23 ديسمبر، 2024 4:12 م

كيف تقاس الوطنية؟!!

كيف تقاس الوطنية؟!!

الوطنية لا تقاس بالخطب والشعارات والكلمات , وإنما تتجسد بالأفعال والأعمال الجلية.

فالذي يدّعي الوطنية عليه أن يقدم قائمة بمنجزاته التي أعزّت الوطن وأسعدت المواطن , ووفرت له سبل الراحة والأمان.

فمقاييس الوطنية والإخلاص واضحة في كافة المجتمعات ولا تحتاج لمزايدات.

فالعالم المتقدم وما حوله , الذي يتقدم لأي منصب سياسي عليه أن يقدم برنامجه الوطني , وماذا يريد أن يحقق ولماذا , وما هي أهمية ما يهدف إليه ومردوداته الإيجابية على الوطن والمواطن , وبهذه الرؤى تتحدد أهليته للوصول إلى منصب قيادي في المجتمع.

لا يوجد في الدنيا خطابات وكلمات وإدعاءات بالوطنية , وإنما ميادين عمل وعطاء وبناء للحاضر والمستقبل.

وعندما نعود إلى مَن يسمون أنفسهم ساسة في مجتمعاتنا , ونبحث عن برامجهم ومنجزاتهم , نجدها صفرا على الشمال , وياليتها كذلك وحسب , وإنما الفرد أو الحزب في السلطة , يمتهن تهجيرالعباد وقهرهم وسرقة الأموال والممتلكات , وهذه أولى وأفدح منجزاتهم , ولا تجد واحدا منهم قد أسهم في تقديم الخدمات , ورعاية المواطنين والنظر في حاجاتهم , والعمل على تذليل الصعوبات والمعوقات من أمامهم.

(ساستنا) يفترسون الشعب ويصادرون الوطن , ويدّعون الوطنية , ويتزايدون فيما بينهم على مَن منهم أكثر وطنية وإخلاصا , وهم يتحدثون عن صفات وخصال ومميزات لا يمتلكونها , لكنهم يتصورونها ويتوهمونها , فالذين أوصلوا بلدانهم إلى حضيض المقاساة , لا يمكنهم أن يتصوروا بأنهم بلا وطنية , وإنما السبب في الآخر المتآمر لا غير , وهذه آلية تفكير متوارثة عبر العصور.

فهل من الوطنية أن يتم الإستثمار في معاناة شعب وخراب دولة وتفتيت وطن؟

هل من الوطنية أن يعزف (الساسة) على أوتار الطائفية والعشائرية والفئوية , وهم يتمتعون بنعمة الفساد , ونهب ثروات البلاد؟

إن الوطنية غائبة عن وعي الكراسي , لأنها لا تمت بصلة إلا لظنونها ورغباتها التي تطيع أمّارة السوء التي فيها.

فعندما تكون الوطنية هي القائد يتجسد الوجود الوطني العزيز!!