أحداث غزة ونهاية الحرب فيها تعتمد على عوامل عديدة معقدة متعلقة بالسياسة والديناميكيات العسكرية والدبلوماسية والمصالح المتناقضة بين الدول وهذه القضية تتطلب تحليلًا دقيقًا وتقديرًا للعديد من العوامل ذات الصلة والتي يمكن أن تتغير بشكل كبير مع مرور الأيام وللوصول الى توقعات قابلة للتطبيق في احتمالات واردة ندرج هنا بعض الحالات التي أصبحت حقيقية نتيجة كل ما جرى .
*الكيان الصهيوني بغروره وعنجهيته قد فاجأته عملية غزة وكسرت انفه وصار يتخبط بين الهروب وبين التدمير الكلي لغزة لأنه أصبح يرى حقيقة كانت خافية عليه وعلى العالم من أن الف مقاتل فلسطيني قد ينتصر عليه وعلى كل ترسانته العسكرية التي بناها طوال فترة احتلاله لفلسطين لذلك فهو لا يرى الا الفوز والانتصار على قوات المقاومة الفلسطينية وتدميرها بحيث لا تشكل مستقبلا أي خطر على كيانه وهذا أصبح واضحا من خلال رفض الكيان والدول التي تؤيده الدول الامبريالية في رفض إيقاف الحرب ولو في هدنة وعليه فهو لن يتوقف عن التدمير الممنهج لغزة وأماكن البنية التحتية ومواقع مقرات المقاومة حتى يرضي غروره ويقتنع انه انتقم وقضى على المقاومة ولا شك فان الكيان كان يخطط لكل هذه العمليات بغزة كي يعيش بأمان قبل أن تفاجئه المقاومة وتتغدى به قبل أن يتعشى بها .
* الغرب يعتبر خسارة العدو معناها انهيار كل خطط الغرب في التخلص من اليهود وتكوين وطن بديل لهم بكل ما صاحبه من تكاليف وسمعه وعليه فهو امام ثلاث خيارات الأول الاستمرار في تقوية الكيان الصهيوني والدفاع عنه والثاني هو اعلاء شأن ايران المجوسية واستبدال الكيان الصهيوني بها اما الثالث وهو ما أراه غالبا فهو التخلص من الفرس خصوصا وأن دول المحور الصهيوني قد طبعت مع الكيان ورفضت معاداته رغم كل جرائم القتل التي يمارسها ضد إخواننا في غزة. لكن مع نزع القدرات النووية الإسرائيلية فبعد تقسيم إيران والتطبيع العربي لا مبرر لبقاء القدرات النووية لدى الكيان لا سيما بعد أن هدد أحد وزرائه ضرب غزة بالنووي.
* العرب: حسب ما جاء في القران الكريم فالآية تقول 🙁 فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا..) هنا اذن قد تحققت المرحلة الأولى وهي الإساءة لوجوه الصهاينة وسمعتهم فبعد أن كان العالم الحكومي والشعبي يحترم (إسرائيل ) ويعطيها الحق في الدفاع عن نفسها كما تقول رأينا ملايين البشر من جميع دول العالم عدا ايران ودول الخليج العربي تخرج في مظاهرات تندد بجرائم الصهاينة وقتلهم المدنيين في غزة -أما المرحلة الثانية فتحتاج مني دراسة أكبر فمن المقصود انهم يدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة هل هم الصهاينة أم المسلمين وهذا الغالب لدي حاليا أي المسلمين يدخلون المسجد الحرام بالقدس وهذا يعني وجود قوة عسكرية إسلامية الامر الذي بحثت عن وجودها فلم أجدها الى الان ! فيتوجب انتظار هذه القوة أو العمل على انشائها وما لم يتحرر العراق من اتباع مجوسستان وبوجود المتطبعين والفساد المالي في مصرفلا بوادر لرؤية هذه القوة قريبا!
* الخلاصة : لا العرب يملكون قوة التدخل ولا المقاومة قادرة على تغيير جذري فهي تتقهقر وتنحسر يوميا بغزة رغم العمليات الاستشهادية البطولية وتدمير اليات العدو وافراده ولا القوى العظمى قد شبعت من الدم الفلسطيني ولست ممن يقامر بأرواح إخواننا بغزة وأطلب منهم الصمود أكثر أو العيش بالأوهام واستماع اكاذيب الانتصارات الوهمية وشعبنا يبااد فان (إسرائيل ) ستستمر بشراسة بزهق الأرواح وتدمير غزة وعليه فقد تلجأ القيادات المقاومة للعمل ( أنا أؤيد هذا ) كما فعل العراق حين احتلت أمريكا بغداد وهو الانتقال من المواجهة بين جيوش والتحول للنضال السلبي من خلال تحويل القطعات العسكرية الى خلايا جزء منها نائم وجزء يستمر بالمقاومة على شكل اضرب واهرب أي عمليات محدودة ومحددة تنسحب بعدها وهنا فأعتقد أن المقاومة ستعمد على تخزين كل ما تستطيع من أسلحة بأنفاق غير مكشوفة للعدو وعملائه وتغطيتها وتمويهها والقيام بفتحها عند الحاجة للتزود بالسلاح وإعادة تمويهها وهكذا ..غير ذلك فالتدمير سيستمر وزهق الأرواح سيستمر ورحم الله من عرف قدر نفسه.