17 نوفمبر، 2024 11:44 م
Search
Close this search box.

كيف حدثت كل هذه الفوضى في العراق . . . وما العمل ؟

كيف حدثت كل هذه الفوضى في العراق . . . وما العمل ؟

دعونا نتكلم بصراحة عن مقدمات واسباب كل هذه الفوضى التي تعم العراق من الشمال الى الجنوب . لقد قاد حزب الدعوة منذ البداية حملة منظمة وممنهجة مع اطراف التحالف الوطني لتصفية قيادات حزب البعث ثم تحولت هذه المهمة الى تصفية رجالات السنة كل السنة ، حتى. الذين لم يكونوا بعثيين او ضد صدام حسين لم ينجوا من عمليات الاغتيال والاعتقالات . واذكر ان سيارات حزب الدعوة والمؤتمر الوطني (البيك اب ) تعود الى نادي الصيد في المنصور مساءا وهي ملطخة بالدماء يوميا ليقوم البعض بتنظيفها حتى ان احد الاشخاص من الذين كانوا يعملون معهم هاجر خارج العراق متقززا من كمية الدماء التي تغسل يوميا لتصفية البعثيين او المشتبه بهم . ثم جاء الحادث المفتعل بعملية تفجير مرقد الامام العسكري عليه السلام لتبدأ حملة شعواء للتصفية الجسدية بحجة الانتقام ، فجاءت كل الجهات المشاركة في الحكم بما فيها جيش المهدي انذاك للقيام بهذه المهمة التي اعتبروها مهمة مقدسة تخدم الدين والطائفة . وثقفوا الناس على اساسها لتكون لهم قاعدة جديدة للحكم . وجاءت كل هذه الاحداث من استراتيجية حزب الدعوة ابتداءا من الجعفري وليس انتهاءا بالمالكي وذلك بالعمل المنظم لتشييع العراق وبمساعدة ايران التي لها ثارات كثيرة قديمة وحديثة ، وبسكوت القوات الامريكية الغازية عما يجري في هذا البلد وهي على مرأى ومسمع منها . ثم قام المالكي بالمرحلة الثانيةمن المخطط عن طريق اغداقه لمزيد من الاموال لشراء الذمم وتقريب رعاع القوم من الانبار وصلاح الدين وتنصيبهم شيوخ جدد . فهرب الشيوخ ووجهاء القوم الحقيقيون الى الدول المجاورةوبقي ابناء العشائر المساكين تحت رحمة السياسيين الجددمن ابناء طائفتهم .وبطش السياسيين الحكوميين فشعر الكثير من اهالي صلاح الدين والانبار ونينوى بالحيف وفقدو اي فرصة منظورة لحياة مستقبلية في هذا البلد فتطرف بعضهم واصبحوا اسلامويين ونأى البعض الاخر عن انفسهم واثروا السلامة في البلدان المجاورة وبقي الشباب والاهالي في حيرة من امرهم بين شيوخهم الجدد المرتزقة وبين بطش السياسيين حتى ظهرت داعش كقوة صغيرة بالمنطقة سرعان ما تغولت نتيجة قيام شيوخ المالكي الانتهازيين المرتزقة ببيع السلاح لهم ثم التقرب اليهم عن طريق دفع الجزية ، حتى يحافظوا على مصالحهم الفردية الضيقة . بمعنى عين مع الحكومة واخرى مع الدواعش . وقد بلغت هذه العملية ذروتها بقيام داعش باحتلال الموصل وصلاح الدين . نتيجة تعمد واخطاء المالكي وسياسته الطائفية الفاشلة والغبية ثم تكررت العملية ذاتها وبنفس الطريقة في الانبار فبدد الاموال وخلق مزيدا من الاعداء . وبذلك اضاع حزب الدعوة فرصة تاريخية لتحقيق الديمقراطية والتعايش السلمي في البلد وقسم البلد ليس الى طوائف وشيع واحزاب فقط بل وحتى جغرافيته فاضاع محافظات وخلق كل هذه الفوضى من كردستان الى البصرة والشعب حائر لا يعرف له طريق للخلاص . ثم جاء العبادي على اعتبار انه المخلص للشعب من محنةالمالكي وحزب الدعوة . الا انه تبين فيما بعد ان العراق لا زال يحكمه حزب الدعوة لكن هذه المرة كالحية برأسين . . . فاضطربت الاوضاع اكثر فاكثر واشتد التحزب واصبحت المعارك اشد ضراوة مع ضياع اموال البلد نتيجة الفساد وجهل السياسيين . واختلطت الاوراق ودخلت اطرافا جديدة في الصراع واوشك البلد على الضياع حتى وصلنا الى ما نحن عليه الان من دولة فاشلة بكل المقاييس .
ان المهمة العاجلة لكل التقدميين الشرفاء والعراقيين العقلاء هي في تنحية حزب الدعوة عن السلطة نهائيا . والبدء بمرحلة ما بعد العبادي ، لخلق سلطة سياسية معتدلة وطرد كل الاحزاب والتكتلات الطائفية السنية والشيعية من الحكم . ولا يمكن ان يتحقق هذا الابخروج جماهير الوسط والجنوب بمظاهرات في كل مكان وتثقيفهم بكل الوسائل والطرق المتاحة للوعي بمصالحهم الحقيقية ونبذ العنصرية والطائفية والتمسك بالوطنية العراقية التي فيها الخلاص. مع تحريضهم باستمرارالتظاهر والاضرابات والاعتصامات السلمية لحين اجبار القادة الفاسدين على التنحي من السلطة وان الامر الان بيد الجماهير وحدها لاستلام مقاليد الحكم في هذا البلد من قبل القيادات الشعبية الشابة والنزيهة التي ستولد من رحم الاحتجاجات والمظاهرات المخلصة . كما سيولد قطاع واسع من الشباب الرافض للخداع الحزبي والطائفي . الذي ينظر الى مستقبله بمنظار الامل في تحقيق حياة قائمة على العدل والمساواة والفرص المتاحة للجميع لتحسين مستواهم المعاشي والثقافي والحضاري . بدلا من الاقتتال والتهجير وتنفيذ مصالح الغير على حساب حياتهم وشبابهم ومستقبلهم الواعد .

أحدث المقالات