سوريا,سوف تنكشف حقيقة حمولة تلك الطائرات.فاذا عرفنا مثلا ان عدد الطائرات التي كانت تنطلق من طهران الى دمشق قد بلغ ست طائرات كل اسبوع قبل الثورة ثم عرفنا الان ان هذا العدد بلغ طائرتين يوميا,فسوف لن يبق لنا من شك بان تلك الطائرات كانت تحمل الاسلحة والا هل يعقل ان تزداد رحلات الطائرات من ايران الى سوريا بهذا الشكل الغريب في الوقت الذي يجب فيه ان تتناقص؟ ,علما ان منظمة الطيران المدني العالمية لديها احصائيات وجداول بمثل هذه الامور وهي كفيلة بكشف هذه القضية دون الحاجة لان تمدنا الاستخبارات الامريكية بصور فضائية تثبت كيف تم تحويل الطائرات الايرانية المدنية الى طائرات شحن مثلما تم تحويل الطائرات المدنية الى قاصفات خلال الحرب العالمية الثانية.
قبل اشهر كانت مصادر صحفية امريكية قد حذرت من قيام ايران بنقل الاسلحة عبر الاجواء العراقية,وحينها ولابعاد الشبهة عن ايران خرج وزير الطاقة حسين الشهرستاني ليقول بان حكومته اوقفت طائرة وزير الخارجية السوري وليد المعلم وهو في طريقه من سوريا الى ايران للاشتباه بانها كانت تحمل اسلحة(المفروض ان ايران هي من تزود سوريا بالاسلحة وليس العكس؟),وبالامس ,وبعد ان ثارت نفس الزوبعة خرج علينا هذه المرة علي الموسوي ليقول بانهم منعوا الطائرة الكورية لنفس الشبهة؟,فهل هنالك من رابط؟,ولماذا وضع علي الدباغ على رف الاحتياط ؟.