18 ديسمبر، 2024 7:04 م

كيف خالف هؤلاء النواميس الطبيعية في العمالة لايران؟

كيف خالف هؤلاء النواميس الطبيعية في العمالة لايران؟

اعترف لكم ان مايحيرني منذ سنوات هو ليس فساد الساسة العراقيين- وأخص هنا قادة الاسلام السياسي الشيعي- ولا فشلهم ولادجلهم ولا نفاقهم ولاسلوكياتهم الاجرامية ولا خلو قلوبهم من الرحمة ولا نقص الوطنية لديهم ولا فقدان العصبية القبلية ولا نقص المدنية فهذه أمور يمكن ان نجد لها تفسيرات ونرجعها الى اسبابها، لكن الذي احاول كل يوم معرفته وافشل هو لماذا يفضل السياسي الشيعي العراقي ان يكون عميلا لحكومة ايران وخاضعا لارهابي مطلوب دوليا – قاسم سليماني- رغم ان لديه اكثر مما لدى ايران وسليمانيها.
اذا مااخذنا الانسان من وجهة نظر انثروبولوجية أو ككائن بيولجي متجرد من الافكار المكتسبة الكابحة لجموح غرائزنه ( طبعا هذه- اقصد الافكارالكابحة للغرائز- لاتنطبق على قادة الاسلام السياسي الشيعي والسني على حد سواء رغم ادعائهمها) فسنجد ان سلوكياتنا كحيوانات ناطقة تسيرها اربع غايات: المال والجنس والجاه والسلطة. ولابد ان يكن احد أو بعض هذه العوامل أو جميعها غاية لاي سلوك بشري مهما ادعى البعض ان لسلوكياتهم وافعالهم غايات اسمى من تلك. رجل الدين والسياسي وشيخ القبيلة والعالم والخبير والجراح والمخترع والفلاح وطالب العلم والحداد والعتال…الخ بشر ينطبق عليهم نفس المقياس وتحكم افعالهم تلك الغايات الاربع.
السياسي الاسلامي الشيعي أمتلك مفاتيح إحدى اكبر قاصات العالم – نوري المالكي عندما تراس الحكومة لثماني سنوات مثالا- إذن فالمال يفترض ان يسقط هنا كغاية لعمالته لايران لانه لازال يملك من المال اكثر من كل قادة ايران مجتمعين. اما السلطة، فقد تربع على عرش دولة لديها موارد كان يمكن ان تجعلها ضمن اقوى 20 دولة في العالم اقتصاديا، فمارس سلطة لم يمارسها اي من قادة ايران سوى علي خامنئي. السلطة والاموال خلقت له جاها وشهرة لم تكن تحلم بها امه. والسلطة التي مارسها والمال الحرام الذي جناه والسمعة التي اكتسبها كافية لان تجلب له اجمل ملكات جمال العالم لو كان الجنس غايته. ونفس الامر- ولو بدرجات متفاوتة- ينطبق على عمار الحكيم ومقتدى الصدر وعادل عبد المهدي وخضير الخزاعي وعلي الاديب وقصي السهيل وخالد الاسدي ونديم الجابري وصباح الساعدي وقيسس الخزعلي…الخ.
ولو اخذنا بفسلفة العبد والسيد للفيلسوف الالماني هيغل في بحثنا عن سبب العمالة لحكومة ايران وقلنا ان الناس تفطر اما عبيدا أو سادة وتنشأ علاقة بين الخائف مما يحيط به من كائنات وظواهر وبين المستعد لمواجهتها، يخضع وفقها الاول لسلطة الثاني ويقدم له مايريد من ثمن مقابل ان يتكفل الثاني بتوفير الحماية للاول، فاحداث الستة عشر سنة الماضية أكدت ان نوري المالكي ومقتدى الصدر وعمار الحكيم وعلي الاديب وقصي السهيل ونصار الربيعي وخالد الاسدي، اكدت انهم من النوع الثاني اي انهم اكثر مطابقة لمواصفات السادة وليس العبيد أو التابعين الذين يبدأون رحلة البحث عن سيد أو قائد حالما يبلغوا الحلم، بل لعل صفات العبد تنطبق على اتباعهم.
ما هو إذن سبب عمالتهم لحكومة ايران وخضوعهم لقاسم سليماني، رغم ان العمالة هذه بدأت تبعدهم عن الوصول الى الغايات آنفة الذكر؟ أفتونا أيدكم الله وإيانا بروح منه.