23 ديسمبر، 2024 6:29 ص

كيف تنتهي تعاسة عراقنا ويكون سعيدا  ؟!

كيف تنتهي تعاسة عراقنا ويكون سعيدا  ؟!

انقطعت  عن الكتابة فترة قصيرة ربما يحدثني عقلي بتكرارها ليس لاني لا اترزق من الكتابة فأقضى جل وقتي بكسب العيش , ورغم انبثاق احداث جديدة ومهمة مثل تحركات  السعودية النشطة هذه الايام حول جيش التحالف الاسلامي –قطع مساعدات بمليار دولار للبنان بسبب موقف حزب اللات والعزى الذي رفض ان يدين لبنان حرق السفارة السعودية بتهران !, هروب علي عبد الله صالح اليمن الى مسقط واستعداده لتسليم صنعاء من غير قتال , احاديث عن تشكيل وزارة جديدة في العراق من سيطير من سيمتلك صمغ اصلي يبقيه جالسا على كرسيه , اسماء جديدة لم نسمع بها تتصدر وتتزاحم مع القوى المؤثرة لتأخذ نصيبها من كعكة العراق التي ستقسمها امريكا مرة اخرى بدعم عربي هذه المرة وكل يكتب ويسعى على ليلاه ,,اهواء وامال بحجة انقاذ العراق لكن الحقيقة (لا اقصد الخيرين ) الكسب الغير المشروع في مرحلة امريكية جديدة سيناريو لا يختلف عن سابقيه الا بالممثلين والكومبارس , فبعد ان سمعنا جعجعات من هم اشداء على مواطنيهم او بتعبير اكثر حرية وحقيقة من هم قتلة مواطنيهم وسمعنا تهديدات لامريكا هنا وهناك ,و ظهر لنا من هو كأنه محرر العراق الاوحد من الامريكان الذي يحاول ان يسرق نضال وتضحيات الفصائل السنية والقوى الوطنية التي اجبرت الامريكان على انقاذ مؤخراتهم من مستنقع العراق المميت شوهدت حركة مشيطة لتسفير عوائل واموال من يطلقون عليهم ساسة العراق من شاكلة هؤلاء الاشداء الذين تحولوا الى جرذان امام تحركات القوات الامريكية واوامرها الجديدة .عن ماذا اكتب عن زيارة ملك السعودية لروسيا او عن ابادة موسكو لقرى سورية كاملة بقنابلها العنقودية .. الاحداث والسياسة اصبحت لا تطاق فاما ان تكون مصفقا لهذا او ذاك وتعلق ضميرك على الرفوفو او تضعه بالجمدة واما ان تكون موضع اتهام ممن يخالفك بالرأي .
قالت لي من ضمن من وجهت كلامها لهم وكانها تخبرني لا تهتم ( أنت غير ملزم بأن تحافظ على آرائك التي تبنيتها قبل سنة أو شهر أو حتى قبل ساعة.ثم اردفت : تغيير الرأي يعكس المرونة والنمو والانفتاح على الأدلة الجديدة) .حسنا .. تغيير الرأي اذا جاء نتيجة وجود أدلة جديدة يعتبر صائبا فكم من قرار تتخذه المحاكم ينقضه التمييز بسبب ظهور ادلة جديدة, لكن الكاتب المحلل لا ينبغي له ان يبدل رأيه كل ساعة او شهرا لانه سيصبح متقلب الرأي فاقدا صفة التحليل السوي الغير عجول. صحيح لا يمكن ان يعاتب الكاتب على مقال مثلا كتبه قبل عام ظروفه المحيطة وتأثيرات الحالة تختلف عن ظروفها الان لأن الكاتب ما هو الا انعكاس فكري واسع لاحاسيس تتلاطم بين ما يراه ويشعر به وبين حقائق وتحليلات مبنية على مباديء وثقافة يمتلكها تؤهله للتعبير عن اي حالة يلقي الضوء عليها. يلجأ بعض الكتاب ممن يكتبون وفق امنياتهم او رغباتهم الى سرعة تغيير ارائهم نتيجة اثبات الواقع لعكس ما يريد.
انظروا مثلا لبعض الكتاب الطبالين ممن لا يزالون يمجدون بالحكومةالعراقية او العراق رغم الحقائق السيئة التي وصل لها ,هؤلاء يسلخون انفسهم من الواقع ويعيشون عالما من الخيال والاماني الخادعة فيخدعون انفسهم ويخدعون من يقرأ لهم هؤلاء هم من أضل العراق والعراقيين وهم من اطال بعمر الحكومات العميلة والفاسدة وهم من يتحمل منصافة مسؤولية السرقات والجرائم التي تحدث كل يوم .
بكل بساطة واختصارنقولها كان لدينا عراقا مستقرا نسبة السعادة فيه تتجاوز ال 90% حولوا هذه النسبة للتعاسة , كانت جرائم السرقة لا تتعدى بعض قطاع الطرق فحولوه الى عراق يتألف من قطاع طرق وبعض الناس الامنين .وبمثل مشهور نصف العراق الامس واليوم ب (عرب وين طمبورة وين )
قال حكيم مقتبسا من قوله تعالى ( إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ) إذا أردت أن تغير من نفسك وترتقي بها للأفضل ، فعليك أن تدرك أن أول خطوات التغير تكمن من داخلك. أقول اذا شعبنا اصبح من قوم تبع لا يعصي السيد الذي اوقعه بالتهلكة فمن دبش راح يتصلح العراق وشعبه , لا حكومة جديدة ولا تغيير هامشي في الدستور ينفع لان اساس مشكلة العراق هي ( الطوائف ) التي خلقتها الامبريالية الامريكية والتي تسعى لترسيخها للاسف القوى العربية مخيبة بذلك امال ال 90% الاولين و النسبة الثانية 90% تعاسة  لن تزول ببقاء الطائفية بالدستور .