رواية من الادب السوفياتي للكاتب الاوكراني (نيكولاي استروفسكي) و بطل الرواية هو (بافل كورجاكين) تتحدث عن الحرب الاهلية و عصابات الجيش الابيض و الجيوش الامبريالية و التي كانت تنوي اسقاط الثورة البلشفية كما ان الكاتب امتاز بروعة وصف الريف الاوكراني وكيف تعرف (بافل) الى البحار (جوخراي) و انضمامه الى الجيش الاحمر الحقيقة ليست في روعة الرواية لكن في دقتها وواقعيتها و(بافل كورجاكين) هو الكاتب نفسه ان الكاتب كان مريض بمرض السكر و لديه عده جراح و قروح جراء الاصابات في تلك الحرب الاهلية مما جعله يرقد الفراش ويبدا بالحديث لممرضته وهي تكتب له هذه الرواية (نكولاي استروفسكي) على فراش الموت عمره في مقتبل العشرينات يواجه الموت بتحدي ليكتب اروع الروايات السوفيتية من خلال ممرضته .
كنت في عمر الخامسة عشر عندما قرأتها انا وزميلة لي اسمها زينب وتناقشنا كثيرا وقررنا ان نحرر فلسطين بكتاباتنا وسيرضخ العدو لنا كنا في عنفوان الشباب يزداد الحلم وصورة (نكولاي استروفسكي) وهو يحاور ممرضته ليألف تلك الاسطورة في مخيلتي لندخل الجامعة فقررنا ان نسقط صدام وكنا نناقش الامور ونضع الخطط وبروح شبابية عالية ليغتال صدام رموزنا ويحاول كسرنا فنجدد الحلم كنا عندما نشعر بالاحباط اردد فقط كلمة (بافل كورجاكين) ليضج المكان بالضجة و الحماس هو كان بطلنا الاسطوري
مرة اخرى يغتالوا احلامنا وتزداد مأسينا ويحاولون سد الطريق امامنا تارة ننشغل بامورنا العائلية وتارة اخرى بامور المعيشة ويبتعد عنا (بافل كورجاكين) بعيدا بعيدا وننغمس بحزن الامنا فنستسلم لليأس ونمشي الهويناء ونترك النقاش ونذهب لعملنا ونرجع لنأكل وننام ونستيقظ ونعاود يومنا مثل البارحة واول البارحة ونرقب اخبار التلفاز و الحكومة و البرلمان و نضرب الكف بالكف فنقول (حرامية) الكلمة المعبرة للبرلمانين وهكذا دواليك فاذا بابنتي الصغيرة تخرج من انقاظ كتبي القديمة وتقول – ماما اقرأي لي هذا الكتاب
فاذا به (كيف سقينا الفولاذ) لتغرورق عيوني واقول سقينا الفولاذ مرارا وتكرارا وحمينا وطننا وعشقنا ارضنا وديننا ودافعنا ودافعنا لنصبح ماضي عتيق لكن روح الشباب لازالت فينا وبافل كورجاكين في دواخلنا فكلنا فينا بطل ثائر ولكن من سيزيل الغبار على قلوبنا لتظهر ابطالنا علنا ويتحقق الحلم