18 ديسمبر، 2024 9:09 م

كيف حـــول العبادي عـــرس برزانــي الى عــزاء كردي ..!!

كيف حـــول العبادي عـــرس برزانــي الى عــزاء كردي ..!!

كثيرا ما تبجح رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني بيوم الاستفتاء الذي حدده بالـ 25 من ايلول ، وكثيرا ما اعلن بانه سيكون عرسا كرديا ، بل ذهب رئيس الاقليم الى ابعد من ذلك عندما اعلن صراحة بان العالم سيغير من تعامله مع الكرد بعد الاستفتاء ..!!

ذهب برزاني واحلامه الوردية بعيدا جدا ، كان يحلم بدولة عرضها “السماوات والارض” وحصن نفسه مستعينا بالـ pkk و البيجك واكراد سوريا ومستعينا بدعم اسرائيل ، كان يطبل الى ان العالم سيقف معه لان اسرائيل تؤيد تقسيم العراق ، لذا فقد ضرب المناشدات عرض الحائط ،

ولأن خصم ابو مسرور هذه المرة – العبادي- يختلف عن الاخرين شكلا ومضمونا ، فقد وقع برزاني في الفخ ..!! وخسر الاقليم كل ما حققه على يد ابو يسر ، الذي اعاده لعام 2003 وربما ابعد من ذلك بكثير..!!

يعتمد ابو يسر على تحليل المنطق ، ويبحث عن معطيات من اجل ان يضع مخرجات ، فقد لمسنا ذلك تماما من تعامله مع الازمات السياسية ، كما انه لا يعتمد على الصدفه ولا يميل الى العشوائية او الارتجالية ، حيث يخطط لكل ما يريد ان يفعله ، ويذهب الى ابعد من ذلك ، عندما يستعين بالتكنلوجيا والعلوم في حساباته فيما يخص حسابات الموازنة او المشاريع او الحسابات الاقتصادية بحسب المقربين منه ..

صحيح ان ابو يسر من مدرسة بريطانية ، تلتزم الهدوء والحكمة ، ولكنه لا يتردد في اتخاذ موقف قوي جدا وحازم ، لذلك فقد التزم الصمت بداية وعدم التعليق على تحديد موعد الاستفتاء ، وبدأ بالتصعيد “خطوة خطوة” .. ليصل اخيرا الى اصدار الاوامر العسكرية بضرورة اعادة الهيبة والسلطة الاتحادية للعراق ، وفرضت على كركوك وكل المناطق الاخرى في ديالى وصلاح الدين والموصل ..

لان العبادي رجل لا يتراجع عن قراره ، وهذه واحده من صفات القائد ، ولانه حازم وشديد ولا يساوم على حساب مصلحة البلد ، ولا يريد من برزاني مباركة لولايته الثانية ، فترى ابو يسر اتخذ قرارات لم يكن اقليم كردستان يتوقعها .. وقلبت المعادلة العربية – الكردية

فلم يتبادر الى اذهان السياسيين والقادة الكرد ان يبادر العبادي الى اعلان رغبة الحكومة في فرض السلطة الاتحادية على المطارات والمنافذ الحدودية ، ولم يتقوقع الكرد ان يتحرك الجيش والقوات الامنية اتجاه ذلك ، بل لم يتوقع الكثيرين من القادة ، ان يسارع العبادي في اعادة كركوك ثم طرد الانفصاليين الى حدود عام 2003 ، كانت خطوات العبادي سريعة وحازمة ، وقد نالت اعجاب الجميع ، داخليا وخارجيا ، فالعراقيين اليوم ينظرون الى العبادي بانه رجل مواقف وحقق منجزات كثيرة وانه الافضل بعد عام 2003 ، فيما ينظر العالم الى ابو يسر بانه صانع المستحيل والرجل القوي الذي هزم داعش وخطط للنهوض بالعراق بعد كبوة 2014 .

لقد نالت خطوات العبادي في فرض الدستور والقانون والاحتكام الى مظلة الدستور ، نالت تلك الخطوة رضا الجميع ، وحتى ان المرجعية الدينية دعت كذلك الى نفس الفكرة وايدها اغلب الكرد .. بل يجمع العالم اليوم الى ضرورة ان يتحاور العرب والكرد تحت سقف الدستور ، وهو الذي رفضه برزاني وجماعته ايام “عنجهيته” وغطرسته ..

كانت الخطوات والاجراءات التي اتبعها العبادي ضد الاقليم بمثابة الصدمة لبرزاني ، فلم يتوقع ان ينجح رئيس الوزراء الاتحادي وبهذه الطريقة من تجريد الكرد عن التعاطف الدولي والاقليمي الذي كان سمة لازمت قضيته طوال السنوات السابقة، كما لم يتوقع برزاني ان يحقق العبادي توافقا عربيا ايرانيا تركيا على قضية وحدة العراق ..