لاأستطيع ان أجيب على مثل هذا السؤال ، فـ ” الكيف ” هذه ليست من أحلامي ولا من أجنداتي الخارجية منها والداخلية ، سأترك الجواب للمعهد الفرنسي للأبحاث في العراق ،الذي قال في آخر تقرير له ، ان عدد اثرياء الملياردير في العراق 36 بالكمال والتمام ( لكل مليون عراقي مليارديراً واحداً ) ويضيف التقرير ، وهو مشكول الذمة ، يوجد في العراق ايضا 16 ألف مليونيراً ( لكل 2 مليون عراقي ملياردير)!
لكنّ القصة لدى المعهد لاتنتهي عند هذا الترف ليستنتج ” المجتمع العراقي منقسم الآن بين طبقة عليا حيث تعيش الأقلية بشكل مريح وطبقة دنيا حيث الأغلبية تناضل بشدة من أجل البقاء” ولا ادري ان كنت انا والكثير من اصدقائي من هذه الاغلبية التي تناضل ( جبناها نضال بنضال ) لكنّ نضال اليوم يختلف عن نضال الأمس ) ليش هو نضال اليوم مثل نضال كَبل )!
وحتى تكتمل فصول الحكاية ، وهي من حكايات الف ليلة وليلة الحديثة ن فان التقرير يدّلنا على مانعرفه عن هؤلاء المليارديرية والمليونديرية فيقول بالفم الملآن..
تتكون هذه الأقلية من كبار المسؤولين في الأحزاب السياسية والميليشيات، ومديري الشركات التابعة لهم، والنواب والوزراء الحاليين أو المتقاعدين..، والمجموعات الإعلامية المؤثرة، ومديري الشركات المتوسطة، أو الكبيرة المرتبطة بدول النظام الإقليمي ( إيران، تركيا والخليج ) !
في مقابل فرحتنا المخادعة هذه بوفرة الاغنياء في بلاد نقمة البترول ، تقول وزارة العمل إن 9 ملايين مواطن أي نحو ربع عدد السكان البالغ عددهم 41 مليونا، يعيشون تحت مستوى خط الفقر في العراق..!!
وأكد وزير العمل أحمد الأسدي، حسب آخر تقرير للأمم المتحدة، حيث كان العراق بالمرتبة 86 ” فقريّاً” ووصل الآن إلى 66، وسنستمر بعملنا حتى يصل العراق إلى مراحل متقدمة..!!
ولا يتركنا التقرير نضرب الأخماس بالأسداس فيكشف لنا عن ضبابية الصورة ويوضحها فيقول ،في محافظة نينوى يعيش 34.50% من السكان تحت خط الفقر، وفي محافظات ذي قار و ميسان و الديوانية و المثنى تبلغ هذه الأرقام 40.90%، 42.30%، 44.10%، و52.50% على التوالي.
مجلة فوربس المعروفة بتصنيف قائمة الاثرياء في العالم ، تكمل نواقص الصورة فتقول، أزلنا العراق وإيران وبعض الدول الأخرى من قائمة الالف ملياردير في العالم لأنها غير مرتبطة بنظام البنك الدولي، ويتم تبادل أموالهم خارج نظام البنك وهناك العديد من الشكوك حول غسيل الأموال !