يملك السيد نوري المالكي الكثير من “الاوراق العتيكة” على السيد مقتدى الصدر حتى بلغ عدد تلك الاوراق عدة دفاتر من حجم ” ابو المية”!,واخر تلك “الاوراق العتيكة” هو ما عرضته البي بي سي قبل ايام في تقرير لها عن العراق,حيث عرضت تصريحات لنائب وزير الدفاع الامريكي السابق وهو يقول بانه عرض على المالكي فلما صورته احد طائراته المسيرة ويظهر عناصر من جيش المهدي يوقفون سيارة مدنية ثم يختطفون شخصين ويذهبون بهما الى “السدة”, لتجري عملية قتلهما ورميهما هناك!.
في نفس التقرير يعترف المالكي بان الامريكان عرضوا عليه ذلك الفلم!.
لكن النتيجة ان المالكي قد رفض ان يقوم الامريكان باعتقال اولئك المجرمين رغم الحاح الجانب الامريكي !.
حدثت تلك الجريمة “المصورة” سنة 2005,اي قبل عملية تفجير القبة الذهبية في سامراء,وهذا يثبت ان تورط جيش المهدي في القتل والخطف الطائفي قد سبق فترة ما يسمى بالحرب الطائفية التي اندلعت بعد تفجير القبتين!(ربما كانت تلك العناصر من العصائب او من العناصر المنشقة عن جيش المهدي!).
في نفس التقرير يظهر النائب الصدري “حاكم الزاملي” وهو يعترف بانه كان يملك ميليشيات تقدر عددها بالف عنصر غايتها حماية وزارة “الصحة”!,لم يخبرنا الامريكان ولا الصدريين ولا حتى الزاملي,لماذا تحتاج وزارة خدمية مثل وزارة الصحة لالف عنصر ليحمونها؟.
هل كان الصدريون يخزنون فيها السلاح “المنوي” الايراني ؟.
ام لان وزارة الصحة كانت عبارة عن وكر لجيش المهدي يقوم من خلالها بتنفيذ عمليات الاغتيال والقتل الجماعي لاهل السنة وبعلم الامريكان الذين كانوا يصورون عدد الداخلين الى تلك الوزارة ثم يصورون جثثهم وهي تخرج على يد السيد رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي الحالي “حاكم الزاملي”؟(يمكن الادعاء سابقا بان العصائب او عناصر منشقة عن جيش المهدي هي من كان يقوم بالقتل الطائفي,لكن كيف يمكن تبرير وجود حاكم الزاملي ضمن تيار مقتدى الصدر لحد الان؟).
لا نعلم السبب في ان قناة البي بي سي التي تنحاز الى حكومة المالكي لدرجة تفوق التصور قد تجرأت على عرض مثل ذلك التقرير وفي هذا الوقت بالذات دون موافقة امريكية ,لكن الاهم هو ان نعلم بان ذلك التقرير قد عرض اعترافات كافية ليس لادانة مقتدى الصدر وحاكم الزاملي فقط,وانما لادانة المالكي نفسه حين رفض اعتقال من يقومون بقتل العراقيين لا لشيء سوى لان هذه الميليشيات شيعية !.
لا نعرف حقيقة العداء الظاهري بين مقتدى والمالكي,وهل هو عداء فعلي ام مجرد مسرحية انطلت على الامريكان حين صور المالكي لهم نفسه بانه ذلك الرجل “الوطني” الذي سوف يقضي على الميليشيات الشيعية في البصرة,في نفس الوقت الذي كان يدعم نفس الميليشيات في بغداد وبابل وديالى وباقي المحافظات؟,
وهل صدق الامريكان تلك المسرحية فعلا ام انهم كانوا شركاء في لعب ادوارهم المطلوبة بحرفية تفوق حرفية هوليوود في اخراج افلام “الاكشن” ؟! ,
وهل يعقل ان الامريكان كانوا عاجزين عن رصد مقتدى الصدر او حاكم الزاملي او غيرهم من قادة الميليشات وهم الذين صوروا بعض اولئك الميليشياويين في مواقف مخلة بالاداب في احد الدهاليز المظلمة ؟!.
عموما فان السيد مقتدى الذي لعب دورا كبيرا في حصول المالكي على الولاية الثانية,قد ظل يعلب دور “الشريك المخالف” ,واحرج المالكي اكثر من مرة,خصوصا في زيارته الاخيرة الى امريكا وما صدر من مقتدى من تصريحات استفزت المالكي لدرجة كبيرة.
وبغض النظر عن صدق او كذب مقتدى ,الا انه سوف يظل حبيس ابتزاز المالكي وتهديداته ,بسبب تلك “الاوراق العتيكة” او “الجديدة” التي يسجلها المالكي عليه ,والتي كلما حرك مقتدى ذيله,هزّ المالكي عصاه,فخنس مقتدى وانزوى في احدى الزوايا وليخرج المالكي منتصرا وقد ركب ظهره !.
قبل ايام قام النائب بهاء الاعرجي بخطوة جريئة حين طلب بنفسه رفع حصانته البرلمانية وسلم نفسه للقضاء في التهم الموجه اليه,كانت تلك الخطوة جريئة فعلا, وقد برر الاعرجي الامر تحت عنوان انه كان اول من دعا “المتهمين” وعلى رأسهم طارق الهاشمي بتسليم انفسهم للقضاء لان “القضاء العراقي نزيه وعادل” كما يصرح الاعرجي دائما.
لكن موقف الاعرجي هذا في الوقت الذي رفع من مكانته شعبيا,الا انه في ذات الوقت شكل “صفعة قوية” على وجه مقتدى الصدر وولد حرجا كبيرا لديه,فمن المعلوم ان السيد مقتدى الصدر متهم بل ومدان بحادثة اغتيال السيد عبد المجيد الخوئي ابن المرجع الشيعي الاعلى السيد الخوئي,وهي تهمة ثابتة على مقتدى بالشهود والادلة والبراهين,وان جيش المهدي قد خاض معارك طاحنة مع القوات العراقية والقوات الامريكية لا لشيء سوى لان مقتدى رفض ان يسلم نفسه للقضاء العراقي “العادل ” مثلما فعل السيد بهاء الاعرجي!.
تقول بعض التقارير ان السيد مقتدى قد اوشك على طرد السيد بهاء الاعرجي من التيار الصدري قبل فترة,وان الاعرجي قد اوشك على الانضمام الى قائمة المالكي,وان خطوته الاخيرة بتسليم نفسه للقضاء تمت بالتنسيق بين الاعرجي والمالكي ,والغاية منها ليس احراج مقتدى فقط,وانما الايقاع بالنائب الشجاع جواد الشهيلي في مصيدة محكمة!,لان تسليم الاعرجي نفسه يعني ضمنا ان يسلم الشهيلي نفسه ايضا,وان تبرءة الاعرجي يعني ببساطة تبرءة الشهيلي,لكن الذي لا يعلمه الشهيلي ,ولا يعلمه مقتدى ايضا,هو ان دخول الشهيلي الى الحمام لا يشبه خروج الاعرجي من الحمام!.
او بمعنى ادق,فان كان الاعرجي قد سلم نفسه للقضاء وخرج مرفوع الراس بتدبير محبوك من قبل المالكي,لا يعني ان تسليم النائب الشهيلي الى القضاء سوف يعني خروجه بنفس ما خرج به الاعرجي,فربما قد يخرج من القضاء ورقبته مشدودة الى عنقه بكلبجات اشبه بتلك الكلبجات التي كان يستخدمها جيش المهدي لتقييد ايدي من يقتلهم ويرميهم خلف السدة!.
ويبقى السؤال موجها الى النائب الشجاع بهاء الاعرجي:
لقد طالبت اكثر من مرة من السيد طارق الهاشمي تسليم نفسه للقضاء ,فهل تستطيع توجيه نفس الطلب للسيد مقتدى الصدر حتى تثبت مصداقيتك؟.
واما السؤال الى السيد مقتدى الصدر فنقول له:
ايهما افضل,ان تظل حبيس ابتزازات المالكي وتهديداته ,ام ان تحتذي حذوا الاعرجي فتسلم نفسك للقضاء العراقي “العادل” وتحرق جميع اوراقك “العتيكة”؟.