التقرير الذي أعده المرصد النيابي العراقي عن عمل مجلس النوائب ( لا خطأ في ذلك ) العراقي للعام المنتهي الفين واثني عشر؛ غريب وعجيب ..ويثير الفخر والاعجاب !! وفي ذات الوقت الاسى والبكاء ..لما قدمه النواب للشعب الذي انتخبهم ..وما تقاضوه لقاء ذلك
التقرير ليس سرياً ..ولم تنشره جهة معادية للشعب العراقي ولا العملية السياسية ولا لسياسيينا الاشاوس ..حفظهم الله ورعاهم ومتعهم بموفور الصحة وراحة البال والهناء وادام عليهم سكن العشرة نجوم في فلل وقصور وفنادق المنطقة الخضراء او ما حولها ..وادام عليهم العز والرواتب والحمايات والسفرات والايفادات وقطع الاراضي ..وحمى الله قصورهم وشققهم وعماراتهم وابراجهم في دبي وبيروت وعمان والقاهرة والريفيرا وكل اوربا والعالم اجمع ؛ امين ..يارب العالمين
التقرير ( ما شاء الله ) طويل وعريض وموثق بالاحصاءات والرسوم البيانية و ( ما يخرش المية ) كما يقول اخواننا المصريون في امثالهم..ولانني اداري وقت ؛ ومشاعر القراء الاعزاء فانني لا اورد الا شذرات من التقرير لكي اوضح حجم المعاناة والجهد والاعمال الشاقة التي يضطلع بها نوابنا الاعزاء ( اعانهم الله تعالى ) ليحصلوا بعد اربع سنوات فقط من عمر الدورة ( الانتهابية ) على ( 528.000.000 خمسمائة وثمانية وعشرون مليون دولار فقط لا غير ) بعد ان عمل كل منهم اثني عشر يوما وربع اليوم في السنة الواحدة
التقرير كشف بالتفصيل ان المجموع النهائي لساعات عمل البرلمان العام الماضي هو 302.6 ساعة لمجموع الجلسات خلال هذه السنة، أي ما يعادل (12.6) يوما .
اي أن عضو البرلمان عمل 44 يوماً براتب قدره أكثر من 450 ألف دولار، وهو ما يعادل تقريباً 9000 دولار لكل يوم عمل فعلي في البرلمان اي بحدود
( 30000 الف دولار ) شهريا .. ويصل الى ( 40000 الف دولار ) بأضافة رواتب الحماية الشخصية وعددهم ثلاثون شخصا وكذلك مصروفات الطعام والايفادات.. اذن شهرياً يبلغ مجموع رواتب الاعضاء وحماياتهم ( 11000000 أحد عشر مليون دولار ) وخلال سنة واحدة فان مجموع الرواتب ( 132000000 مليون دولار ) وخلال دورة برلمانية واحدة ( 528.000.000 مليون دولار ) هذا مع عدم احتساب رواتب رئاسة البرلمان والتي لا يعلمها الا الله والراسخون في العلم
اللطيف في التقرير ان جلسات المجلس الثلاث والسبعون سجلت معدل حضور للاعضاء مابين 55-60 بالمئة وان بعض اعضاء مجلسنا الهمام قد تكرر غيابهم مئة او ستين او خمسين بالمئة بدون عذر..وبما انني اجبن من شيبوب واسماعيل يس ؛ فانني لن اورط نفسي بايراد اسماء النواب المتغيبين الذين وردت اسماؤهم في التقرير ..لانني بصراحة لا امتلك ديناراً واحداً ادفعه تعويضاً لنائب قد يتهمني ويقاضيني بتهمة السب والتشهير والقذف ( لا تسيئوا الظن بهذه المفردة رجاءً ).. ولكننا نعرف ان الموظف في الدولة الذي يتغيب عن الدوام لفترة معينة يفصل من الوظيفة وهو يتقاضى الفتات ..ولكن النائب الذي يلعب بالملايين ويتمتع بالحصانة وجواز السفر الدبلوماسي له ولعائلته والراتب التقاعدي الفلكي فلا احد يقول له على عينك حاجب !.
من لم يقرا تقرير المرصد النيابي العراقي عمره خسارة …على الاقل ليزداد قناعة بجدوى معارك كسر العظم والتسقيط السياسي والديني والاجتماعي الذي تشهده المعارك الانتخابية ..وما خفي كان اكثر حزنا واشد ايلاما .