6 أبريل، 2024 8:06 م
Search
Close this search box.

كيف تقدموا وتأخرنا؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

سؤال طرحه العثمانيون والمصريون واليابانيون على أنفسهم , وأخذوا يبحثون عن الجواب منذ بداية القرن التاسع عشر وربما قبله , والمقصود بالذين تقدموا الدول الغربية , فقررت هذه الدول الثلاثة أن ترسل عددا من الطلبة والمهتمين بالشأن للوصول إلى جواب.
وبعد فترة عادوا إلى بلدانهم , وكان جوابهم متشابها , وخلاصته أن الغرب إعتمد مناهج البحث العلمي , وأطلق الحرية للعقل لكي يفكر ويبتكر.

السلطان العثماني ووالي مصر محمد علي , عندما نظرا إلى الجواب ومن حولهم أصحاب العمائم واللحى من الذين يسمّون أنفسهم فقهاء وعلماء , وفكرا في آليات التطبيق نهض هؤلاء بوجههم , وإعتبروه بدعة وكفر ومفسدة للأمة وتأليب للرعية على السلطة , وبعد مجابهات ومجادلات اذعنا لرأي الفقهاء , ونبذا العلم والعقل ومناهج البحث العلمي.

وإمبراطور اليابان أصغى للجواب , وإتخذ قرارا جريئا بالعمل بموجبه وعدم الخضوع لأية سلطة أخرى غير العقل.

فوصلت اليابان إلى ما وصلت إليه , وأصبحنا على ما نحن عليه!!

هذه مَروية موثقة في العديد من كتابات المُصلحين الأوائل , فقادة الأمة لم يكونوا بغفلة وجهل وإنما يتفاعلون مع عصرهم , ومشكلتهم أنهم في حقيقة الأمر رهائن العمائم التي تمتلك زمام أمر الجميع.

وفي مطلع القرن العشرين عندما إنطلقت حركة التنوير والنهوض في الأمة , تم التصدي لها بإنشاء الأحزاب التي تسمي نفسها “إسلامية” , والتي رفعت شعار ” الإسلام هو الحل” , مما يعني أن لا مجال لإعمال العقل وحرية التفكير والرأي , فالرأي رأي العمائم وحسب.

وهذا الشعار هو المنطوق الجامع لجميع الأحزاب الدينية التي لكل منها إسلامه الذي يراه على هواه , فالرب واحد والكتاب واحد والنبي واحد والدين فرق وجماعات وفئات وطوائف وتحزبات وتمذهبات , فعندما تسأل عن الإسلام تجده إسلامات وإسلامات.

ولو قرأنا فتاوى الفقهاء لوجدنا النسبة العظمى منها تتعلق بما دون الحزام , ولا يُعرف لماذا يمعنون بالحديث عن ذلك , ومنهم مَن ألف كتبا عجيبة بهذا الشأن !!

ولو تتبعت خطبهم وكتاباتهم فلن تجد مَن يحدثك عن “إقرأ” , وعن القيم والأخلاق الحميدة والسلوك الطيب الرحيم , ولن تجد إلا فيما ندر مَن يعلم الناس القراءة والكتابة , ولهذا ترى حول مراكز العبادة زيادة نسبة الأمية , ويزدحم على أبوابها الفقراء والمساكين من المحرومين والمسحوقين بالدين.

فأصحاب العمائم واللحى المتاجرون بالدين يحسبون أنفسهم يعرفون وغيرهم يجهلون , وعليكَ تتبارك بتضليلهم ودجلهم , فهو الدين القويم.

ولهذا تقدموا ونحن الذين توهموا!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب