كان المطلوب من حيدر العبادي حين تولى رئاسة الحكومة في الثلث الأخير من العام 2014 وكانت داعش أحكمت سيطرتها على مدن في شمال وغرب العراق أن يلبي مطالب ثلاثة:
الأول. وقف تمدد داعش وتحرير المدن المحتلة
الثاني. منع تقسيم البلاد
الثالث. مواجهة الطائفية
تضافرت عوامل عدة ساهمت في هزيمة داعش النكراء. فرئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة يمكنه فعل الكثير من خلال تحريك قطعات الجيش والشرطة الإتحادية وتوفير الأمن للمواطنين في بقية البلاد. ساهم العبادي في تنسيق عمل قوات الحشد الشعبي والبيشمركه والمقاتلين المتطوعين في المدن التي ينشط فيها داعش، وبالتكاتف الشعبي، وتعاون القوى السياسية هزمت داعش وكسرت، ولم تعد تشكل تهديدا أساسيا للعراق.
في فترة حكم العبادي لم يعد الحديث عن تقسيم العراق والكلام الذي يرسله زعماء أمريكيون كما في تقرير بيكر مقبولا، ولم نعد نسمع به كثيرا، وصار الميل الى التهدئة، والحديث عن الشراكة المجتمعية والتقارب يزداد وقعه في النفوس التي سئمت الإحتقان والتفرقة، وهناك من يضع إحداث كركوك وإعادة نشر القوات الإتحادية بدلا من البيشمركه في إطار هذه النقطة.
واجهت الحكومة بهدوء النزعة الطائفية، ورسخت مبدأ التعايش السلمي بفعل جهود حثيثة وجادة من خلال إشراك أتباع الطوائف والأديان في مواجهة الفكر التكفيري وهزيمته النكراء، وتأكيد العلاقة الحميمة بين المواطنين، وهي نتاج آلاف من السنين كونت حضارات وادي الرافدين وثقافاته المتعددة.
في غضون أعوام قليلة سيتم تشريح مراحل الحكم في العراق بعد نهاية حكم البعث، وهناك رؤساء حكومات عدة سيكون كل واحد منهم معرضا للتقييم، وحينها سنرى أن مرحلة العبادي كانت مختلفة.